دولي, التقارير

بعد سيطرة "طالبان".. تحديات كبيرة يواجهها الفنانون الأفغان (تقرير)

- فنانون شعبيون اتجهوا إلى مهن أخرى منذ سيطرة طالبان على أفغانستان.

23.10.2021 - محدث : 23.10.2021
بعد سيطرة "طالبان".. تحديات كبيرة يواجهها الفنانون الأفغان (تقرير)

Kabil

كابول/شفيق أحمد/الأناضول

- فنانون شعبيون اتجهوا إلى مهن أخرى منذ سيطرة طالبان على أفغانستان.
- محلات سوق الموسيقى في مدينة شور بازار بالعاصمة الأفغانية فرغت من محتوياتها.
- المحلات تحولت إلى محلات لبيع اللحوم والخضراوات والأطعمة.
- عدد من الفنانين فروا من البلاد خوفا من حركة "طالبان.

بعد أن ترك مهنته في الغناء بات المغني الشعبي عبد القدير ينتظر الزبائن يوميا في أحد شوارع مدينة شور بازار الصاخبة بالعاصمة الأفغانية كابول في محله الصغير لإصلاح المحركات الكهربائية.

عبد القدير ليس مغني الباشتو والداري الوحيد الذي يعاني ماليا منذ استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، حيث أُجبر العديد من أمثاله على ترك أعمالهم في مجال الترفيه والبحث عن طرق جديدة لإعالة أسرهم.

سوق الموسيقى الصغير المسمى "ساره شوك" في مدينة شو بازار، الذي كان يحوي أكثر من 100 محل في شارع بطول 200 متر، أصبح الآن خالياً من الآلات الموسيقية والموسيقيين والمغنين الشعبيين منذ استيلاء طالبان على السلطة وإعلان حكمها بالشريعة.

** مهن بديلة

وفي حديث للأناضول، قال عبد القدير الذي أنشأ محله أخيرا على جانب الطريق: "أنا مطرب وكنت أكسب من خلال الغناء في أماكن مختلفة لكن الآن أعمل ميكانيكيًا على جانب الطريق".

وأضاف: "منذ الصباح الباكر، لم يأت أحد من الزبائن، والأمور تزداد صعوبة من الناحية المالية".

وأردف عبد القدير: أن غالبية الفنانين "غادروا البلاد ومن تبقى منهم يبيع بعضهم الخضار، والبعض الآخر يصنع البولاني (شطائر أفغانية من الخبز المقلي)".

وفي 15 أغسطس/ آب الماضي، سيطرت حركة "طالبان" على أفغانستان، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتملت نهاية الشهر ذاته.

وطالبان هي حركة قومية-إسلامية سنية مسلحة تأسست عام 1994، ويقول قادتها إنهم يطبقون الشريعة الإسلامية.

وكانت الحركة سيطرت سابقا على العاصمة الأفغانية كابل في 27 أيلول/سبتمبر 1996، معلنة قيام الإمارة الإسلامية في أفغانستان ونقلت العاصمة إلى قندهار، واستمرت بالحكم حتى 2001 عندما أطيح بها بعد غزو الولايات المتحدة لأفغانستان في ديسمبر/ كانون الأول 2001.

ومنعت طالبان حين كانت في الحكم الموسيقى والطائرات الورقية وغيرها من الأنشطة الترفيهية، وفرضت القوانين الإسلامية من خلال قسم "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، أو ما يسمى بتعزيز الفضائل وحظر الرذائل.

** رجال طالبان في السوق

في سوق "ساره شوك" للموسيقى يشاهد الناس رجال الأمن التابعين لحركة "طالبان" في كل مكان، وهم يرتدون شريطة بيضاء على جبينهم مكتوب عليها "العقيدة الإسلامية"، مما جعل المتاجر المحلية تخشى مناقشة موضوع الموسيقى.

وعندما سُئل جامشيد أحد العاملين في السوق عما حدث لمحلات الموسيقى أجاب ضاحكا: "أنت لا تعرف ما حدث، لقد ذهب كل شيء"، مشيرًا إلى العديد من المتاجر التي تبيع الآن منتجات الطهي المختلفة".

وأضاف للأناضول أن "محلات تصنيع وبيع الآلات الموسيقية على جانبي الطريق تم تركها أو تحويلها إلى محلات لبيع الأشياء ذات الاستخدام اليومي".

في هذا الشارع المزدحم، يمكن سماع أصوات تبيع المواد الغذائية، لكن يبدو أن الترانيم بأصوات بشرية دون موسيقى تمجد طالبان هي الترفيه الوحيد المسموح به في شور بازار.

وزعم رئيس محمد أحد العاملين في السوق أنه "جزار"، نافياً عمله في أي وقت سابق بمجال الترفيه رغم تأكيد جامشيد أنه كان يصنع ويبيع في محله قبل تحويله إلى محل لبيع اللحوم الآلات الموسيقية.

وقال شارين جول سائق تاكسي، إن طالبان "حطمت عدداً من الآلات الموسيقية، مما دفع الموسيقيين إلى التخلي عن صنعها وبيعها".

وأضاف: "الناس اعتادوا القدوم إلى هنا لشراء آلات موسيقية مختلفة وتأجير مطربين وموسيقيين لحفلات الزفاف والاحتفالات الأخرى لكن ذلك انتهى منذ سيطرة طالبان على البلاد".

** رقصة "أتان"

مؤخرا أظهر مقطع فيديو نُشر على منصة وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لطالبان أعضاء من الحركة وهم يرقصون رقصة "أتان" على أنغام الطبلة الأفغانية التقليدية.

وبعد نشر المقطع أعرب الصحفي الأفغاني برفيز خان كاروخيل الذي يغطي الأخبار الثقافية والترفيهية لإحدى وسائل الإعلام المحلية أنه "سيتم السماح بهذه الرقصة بموجب الشريعة".

ورقصة "أتان (الباشتو) هي شكل من أشكال الرقص الشعبي يؤديها البشتون في أوقات الحرب أو أثناء الأعراس أو الاحتفالات الأخرى وتؤديها فرقة يلوح أفرادها بالأوشحة في الهواء بينما يقرع الموسيقيون الطبول.

** هروب المطربين والموسيقيين

بدأ الفنانون والموسيقيون الأفغان المشهورون بالفرار من البلاد حتى قبل استيلاء طالبان على السلطة وتشكيل حكومتها المؤقتة حيث كانوا مدركين أن الوضع يمكن أن يتغير في أي لحظة، ولذلك حصلوا على جنسية مزدوجة.

عندما سيطرت طالبان على كابول في 15 أغسطس، كانت أريانا سعيد مغنية معروفة ومواطنة كندية أيضاً، محظوظة لأنها خرجت من البلاد مع خطيبها في ذلك اليوم.

في الأسابيع الأخيرة فر ما لا يقل عن 6 مطربين شعبيين مع عائلاتهم إلى باكستان المجاورة خوفا من الاضطهاد بعد إعدام المطرب الشعبي فؤاد أندرابي في مقاطعة بغلان الشمالية، وفقًا لتقارير إعلامية.

وألقى جواد أندرابي ابن فؤاد اندرابي، باللوم مباشرة على "طالبان" في مقتل والده، لكن المجلس المحلي للحركة نفى تورطه في الحادثة ووعد بمحاكمة القتلة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın