الجزائر.. انطلاق ندوة "مسار وهران" بشأن الأمن في إفريقيا
وزير الخارجية الجزائري انتقد في كلمة الافتتاح تجاهل المجتمع الدولي لأزمتي ليبيا والسودان..
Istanbul
الجزائر/ عباس ميموني/ الأناضول
انطلقت في الجزائر، الاثنين، الدورة الـ12 للندوة رفيعة المستوى بشأن السلم والأمن في إفريقيا، المعروفة باسم "مسار وهران".
ووفق مراسل الأناضول، بدأت أعمال هذه الندوة بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي، وتستمر يومين تبحث خلالهما أبرز تحديات السلم والأمن في القارة الإفريقية.
وفي كلمته أثناء الافتتاح، قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، إن "الحرب في السودان تشارف على عامها الثالث، مخلفة أخطر أزمة إنسانية في العالم، دون أن يلوح في الأفق بصيص التسوية السياسية المنشودة لإنهاء معاناة الشعب السوداني الشقيق".
وتتفاقم المعاناة الإنسانية بالسودان، جراء حرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع"، اندلعت منذ أبريل/ نيسان 2023 بسبب خلاف بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.
وأضاف عطاف أن "الأزمة في ليبيا، بعد انقضاء 14 عاما على نشوبها، صارت نسيا منسيا على الصعيدين القاري والدولي، وكأن الجميع استسلم لمنطق الفرقاء الليبيين والدخلاء الأجانب، كقدر محتوم".
وأشار إلى أن "هذه القضايا وغيرها صارت تتراجع ضمن أولويات المجتمع الدولي".
واعتبر في الوقت ذاته، أن "الظرف الدولي الراهن ليس بالظرف الاعتيادي، بل هو شديد التأزم وعميق الاضطراب، وبالغ الدقة".
وفي ليبيا حاليا حكومتان، إحداهما عينها مجلس النواب مطلع 2022 برئاسة أسامة حماد ومقرها بنغازي (شرق)، وتدير كامل شرق البلاد ومعظم مدن الجنوب.
والأخرى حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس (غرب)، وتدير كامل غرب البلاد.
ويأمل الليبيون أن تؤدي انتخابات طال انتظارها إلى وضع حد للصراعات السياسية والمسلحة وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي (1969 ـ 2011).
**مظالم تاريخية
من جانبه، قال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي محمود علي يوسف في كلمته، إن "القارة الإفريقية تواجه تحديات عديدة تتطلب توحيد الموقف، لإسماع صوت القارة في الهيئات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي".
وأضاف يوسف أن "مظاهر التغييرات السياسية غير الدستورية تتطلب التعامل معها بحزم".
وطالب "بتصحيح المظالم التاريخية الناجمة عن فترة الاستعمار، بمنح إفريقيا مقعدين دائمين في مجلس الأمن الدولي، و5 مقاعد غير دائمة".
ومنذ مدة طويلة ينتقد القادة الأفارقة عدم منح عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي لأي دولة من القارة التي تضم 54 دولة.
ويتألف المجلس من 15 عضوا، هم 10 دول يتم انتخابها دوريا، و5 دول دائمة العضوية تمتلك سلطة النقض (الفيتو)، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا.
بدوره، أكد الرئيس الدوري لمجلس السلم والأمن الإفريقي كاكو ليون أدوم، على "أهمية وضع مقاربات للتعامل مع التهديدات الإرهابية، وانتشار الأسلحة والمقاتلين الأجانب في القارة الإفريقية، إلى جانب الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية".
وحث أدوم وهو وزير خارجية كوت ديفوار، على "مواصلة التنسيق والعمل المشترك بين مجلس السلم والأمن الإفريقي ومجلس الأمن الدولي".
ودعا إلى "تعميق النقاش حول إصلاح مجلس الأمن الدولي، وتعزيز وسائل العمل داخل الاتحاد الإفريقي، للتكيف مع التحديات المطروحة".
وتتناول أعمال الندوة، كل قضايا السلم والأمن، عبر جلسات وزارية، تتطرق إلى التنسيق بين الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة في المسائل المطروحة، وسبل مكافحة الإرهاب، على أن تختتم بتوصيات مرتقبة.
