الزعيم الدرزي يوسف جربوع يؤكد التوصل إلى اتفاق لوقف النار بالسويداء
واندماج المحافظة بشكل كامل ضمن الدولة السورية

Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
أكد يوسف جربوع، أحد مشايخ عقل طائفة الدروز بسوريا، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق مع الدولة السورية لوقف إطلاق النار في السويداء (جنوب)، واندماج المحافظة بشكل كامل ضمن الدولة.
ومساء الأربعاء، أفاد مصدر بوزارة الداخلية السورية، بالتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء، ونشر حواجز أمنية بها واندماجها الكامل ضمن الدولة، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).
وقال جربوع، في كلمة متلفزة، "بعد الأحداث الأليمة التي أدت إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، تم التواصل مع الدولة السورية والتوصل لاتفاق يضم عدة بنود لوقف إطلاق النار وضمان الأمن والاندماج الكامل للسويداء ضمن الدولة".
وأوضح أن هذا الاتفاق جاء في إطار "السعي لاستعادة الأمن والاستقرار في السويداء وتلبية لمطالب سكان المحافظة، وتأكيدا على التزام الدولة السورية بحقوق جميع مواطنيها".
وذكر جربوع، أن الاتفاق ينص على "إيقاف كامل لجميع العمليات العسكرية بشكل فوري، والتزام جميع الأطراف بوقف التصعيد العسكري أو أي شكل من أشكال الهجوم ضد القوات الأمنية وحواجزها مع إعادة قوات الجيش لثكناتها".
وتابع أن الاتفاق نص أيضا على "الاندماج الكامل للسويداء ضمن الدولة السورية، والتأكيد على سيادة الدولة على أراضي السويداء بما في ذلك استعادة كافة مؤسسات الدولة وتفعيلها على الأرض".
وبيّن جربوع، أن الاتفاق تضمن "إعادة تفعيل جميع مؤسسات الدولة في جميع مناطق السويداء، وفقا للأنظمة والقوانين السورية والعمل على ضمان حقوق كافة المواطنين في السويداء من خلال قوانين تضمن العدالة والمساواة".
إلى جانب ذلك، اتفق الطرفان على "تشكيل لجنة مراقبة مكونة من الدولة السورية والمشايخ للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان الالتزام به"، وفق جربوع.
وأضاف: "ونشر حواجز الأمن الداخلي من الدولة ومنتسبي الشرطة من أبناء السويداء في جميع أنحاء المحافظة والمناطق المجاورة لتعزيز الأمن، والاستعانة بضباط وعناصر شرطة من أبناء المحافظة لتولي مهام قيادية وتنفيذية لإدارة الملف الأمني فيها".
وأكد جربوع، على أنه تم "التوافق على آلية لتنظيم السلاح الثقيل بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع، بما يشمل إنهاء مظاهر السلاح خارج إطار الدولة، وذلك بالتنسيق مع الوجهاء والقيادات المحلية والدينية مع مراعاة الخصوصية الاجتماعية والتاريخية للسويداء".
وأشار إلى أن الاتفاق تضمن أيضا "تشكيل لجنة مشتركة لتقصي الحقائق والتحقق في الجرائم والانتهاكات والتجاوزات التي حصلت مع تعويض المتضررين ورد الحقوق لأصحابها".
وفي السياق ذاته، قال جربوع، إن من بين بنود الاتفاق "احترام حرمة البيوت وعدم المساس بأي منزل أو ممتلكات خاصة في أي منطقة بالمحافظة مع الالتزام بحمايتها من أي اعتداءات أو تخريب".
وشدد على أن الاتفاق نص على "تأمين طريق دمشق-السويداء من قبل الدولة وضمان سلامة المسافرين، إلى جانب توفير كافة الخدمات الأساسية للسويداء من ماء وكهرباء ومحروقات وصحة، والعمل على إطلاق سراح المعتقلين في الأحداث الأخيرة وفورا".
وجاء الاتفاق تزامنا مع غارات إسرائيلية متكررة في جنوب سوريا، وآخرها محيط القصر الرئاسي بالعاصمة دمشق، قالت تل أبيب إنها بمثابة "تحذير" للحكومة السورية للانسحاب من السويداء.
والأحد، اندلعت مواجهات بأسلحة متوسطة وثقيلة بين مجموعات درزية وأخرى بدوية في السويداء، جراء قيام الطرفين بمصادرة مركبات بشكل متبادل، وفق مصادر محلية للأناضول.
والاثنين، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، اتفاقا تاما لوقف إطلاق النار في السويداء، بينما دخلت قوات الجيش والأمن إلى مركز المدينة لبسط السيطرة، وفرضت "حظرا للتجوال حتى إشعار آخر حفاظا على الأرواح".
لكن وزارة الداخلية السورية، قالت في بيان، مساء الثلاثاء، إن الاشتباكات لا زالت مستمرة في بعض أحياء السويداء، وسط جهود مكثفة بالتنسيق مع وجهاء وأعيان المدينة لاستعادة السيطرة الكاملة وفرض الأمن.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024، بدأت قوات الأمن العام التابعة للحكومة الجديدة دخول محافظات البلاد، لكن رتلا تابعا لها آثر عدم دخول السويداء آنذاك وعاد إلى دمشق حقنا للدماء، بسبب رفض حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل بالمحافظة دخول الرتل.
وفي ظل ذلك، تولت عناصر من أبناء المحافظة مهمة تأمينها، لكنها لم تتمكن من ذلك ما دفع قوات الجيش ووزارة الداخلية إلى التدخل لإنهاء الانفلات.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.