بعد عامي الحرب.. فنادق بيت لحم تتجهز للميلاد وسط انتعاش سياحي (مقابلة)
** إلياس العرجا، نائب رئيس نقابة أصحاب الفنادق في بيت لحم: - تلقينا استفسارات جديدة عن الأسعار والجاهزية بالفنادق بعد إعلان إضاءة شجرة عيد الميلاد
Ramallah
بيت لحم / قيس أبو سمرة / الأناضول
** إلياس العرجا، نائب رئيس نقابة أصحاب الفنادق في بيت لحم:- تلقينا استفسارات جديدة عن الأسعار والجاهزية بالفنادق بعد إعلان إضاءة شجرة عيد الميلاد
- بيت لحم وفلسطين عموما آمنة، بل أكثر أمانا من دول كثيرة
- على مدى عامي الحرب الإسرائيلية فقد مئات العمال بالقطاع السياحي وظائفهم وتراكمت تكاليف الصيانة على الفنادق المغلقة
خلال الأسابيع الأخيرة شهدت مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، مؤشرات على عودة تدريجية للحركة السياحية تزامنا مع اقتراب أعياد الميلاد، بعد عامين من الحرب الإسرائيلية التي تسببت بإغلاق معظم الفنادق وركود واسع في القطاعات ذات الصلة.
ومنذ عامين، تشهد الضفة الغربية والقدس تصعيدا إسرائيليا واسعا تزامن مع حرب الإبادة على قطاع غزة التي بدأت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما أدى إلى توقف شبه كامل للحركة السياحية.
وخلال العامين الماضيين قتلت إسرائيل في غزة أكثر من 70 ألف فلسطيني وأصابت نحو 171 ألفا، فيما قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون بالضفة الغربية ما يزيد على 1085 فلسطينيا، وأصابوا قرابة 11 ألفا، إلى جانب اعتقال ما يفوق 21 ألفا.
وفي مقابلة مع الأناضول، قال إلياس العرجا، نائب رئيس نقابة أصحاب الفنادق في مدينة بيت لحم، إن "الأجواء تتحسن وتعود عجلة العمل للدوران، وتعود السياحة إلى فنادق بيت لحم، ويعود الحجيج المسيحي إلى الأراضي المقدسة".
وتحتفل الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي بعيد الميلاد في قداس منتصف ليل 24-25 ديسمبر/ كانون الأول، فيما تحتفل الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي في 7 يناير/ كانون الثاني.
واعتبر العرجا أن إعلان بلدية بيت لحم ووزارة السياحة الفلسطينية إضاءة شجرة الميلاد في 6 ديسمبر "نقطة تحول".
وتعد بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح، ومركزا روحيا وسياحيا يقصده الحجاج من مختلف أنحاء العالم، وتشتهر بتحفها الدينية والتراثية المصنوعة من خشب الزيتون.
واحتفالا بعيد الميلاد، يحج المسيحيون من كافة أرجاء العالم إلى بيت لحم أواخر ديسمبر من كل عام، ويزورون كنيسة المهد، ويحرصون على اقتناء التحف المصنوعة من شجر الزيتون.
وبيت لحم مدينة تاريخية تقع في جنوبي الضفة وتكتسب قدسيتها من "كنيسة المهد" التي أقيمت فوق مغارة، يُعتقد أن السيدة مريم بنت عمران، عليها السلام، وضعت طفلها المسيح عيسى عليه السلام فيها.
** حجوزات مستقبلية
وبشأن النشاط السياحي بالفنادق قال العرجا إن "الحجوزات مستقبلية، وبعد إعلان إضاءة الشجرة بدأنا نستقبل رسائل بالبريد الإلكتروني تتساءل عن الأسعار والجاهزية، وهذا يوفر حركة وعملا".
وأشار إلى أن الحركة السياحية قد ترتفع يوم إضاءة الشجرة ويوم عيد الميلاد، لكن "نسب حضور السياحة الدينية المسيحية ما تزال أقل من المتوقع ولا تتجاوز ما يجب أن يكون عليه الوضع".
وعن المؤشرات الإيجابية، قال "بدأ الزوار يسألون عن عيد الفصح المجيد وعن مواسم السياحة القادمة في السنة المقبلة، وإذا بقيت الأوضاع هادئة في الأراضي المقدسة فستكون الأمور سالكة وجيدة".
** أضرار حرب إسرائيل
ووفق العرجا، تضم مدينة بيت لحم عشرات الفنادق التي تحوي آلاف الغرف، إضافة إلى فنادق جديدة قيد الإنشاء ستضيف مئات الغرف خلال العامين المقبلين.
وفي معرض وصفه للوضع أثناء الحرب الإسرائيلية خلال العامين الماضيين، قال إن "غالبية الفنادق في المدينة أُغلقت، فيما استمرت 3–4 فنادق فقط بالعمل كونها مملوكة لعائلات تديرها بشكل مباشر".
وبيّن أن "مئات العمال بالقطاع السياحي فقدوا وظائفهم ولجؤوا إلى أعمال بديلة، وتراكمت تكاليف الصيانة على الفنادق المغلقة، وتعرضت منشآت لأضرار داخلية نتيجة التوقف الطويل".
وزاد أن نسبة الإشغال قبل الحرب كانت "مرتفعة وممتازة وتصل إلى 90 بالمئة"، بينما تراجعت اليوم بشكل كبير، آملاً أن "تعود إلى مستواها قبل الحرب على غزة".
** خسائر ضخمة
وعن الخسائر التي تكبدها القطاع السياحي، قال العرجا إن "عدد النزلاء كان مرتفعا قبل الحرب، ولو احتسبنا متوسط الإقامة والأسعار على مدار مئات الأيام يتضح حجم الخسائر التي لحقت بالفنادق وحدها، إضافة إلى المطاعم ومحال التحف الشرقية والسائقين والمرشدين السياحيين"، دون ذكر أرقام تفصيلية.
ووجّه رسالة إلى المسيحيين في العالم: "بيت لحم وفلسطين عمومًا آمنة، بل أكثر أمانًا من كثير من الدول. حتى إن شركات إسرائيلية تلزم أدلّاءها وسائقيها بالمبيت في فنادق بيت لحم مع المجموعات السياحية، وهذا دليل على الثقة بالمكان".
وأكد المسؤول السياحي الفلسطيني أن الفنادق مجهزة بما يحتاجه الزوار، وأن مدينة بيت لحم تستعد هذا العام لاستقبال الزوار.
واختتم حديثه بالقول: "نعمل كما تعمل المدن المقدسة في العالم، فالسياحة الدينية لدينا مستمرة طوال العام. الكنائس تنظم رحلات لأبنائها لزيارة الأماكن المقدسة التي وُلد فيها المسيح وعاش وانتقل، هذه الرحلات لا تتوقف لأنها مرتبطة بالروح والإيمان".
