"محور ماجين عوز" بخان يونس.. للمساومة أم لتغيير الواقع؟ (تقرير إخباري)
بينما تتكثف جهود الوسطاء للدفع نحو وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، أعلنت تل أبيب تدشين شريط عازل جديد بقطاع غزة أطلقت عليه اسم "محور ماجين عوز" يقسم مدينة خان يونس إلى شطرين ويعقّد حياة الفلسطينيين.

Quds
القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
- المحلل العسكري زيتون: يمكن أن يكون المحور ورقة مساومة جديدة بالمفاوضات بين إسرائيل و"حماس"- المراسل كادوش: سيمنح إسرائيل ورقة إضافية إذ يمكنها المراوغة بين الانسحاب من "موراج" أو "ماجين عوز"
- المحلل العسكري أمير بوحبوط: إشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لبقاء طويل، وليس كجزء من مناورة مؤقتة
بينما تتكثف جهود الوسطاء للدفع نحو وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، أعلنت تل أبيب تدشين شريط عازل جديد بقطاع غزة أطلقت عليه اسم "محور ماجين عوز" يقسم مدينة خان يونس إلى شطرين ويعقّد حياة الفلسطينيين.
وإعلان الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، عن المحور جاء بعد إنشاء محاور سابقة، هي: "محور موراج" الذي يفصل مدينة رفح عن خان يونس، و"محور نتساريم" الذي يعزل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، و"محور فيلادلفيا" الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن مصر.
وتشكل هذه المحاور العسكرية الإسرائيلية عائقا مستمرا في وجه مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، إذ يعد الانسحاب منها شرطا رئيسيا للفصائل الفلسطينية، بينما تماطل إسرائيل في الالتزام به.
وفيما يكثف الوسطاء المصريون والقطريون جهودهم للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بحق الفلسطينيين بقطاع غزة، جاء إعلان الجيش الإسرائيلي عن "محور ماجين عوز" ليزيد المشهد التفاوضي تعقيدا.
ويتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تلك المناطق العسكرية العازلة "المحاور" ذريعة لتعطيل المفاوضات عبر الإصرار على البقاء فيها لمواصلة الإبادة، بينما وافقت حركة "حماس" على مقترحات سابقة، وطالبت بانسحاب من كامل أراضي القطاع.
ويمتد الشريط العازل الجديد من غرب مدينة خان يونس مرورا بوسطها، وصولا إلى محيط مستوطنة "كيسوفيم" شرقا، قاطعا المدينة إلى قسمين.
ويلتهم المحور الجديد في طريقه عشرات الكيلومترات من المناطق السكنية والزراعية، ويعزل أحياء كاملة داخل المدينة، لا سيما في مناطق بني سهيلا وعبسان الجديدة وعبسان الكبيرة.
كما يفرض طوقا محكما على حركة المدنيين، ويعد امتدادا لمنظومة السيطرة العسكرية التي بدأتها إسرائيل في "محور موراج"، مما يعزز المخاوف من نية فرض تقسيم ميداني دائم جنوب القطاع.
وحتى الساعة 8:40 "ت.غ" لم تعلق "حماس" على إعلان الجيش الإسرائيلي عن المحور.
وقال الجيش في بيان: "استكملت قوات اللواء 188 ولواء غولاني فتح محور ماجين عوز الذي يفصل بين شرق وغرب خان يونس"، موضحا أن المحور يمتد لمسافة نحو 15 كيلومترا، ويُستخدم للضغط على "حماس" في المدينة.
وفي أبريل/ نيسان أعلن نتنياهو أن الجيش سيسيطر على "موراج"، كما سيطر سابقا على "فيلادلفيا"، البالغ طوله 14.5 كيلومترا على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر.
وتساءل المحلل العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون، ما إذا كان هذا المحور قد يستخدم ورقة مساومة في المفاوضات.
وقال: "اكتمل المحور خلال المفاوضات الجارية بشأن الرهائن (الأسرى) ووقف إطلاق النار، في وقت يدور فيه الخلاف حول خرائط الانسحاب، ويمكن أن يكون المسار الجديد ورقة مساومة جديدة في المحادثات غير المباشرة".
وأشار زيتون إلى أن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغرة اجتمع لمناقشة المفاوضات، وأن وفد تل أبيب قدم خرائط جديدة للانسحاب خلال المحادثات الجارية في الدوحة، لكنها لم تسفر بعد عن اتفاق نهائي.
ونقل المحلل عن مصادر إسرائيلية مطلعة على التفاصيل، لم تسمها، قولها إن "هناك تقدما كبيرا، ولكن لا توجد انفراجة".
وزعمت المصادر أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منح فريق التفاوض الإسرائيلي مزيدا من المرونة وخيارات لاتخاذ قرار في المحادثات من أجل التوصّل إلى اتفاق".
بدوره، تساءل المراسل العسكري بإذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش عن الغاية من إنشاء محور "ماجين عوز"، موضحا أن المنطقة الشرقية من خان يونس أصبحت شبه خالية من الفلسطينيين وتحت سيطرة الجيش بالكامل، فيما لا تزال المعارك مستمرة بالقسم الغربي.
واعتبر كادوش أن إسرائيل تسعى إلى تحويل المنطقة شرق المحور إلى منطقة خالية من حماس، شبيهة بمدينة رفح بعد تهجير سكانها، تمهيدا لإعلانها "منطقة إنسانية مؤقتة"، على حسب قوله.
وأضاف أن إعلان المحور الجديد سيمنح إسرائيل ورقة مساومة إضافية، إذ يمكنها المراوغة بين الانسحاب من "موراج" أو "ماجين عوز"، بحسب تطورات المفاوضات.
كما أشار إلى أن هذه المنطقة قد تضاف لمعسكر الاحتجاز الذي تعتزم إسرائيل إنشاءه برفح تحت اسم "المدينة الإنسانية" ما يُتيح لإسرائيل تنفيذ ترتيبات ميدانية مستقبلية.
أما المحلل العسكري في موقع "واللا"، أمير بوحبوط، فنقل عن مصادر أمنية إسرائيلية أن الجيش يسرع بتنفيذ عمليات هندسية على الأرض لتعزيز وجوده، تشمل بناء طرق ومواقع محصنة ونقاط سيطرة دائمة.
وقالت المصادر إن هذه الخطوات تهدف إلى ترسيخ وجود طويل الأمد للجيش الإسرائيلي حتى خلال فترات وقف إطلاق النار أو ما يُسمى بـ"اليوم التالي" أو ما بعد الحرب.
وأضاف بوحبوط: "ووفقا للمصادر، فإن العمليات الهندسية للجيش الإسرائيلي والتحصين الميداني في بعض المناطق توضح للطرف الآخر أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإقامة طويلة وليس كجزء من مناورة" أي العملية البرية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل - بدعم أمريكي - إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 197 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.