"مكة" تموت جوعا.. رضيعة جديدة بغزة ضحية للتجويع الإسرائيلي (تقرير)
- مكة (عمرها عام) لفظت أنفاسها الأخيرة في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة لعدم توفر الحليب العلاجي

Gazze
غزة/ جمعة يونس/ الأناضول
- مكة (عمرها عام) لفظت أنفاسها الأخيرة في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة لعدم توفر الحليب العلاجي- الأب صلاح الغرابلي: كانت تبكي من الجوع وأنا عاجز. ما في حليب ولا أدوية ولا أي علاج. نريد فتح المعابر
في أحد أقسام مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، لفظت الرضيعة الفلسطينية مكة صلاح الغرابلي (عام) أنفاسها الأخيرة، كضحية جديدة ضمن حرب إبادة جماعية إسرائيلية.
مقتل مكة جاء بعد معاناة مريرة مع الجوع وسوء التغذية، وهو مصير يهدد عشرات آلاف الأطفال الرضع دون عمر السنة الواحدة، وفق مكتب الإعلام الحكومي بغزة.
لم تنجُ مكة من مجاعة تنهش أجساد الأطفال، بعد أن فشلت كل محاولات إنقاذها، جراء انعدام الحليب العلاجي ونقص الأدوية الأساسية؛ بسبب حصار إسرائيلي خانق.
والحليب العلاجي مصمم لتلبية الاحتياجات الغذائية للأطفال الرضع الذين يعانون مشاكل صحية معينة، مثل سوء التغذية الحاد أو الارتجاع المعدي المريئي أو الحساسية تجاه اللاكتوز.
ببطء ذبلت مكة في حضن أسرتها، هي تنتظر جرعة حليب علاجي لم تأتِ.
عيناها الغائرتان، وبطنها المنتفخ، وجسدها الذي لم يبقَ به سوى جلد وعظم، فضحت ما يصنعه التجويع الإسرائيلي بأطفال غزة.
مكة كانت بحاجة ماسة إلى حليب علاجي، غير أنه غير متوفر في غزة، ما فاقم حالتها الصحية، لتغادر حياة لم تعش فيها سوى عام كله معاناة.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل معابر غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بانهيار القطاع الصحي وتفشي المجاعة.
وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الاثنين، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية 147 فلسطينيا، بينهم 88 طفلا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
** جلد على عظم
وأظهر مقطع مصور وثّقه مراسل الأناضول مكة وهي مستلقية على سرير المستشفى ببطن منتفخ، وقدر برزت بوضوح عظام قفصها الصدري وفخذيها.
وغطّت آثار التجويع ملامح وجهها النحيل، وبدت على ظهرها علامات حمراء جراء نقص المناعة وسوء العناية، في ظل غياب المستلزمات الطبية المنقذة للحياة.
وقال مصدر طبي في المستشفى للأناضول إن مكة كانت تعاني من سوء تغذية حاد بسبب غياب الحليب العلاجي وانعدام البدائل المناسبة.
وأضاف أن الطواقم لم تكن تملك أي وسيلة فعالة لإنقاذها.
والاثنين، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، من "خطر وشيك" بوفاة 40 ألف رضيع فلسطيني؛ جراء منع إسرائيل إدخال حليب الأطفال.
وأكد أن غزة "على أعتاب كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة عشرات آلاف الأطفال الرُّضع، نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال حليب الأطفال منذ 150 يوما بشكل متواصل، في جريمة إبادة صامتة".
** "تبكي وأنا عاجز"
أمام جثمان ابنته المسجية على سرير أبيض في المستشفى، وقف الأب صلاح الغرابلي يروي بمرارة تفاصيل رحلة معاناة وآلم انتهت برحيل الرضيعة.
وقال الغرابلي للأناضول الثلاثاء: "كنا نحاول نطعمها من البدائل، لا سيما عدس أو بطاطا في حال وجدت".
وأضاف" كانت تبكي من الجوع وأنا عاجز، ما في حليب، ولا أدوية، ولا أي علاج".
و"الحليب العلاجي الذي كانت بحاجة له غير متوفر في غزة منذ شهور، وإذا توفر فبأسعار باهظة جدا لا نستطيع توفيره"، وفق الأب.
وأشار إلى أنهم جربوا معها الحليب العادل، لكن لم يكن يناسبها، بل ويزيد وضعها سوءً.
والثلاثاء، وصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الوضع في غزة بأنه "أسوأ سيناريو للمجاعة".
وأكدت أن الطريقة الوحيدة لوقف هذه الكارثة هي إغراق غزة بكميات هائلة من المساعدات.
** شهداء المجاعة
و احتسب الأب طفلته الرضيعة من "شهداء المجاعة في قطاع غزة".
وتمنى أن تتم إعادة فتح المعابر لإدخال المواد الغذائية وإنهاء المجاعة.
وقال: "نريد فتح المعابر من أجل ألا يصل أطفال غزة إلى هذ الحال".
والأحد، أعلن جيش إسرائيل "سماحه" بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه "تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية" بمناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات.
وأكدت منظمات دولية أن خطوة إسرائيل "ترويج لوهم الإغاثة" و"خداع إعلامي"، بينما يواصل جيشها استخدام التجويع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين عبر استمرار إغلاق المعابر بوجه المساعدات.
والاثنين، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بحالات الطوارئ توم فليتشر إن واحدا من كل ثلاثة فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام، ودعا إلى إيصال المساعدات بشكل سريع.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.