العلاقات المصرية الصينية.. شراكة استراتيجية وسط توترات عالمية (إطار)
يجري رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، الأربعاء، زيارة رسمية إلى مصر تستمر يومين، يبحث خلالها سبل تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
** رئيس مجلس الدولة الصيني يبدأ الأربعاء زيارة لمصر يبحث خلالها سبل تعميق الشراكة بين البلدين..- السفير الصيني في مصر: الزيارة ستشهد تبادل وجهات النظر بشكل معمق مع القادة المصريين حول سبل تطوير العلاقات
- المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية: العلاقات الثنائية شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورًا قويًا، تميز بتعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتعاون عملي مثمر في مختلف المجالات
- أمين عام مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية: الصين ومصر تلعبان دورًا متزايد الأهمية في الحفاظ على السلم العالمي وتعزيز العدالة الدولية
يجري رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، الأربعاء، زيارة رسمية إلى مصر تستمر يومين، يبحث خلالها سبل تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وتأتي زيارة لي تشيانغ للقاهرة في أعقاب مشاركته في قمة "بريكس"، التي انعقدت لأول مرة بعد توسيع عضوية التكتل لتشمل 11 دولة، بينها مصر.
ومنذ وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحكم في 2014، دخلت العلاقات بين مصر والصين التي بدأت بشكلٍ رسمي في مايو 1956 بعد اعتراف القاهرة ببكين، مرحلة جديدة، وتم وضع أُسس شراكة استراتيجية شاملة تم الإعلان عنها رسميًا في ديسمبر/ كانون الأول 2014.
وشهدت السنوات الأخيرة عدة لقاءات رفيعة المستوى بين البلدين، كان أبرزها زيارة السيسي إلى بكين في مايو الماضي، حيث شارك أيضًا في منتدى التعاون العربي–الصيني.
** شراكة استراتيجية
وتأتي زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى مصر تلبية لدعوة من رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، بحسب إعلام صيني رسمي.
و تناولت قناة CGTN الصينية الزيارة تحت عدة عناوين منها "مصر والصين.. شراكة استراتيجية تعيد صياغة مستقبل العلاقات الدولية"، و"مصر والصين: عقد من الشراكة الاستراتيجية… وآفاق المستقبل".
وأعلن السفير الصيني في مصر لياو ليتشيانغ، في تصريحات صحفية أوردتها القناة الأربعاء، أن الزيارة ستشهد تبادل وجهات النظر بشكل معمق مع القادة المصريين حول سبل تطوير العلاقات الصينية المصرية وتعميق التعاون المتبادل المنفعة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشار إلى تطلع الجانب الصيني من خلال هذه الزيارة، إلى العمل مع الجانب المصري من أجل "تكريس الصداقة التاريخية، وتعميق التعاون المتبادل المنفعة، والدفع بالتقدم المستمر للعلاقات الصينية المصرية نحو هدف إقامة مجتمع المستقبل المشترك نحو العصر الجديد، وبناء مجتمع صيني عربي للمستقبل المشترك على مستوى أعلى".
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أكدت بحسب تقرير أوردته قناة CGTN الصينية أن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى القاهرة، ستشهد تبادل وجهات النظر مع كبار المسؤولين بشأن سبل تطوير العلاقات الثنائية، وتعميق التعاون، إلى جانب مناقشة قضايا ذات اهتمام مشترك.
وأضافت نينغ أن مصر تُعد "أول دولة عربية وإفريقية" تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، وأن البلدين "شريكان استراتيجيان شاملان".
وأشارت إلى أن العلاقات المصرية الصينية "شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورًا قويًا، تميز بتعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتعاون عملي مثمر في مختلف المجالات، إلى جانب تنسيق وثيق وفعّال في المحافل متعددة الأطراف، وذلك في ظل التوجيه الاستراتيجي للرئيسين شي جين بينغ وعبد الفتاح السيسي".
** تعزيز لمسار العلاقات
ولاقت الزيارة اهتماما إعلاميا مصريا، وسلطت قناة القاهرة الإخبارية الضوء على تلك الزيارة.
ونقلت القتاة عن وانغ غوانغدا، أمين عام مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، قوله إن الصين ومصر تلعبان "دورًا متزايد الأهمية في الحفاظ على السلم العالمي وتعزيز العدالة الدولية، لا سيما في ظل تفاقم الأزمات الجيوسياسية".
وأضاف وانغ أن البلدين بحاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى مواصلة تعزيز الدعم المتبادل وتوسيع آفاق التعاون.
وأشار إلى أن انضمام مصر أخيرًا إلى كل من منظمة شنغهاي للتعاون وتكتل "بريكس" في 2024 يُعد خطوة مهمة "عززت مكانة القاهرة على الساحة الدولية، وأسهمت في رفع صوت دول الجنوب العالمي".
ولفت إلى أن "تعميق الثقة السياسية بين القاهرة وبكين وتكثيف التعاون في مختلف المجالات أفضى إلى نتائج ملموسة تخدم مصالح البلدين".
فيما ترى وانغ شياو يو، نائبة مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان الصينية، أن زيارة لي تشيانغ خطوة بارزة في إطار الدبلوماسية الصينية الجديدة في المنطقة، وتُظهر الاهتمام الصيني البالغ بتطوير العلاقات مع مصر كشريك استراتيجي وثيق"، وفق المصدر ذاته.
وأشارت إلى أن الزيارة "ستعزز من الثقة السياسية والتنسيق الاستراتيجي بين الجانبين، بما يرسّخ دعائم الشراكة الاستراتيجية الشاملة".
وأكدت أن مصر "ركيزة أساسية في العلاقات الصينية العربية، وبوابة للتعاون مع إفريقيا. كما ستسهم هذه الزيارة في تمهيد الطريق أمام انعقاد القمة الصينية العربية الثانية العام المقبل، وتعزيز الجهود لبناء مجتمع مصير مشترك صيني عربي يقوم على التعاون المتكافئ والتنمية المشتركة".
** التعاون العسكري
أصبح التعاون في مجال الدفاع أحد الركائز الأساسية في الشراكة المتنامية بين بكين والقاهرة.
وشهدت العلاقات العسكرية تعمقًا ملحوظًا، إذ أجرت القوات الجوية الصينية والمصرية أول مناورات جوية مشتركة في أبريل الماضي، تحت اسم "نسور الحضارة 2025"، في قاعدة جوية مصرية.
وشاركت الصين في المناورات بمقاتلات J-10C، وطائرات التزود بالوقود YU-20، وطائرات الإنذار المبكر KJ-500، إلى جانب مقاتلات MiG-29 المصرية.
ونقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصينية أنه خلال المناورات التي استمرت 18 يومًا قاد طيار مصري طائرة مقاتلة J-10C، ما أعاد الحديث حول إمكانية بيعها للقاهرة.
وتتزامن زيارة لي تشيانغ إلى القاهرة مع تقارير تشير إلى أن مصر نشرت منظومة الدفاع الجوي الصينية HQ-9B، "في إشارة إلى تقليص اعتمادها على الدعم العسكري الأمريكي التقليدي"، فيما لم يصدر تصريح مصري رسمي حول الموضوع.
** علاقات اقتصادية قوية
وتربط مصر والصين علاقات اقتصادية قوية، إذ يبلغ عدد الشركات الصينية العاملة في مصر 2800 شركة يتجاوز حجم استثماراتها 8 مليارات دولار، في عدة مجالات أبرزها البناء والتشييد والطاقة، وفق الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر (حكومية).
وأكد جهاز التمثيل التجاري المصري (حكومي) بحسب تقارير إعلامية الثلاثاء، أن التعاون بين مصر والصين يشهد "تطورًا متزايدًا"، خاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، حيث تسير العلاقات الثنائية بين البلدين "بخطى ثابتة نحو المزيد من الشراكات المثمرة".
وتشير البيانات الرسمية إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين سجل ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترات الماضية، حيث وصل في عام 2024 إلى ما يقرب من 17.37 مليار دولار، مقارنة بـ 15.78 مليار دولار في عام 2023، بنسبة نمو تقدر بـ 10 في المئة، ما يعكس تنامي حجم التفاعل الاقتصادي بين البلدين.
ومن ناحية أخرى، تشير معطيات وزارة التجارة الصينية (MOFCOM) أن إجمالي الاستثمارات المصرية في الصين حتى نهاية عام 2024 بلغ ما يقرب من 73.03 مليون دولار أمريكي، وقد توزعت تلك الاستثمارات بشكل أساسي على شركات تعمل في مجالات التجارة والسياحة والنقل البحري.
كما أصبحت مصر وجهة بارزة للاستثمار الصيني في المنطقة، حيث استقطبت منطقة قناة السويس الاقتصادية استثمارات صينية تجاوزت 8 مليارات دولار، وفق التقارير الرسمية.
ويأتي هذا التعاون المتنامي وسط توترات إقليمية وعالمية أبرزها الخلافات التجارية بين بكين وواشنطن وتداعيات الحرب في إسرائيل وإيران وحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.