وفد كنسي رفيع يصل غزة عقب استهداف إسرائيل كنيسة "العائلة المقدسة"
ما أسفر عن مقتل 3 فلسطينيين وإصابة 9 بينهم حالة حرجة إضافة إلى إصابة طفيفة لكاهن الرعية الأب جبرائيل رومانيلي، وفق بطريركية القدس اللاتينية

Quds
القدس / الأناضول
وصل وفد كنسي رفيع المستوى إلى قطاع غزة، الجمعة، وذلك في أعقاب الهجوم الذي شنّه الجيش الإسرائيلي على كنيسة "العائلة المقدسة".
والخميس، قصفت إسرائيل كنيسة "العائلة المقدسة" شرق مدينة غزة، ما أدى لمقتل 3 أشخاص وإصابة 9 بينهم حالة حرجة واثنتان في حالة خطيرة، إضافة إلى إصابة طفيفة لكاهن الرعية الأب جبرائيل رومانيلي، وفق بيان للبطريركية اللاتينية في القدس في حينه.
وقالت بطريركية القدس اللاتينية عبر بيان، الجمعة: "في أعقاب الضربة المؤلمة على مجمّع كنيسة العائلة المقدسة في غزة، دخل الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك اللاتين في القدس، برفقة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس، إلى غزة صباح اليوم على رأس وفد كنسي".
وأوضحت أن هذه الزيارة تأتي للتعبير عن "التضامن الرعوي المشترك لكنائس الأرض المقدسة وعن اهتمامهم برعية غزة".
وذكرت أن الوفد الكنسي رفيع المستوى سيلتقي خلال الزيارة "أبناء الرعية المسيحية لتقديم التعازي وإبداء التضامن، والوقوف إلى جانب إخوتنا الذين عانوا من الأحداث الأخيرة"، وفق البيان.
وتابعت: "سيقوم الكاردينال بيتسابالا شخصيا بتقييم الاحتياجات الإنسانية والرعوية، من أجل استمرارية الحضور والاستجابة لهذه الحاجات".
وأشار البيان إلى أنه بناء "على طلب البطريركية اللاتينية، وبالتنسيق مع شركائنا في العمل الإنساني، تمّ تأمين وصول مساعدات أساسية، ليس فقط للرعية، بل لأكبر عدد ممكن من عائلات غزة"، دون ذكر تفاصيل إلا أن إسرائيل تواصل إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية منذ مارس/ آذار الماضي، باستثناء كميات قليلة تصل إلى جهات معينة، ما تسبب بتفشي المجاعة.
وعن تلك المساعدات، قالت بطريركية القدس: "تتضمن مئات الأطنان من المواد الغذائية، بالإضافة إلى مواد إسعاف أولية ومعدات طبية عاجلة".
ووفق البيان، فإن البطريركية "أمّنت إجلاء الأشخاص المصابين في الهجوم الأخير إلى مؤسسات طبية خارج غزة لتلقي العلاج اللازم"، دون ذكر عددهم.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أفادت منظمة الصحة العالمية في بيان بأن نحو 12 ألفا إلى 14 ألف شخص في غزة بينهم أكثر من 4500 طفل بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل من القطاع.
ومنذ إغلاق معبر رفح وتدميره في مايو/ أيار 2024، تمنع إسرائيل مغادرة مرضى وجرحى غزة للعلاج في الخارج باستثناء أعداد قليلة يتم التنسيق لها من منظمة الصحة العالمية عبر معبر "كرم أبو سالم".
وفي السياق، قالت بطريريكية القدس اللاتينية: "نشكر قداسة البابا لاوون الرابع عشر، الذي اتصل بصاحب الغبطة الكاردينال بيتسابالا وبغبطة البطريرك ثيوفيلوس فور دخولهما إلى غزة، ليعبّر عن دعمه، وقربه، وصلواته".
وتابعت: "نصلي من أجل سلامة الوفد خلال الزيارة وتعليق العمليات العسكرية في المنطقة، وتؤكد البطريركية اللاتينية التزامها الثابت تجاه الرعية المسيحية وجميع الأهالي في غزة، لن ننساهم، ولن نتخلى عنهم".
بدورها، قالت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس، عبر بيان، إن الزيارة تأتي "لمتابعة أوضاع رعاياهم التي تعيش في ظل كارثة إنسانية مستمرة منذ أكثر من 21 شهرا".
كما تأتي الزيارة، وفق البيان "للإشراف المباشر على ما تقدّمه الكنائس من جهود إغاثية تهدف إلى دعم صمود من فقدوا المأوى والأمان والدواء من أهل غزة، في تجسيد عملي لوحدة الموقف الكَنَسي في مواجهة الألم الإنساني المتعاظم في القطاع".
وأشارت إلى أن الزيارة جاءت أيضا في أعقاب الهجمات الإسرائيلية المتكررة التي طالت المقدسات المسيحية بغزة "بدءا من قصف المستشفى المعمداني في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مرورا بقصف كنيسة القديس برفيريوس في 19 أكتوبر 2023، وحادثة إطلاق النار على المصلّين في كنيسة العائلة المقدسة بتاريخ 16 ديسمبر/ كانون الأول 2023".
وذلك وصولا إلى القصف الذي "استهدف كنيسة العائلة المقدسة الخميس، وأسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 9، بينهم إصابة طفيفة لكاهن الرعية، الأب غابرييل رومانيلي، وتدمير أجزاء من مجمّع الرعية، وحرمان عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة من الأجهزة الطبية الحيوية التي يعتمدون عليها للبقاء"، وفق البيان.
ولفتت إلى أن هذا القصف جاء بعد أقل من 48 ساعة على زيارة وفد كنسي برفقة ممثلين دبلوماسيين عن أكثر من 20 دولة لبلدة الطيبة شرقي مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، عقب "اعتداء مليشيات مستوطنين تحت حماية الجيش الإسرائيلي على مقبرة البلدة المسيحية وكنيستها التاريخية".
وطالب البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بحسب البيان، بوقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه المدنيين الأبرياء الذين يدفعون ثمنا باهظا في "حرب لا ترحم".
وخلال الإبادة الإسرائيلية بغزة قصف الجيش الإسرائيلي ثلاث كنائس رئيسية، هي: كنيسة القديس برفيريوس، وكنيسة العائلة المقدسة، وكنيسة المعمداني.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل ألف فلسطيني على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 198 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.