دولي, الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

منظمات حقوقية وخبراء ألمان: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة

ـ مسؤول شؤون الشرق الأوسط في جمعية "ميديكو إنترناشيونال" رياض عثمان: يجب الحكم على إسرائيل من خلال أفعالها لا بياناتها.. وإعلان السماح بعودة المساعدات الإنسانية عن طريق الجو مهزلة

Erbil Başay, Ahmet Kartal, Muhammet Torunlu  | 29.07.2025 - محدث : 29.07.2025
منظمات حقوقية وخبراء ألمان: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة

Berlin

برلين / الأناضول

ـ مسؤول شؤون الشرق الأوسط في جمعية "ميديكو إنترناشيونال" رياض عثمان: يجب الحكم على إسرائيل من خلال أفعالها لا بياناتها.. وإعلان السماح بعودة المساعدات الإنسانية عن طريق الجو مهزلة
ـ الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية بألمانيا جوليا دوخرو: تجويع المدنيين عمدا جريمة حرب وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.. وهناك أدلة كافية على أن إسرائيل تستخدم التجويع سلاح حرب
ـ البروفيسور في جامعة ريغنسبورغ، غير دويسينغز: ما فعله جزار البوسنة يتطابق مع الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل حاليا في غزة بدعم سياسي وعسكري من الولايات المتحدة وألمانيا
ـ أستاذة جامعة فريدريش ألكسندر، البروفيسورة كريستين بينتسل: السياسة الألمانية تنتهك دستور البلاد والقانون الدولي باستمرار دعم إسرائيل.. والتجويع الإسرائيلي بغزة جزء لا يتجزأ من الإبادة الجماعية

أكدت منظمات حقوق الإنسان وخبراء في ألمانيا، الثلاثاء، أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

جاء ذلك مؤتمر صحفي في برلين بشأن الوضع الإنساني في غزة، ودور الاتحاد الأوروبي وألمانيا حيال ذلك، عقده كل من رياض عثمان، مسؤول شؤون الشرق الأوسط في جمعية "ميديكو إنترناشيونال"، والدكتورة جوليا دوخرو، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية في ألمانيا.

بجانب البروفيسور غير دويسينغز، أستاذ في جامعة ريغنسبورغ، والبروفيسورة كريستين بينتسل، أستاذة في جامعة فريدريش ألكسندر إرلانغن-نورنبيرغ.

وقال عثمان إن إسرائيل وحكومتها وجيشها يجب أن يحكم عليهم من خلال أفعالهم لا بياناتهم الصحفية، مضيفا أن الطرق الآمنة التي وعدت بها لإيصال المساعدات لا تزال غير واضحة وأن قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي تعرضت لهجوم.

وأكد أن عدد الشاحنات المسموح لها بالعبور حتى الآن ضئيل بشكل مثير للسخرية، مضيفا أنه من المستحيل تلبية الاحتياجات اليومية بـ600 شاحنة فقط، حيث تم تدمير البنية التحتية الأساسية والخدمات الصحية والزراعة في غزة بشكل ممنهج.

واعتبر أن "إعلان السماح بعودة المساعدات الإنسانية عن طريق الجو، مهزلة، سواء من حيث الاحتياجات الإنسانية في غزة أو من حيث المعايير المهنية الدولية".

وأشار إلى أن وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول وصف الوضع في غزة بأنه غير مقبول، مضيفا: "مع ذلك، لم يتم قبول هذا الوضع بوضوح من قبل الحكومات الألمانية السابقة والحالية منذ أكثر من 20 شهرا، بل إنهم (الحكومة الألمانية) دعموا بنشاط حلفاءهم الإسرائيليين في استمرار هذا الوضع وتفاقمه بشكل خطير".

وأوضح أن منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان – إسرائيل" التي تتعاون معها منظمة ميديكو إنترناشيونال منذ سنوات طويلة، خلصت في تقرير نشرته أمس إلى أن الحكومة الإسرائيلية ارتكبت جريمة الإبادة الجماعية بغزة.

- إسرائيل تستخدم التجويع سلاح حرب

بدورها، قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية في ألمانيا، إن تجويع المدنيين عمدا يعد جريمة حرب وفقا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، مضيفة: "هناك أدلة كافية على أن إسرائيل تستخدم التجويع سلاح حرب".

وأكدت دوخرو أن التجويع قد يشكل جريمة ضد الإنسانية إذا حدث كجزء من هجوم واسع النطاق أو ممنهج على المدنيين، وأن منظمة العفو الدولية وثقت مرات عديدة هجمات ممنهجة ضد المدنيين.

وأضافت: "عندما يتم استخدام التجويع عمدا سلاح حرب من أجل توفير ظروف معيشية قد تؤدي إلى الإبادة الكاملة أو الجزئية لمجموعة ما من الناحية الجسدية فإن ذلك يُعد جريمة إبادة جماعية".

وأشارت إلى أن منظمتين إسرائيليتين لحقوق الإنسان اتهمتا أمس الاثنين حكومة بنيامين نتنياهو بارتكاب إبادة جماعية في غزة.

وأضافت: "باعتبارنا منظمة العفو الدولية، نتوصل نحن أيضا إلى نتيجة مفادها أن إسرائيل، بأسلوبها في الحرب، ارتكبت ولا تزال ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة".

وأوضحت أنه وفقا للقانون الدولي، حتى عند استهداف أهداف عسكرية، قد تكون هناك نية لارتكاب إبادة جماعية.

وتابعت: "حتى لو كانت إسرائيل، من خلال تدخلها العسكري في غزة، تحارب حماس وتحاول إنقاذ الرهائن (الأسرى بغزة)، فإن ذلك قد يعني أيضا أنها تنوي القضاء على الفلسطينيين كمجموعة، وهذا بالضبط ما يحدث".

وأكدت أن برلين لا تستطيع الوقوف إلى جانب أي دولة دون قيد أو شرط، مشيرة إلى أن القانون الدولي والدستور الألماني يطالبانها بالوقوف على أساس حقوق الإنسان.

- الجسر الجوي بادرة رمزية

ووصفت دوخرو محاولة ألمانيا إنشاء "جسر جوي" إلى غزة بأنها "بادرة رمزية"، مؤكدة أن الطائرات ليست ضرورية لإيصال المساعدات إلى غزة.

ودعت الحكومة الألمانية إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، مشيرة إلى أن برلين يجب أن تسعى إلى وقف إطلاق النار بغزة، ووقف توريد الأسلحة لإسرائيل، وإنهاء حصار غزة واحتلال الضفة الغربية، اللذين يتعارضا مع القانون الدولي.

- التشابه بين غزة وسربرنيتسا

البروفيسور في جامعة ريغنسبورغ تطرق إلى الإبادة الجماعية في سربرنيتسا بالبوسنة والهرسك قبل 30 عامًا.

وقال دويسينغز: "تابعت قضية سربرنيتسا عن كثب، وبالنسبة إلي هناك أوجه تشابه مثيرة للقلق مع ما يحدث في غزة".

وبين ذلك بحديثه عن "تهجير مئات آلاف الأشخاص، والتدمير الممنهج للبنية التحتية الحيوية مثل المدارس والمستشفيات، وتجويع المدنيين بشكل مخطط، وإيجاد ظروف معيشية لا تُطاق بهدف النفي الكامل للفلسطينيين من غزة".

وأوضح أن دعوة الجنرال راتكو ملاديتش المعروف باسم جزار البوسنة إلى إنشاء "جيش منتصر"، وخلق وقائع جديدة، والسيطرة على المناطق، وطرد السكان وقتلهم إذا لزم الأمر، تتطابق مع ما تفعله إسرائيل حاليًا في غزة بدعم سياسي وعسكري من الولايات المتحدة وألمانيا.

وأشار إلى أن التحذيرات بشأن حدوث إبادة جماعية في غزة مستمرة منذ مدة طويلة، مؤكدًا ضرورة أن تأخذ ألمانيا والاتحاد الأوروبي هذا الأمر على محمل الجد، معتبرًا أن تجاهله والتقليل من مخاطره نهج خاطئ.

من جانبها، صرّحت أستاذة جامعة فريدريش ألكسندر، بأن الحكومة الألمانية شريكة في المسؤولية عن واحدة من أكبر الجرائم في هذه الحقبة.

وقالت بينتسل: "رغم الجرائم الواضحة التي تنتهك القانون الدولي بشكل جسيم، تواصل ألمانيا دعم إسرائيل حتى اليوم، وتُعرقل الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد إسرائيل على المستوى الأوروبي والدولي".

وأضافت أنه "بهذا، لا تنتهك سياسة برلين القانون الدولي فحسب، بل الدستور الألماني أيضا".

- التجويع جزء من الإبادة الجماعية

وتطرقت بينتسل إلى تحذير محكمة العدل الدولية في مارس/ آذار 2024 بشأن تجويع الشعب الفلسطيني، وإلى إصدار المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أمرا باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين في غزة.

وقالت: "استراتيجية التجويع الممنهج الإسرائيلية هي جزء لا يتجزأ من الإبادة الجماعية المستمرة ضد الفلسطينيين".

- دعوة لضغط سياسي واقتصادي على إسرائيل

بينتسل أكدت ضرورة أن تواجه السياسة الألمانية الواقع، وأضافت: "يجب على ألمانيا والمجتمع الدولي أن يوجها رسالة واضحة إلى الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي مفادها أن الأيديولوجية الأساسية (التي يقوم عليها النظام) والانتهاكات المستمرة للقانون الدولي لن تكون مقبولة بعد الآن".

وتابعت: "لذلك يجب ممارسة ضغط سياسي واقتصادي واجتماعي كبير وعاجل من أجل كسر الحصار الإسرائيلي عن غزة، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء الإبادة الجماعية والاحتلال غير القانوني".

وأشارت بينتسل إلى أن ألمانيا التي تربطها علاقات سياسية واقتصادية وعلمية واجتماعية مع إسرائيل، تملك تأثيرا كبيرا وتتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية في هذا السياق.

وقالت: "عند الأخذ بالحسبان تصاعد عنف الإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية، يجب اتخاذ مزيد من الإجراءات فورًا"، داعية الحكومة الألمانية إلى التحرك من أجل إنقاذ حياة الفلسطينيين في غزة، وحماية المجتمع الفلسطيني من التهجير والقضاء عليه.

واختتمت بالقول: "كل يوم لا تتحرك فيه الحكومة الألمانية والشركات ومؤسسات الدولة مثل الجامعات الحكومية، يجعلنا شركاء في جريمة الإبادة الجماعية المرتكبة ضد الفلسطينيين".

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل معابر غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بانهيار القطاع الصحي وتفشي المجاعة.

وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الاثنين، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية 147 فلسطينيا، بينهم 88 طفلا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın