دولي, التقارير, إسرائيل

عبر "التشويش والانتحال".. إسرائيل تتلاعب بنظام "GPS" (إطار)

مستخدمون لـ "GPS" في دول طوق إسرائيل يظهرهم الموقع أنهم في دول أخرى

25.04.2024 - محدث : 25.04.2024
عبر "التشويش والانتحال".. إسرائيل تتلاعب بنظام "GPS" (إطار) صورة تعبيرية

Istanbul

عمان / الأناضول

- مستخدمون لـ "GPS" في دول طوق إسرائيل يظهرهم الموقع أنهم في دول أخرى
- إسرائيل اعترفت في أكثر من مناسبة بالتشويش على النظام لأسباب أمنية
- التشويش يمنع الإشارات على مسافة معينة، والانتحال هو بث إشارات زائفة تخدع الجهاز بخصوص موقعه

لم يسبق لمستخدمي أنظمة الملاحة الرقمية عبر الهواتف الذكية "GPS"، في الأردن ومصر ولبنان وفلسطين، أن تعرضوا لأزمة تحديد مواقع، كما يتعرضون لها اليوم.

وقد تنوي التحرك من مكان لآخر داخل العاصمة الأردنية عمان، حتى يظهرك "GPS" في القاهرة أو العاصمة اللبنانية بيروت، وهو ما حصل مع مراسل الأناضول أثناء تجوله في العاصمة الأردنية عمان خلال الأسبوع الماضي المنتهي بتاريخ 19 أبريل/ نيسان الجاري.

في المقابل، ذكر موقع "NPR" الأمريكي، أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، قام نظام تحديد المواقع العالمي "GPS" الذي تديره الولايات المتحدة بإدراج الطائرات والأشخاص وحتى السفن داخل مطار بيروت الدولي.

التشويش والانتحال

والسبب في ذلك بحسب الموقع، "هو ممارسة التشويش أو انتحال نظام تحديد المواقع العالمي "GPS"، والذي يرسل إشارات موقعا زائفة إلى الأقمار الصناعية التي تطغى على الإشارات الحقيقية.

ويتم تنفيذ الاضطرابات بطريقتين: التشويش، الذي يمنع الإشارات على مسافة معينة؛ والانتحال، وهو بث إشارات زائفة تخدع الجهاز فيما يتعلق بموقعه.

وتهدف عمليات التشويش والانتحال التي نسبها الموقع إلى إسرائيل، إلى ردع الصواريخ والقذائف، ولكنها في الوقت نفسه تزيد من المخاطر التي يتعرض لها ركاب الطائرات بينما تجبر الطيارين وقباطنة السفن على التخلي عن أنظمة السلامة الآلية التي تم تطويرها على مدى عقود.

اعتراف إسرائيلي

في بداية الحرب على قطاع غزة قبل أكثر من ستة أشهر، اعترف الجيش الإسرائيلي في بيان، بأنه يقوم بتعطيل نظام تحديد المواقع "GPS" بشكل استباقي.

وقال البيان: "خلال القتال، يتم تفعيل نظام التشويش على GPS بشكل استباقي لتلبية احتياجات عملياتية مختلفة لحماية أمن سكان دولة إسرائيل".

ونظام تحديد المواقع العالمي "GPS"، عبارة عن شبكة من الأقمار الصناعية ومحطات التحكم التي تدعم الملاحة العالمية وأصبحت أداة للحياة اليومية، مملوكة للولايات المتحدة وتديرها القوات الجوية الأمريكية.

واعترفت إسرائيل بعد بدء الحرب على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بأنها تحجب نظام تحديد المواقع العالمي "GPS" لأغراض دفاعية، لكنها لم تعلق علنا على التغيرات الأخيرة التي طرأت على المستخدمين في دول الطوق ( فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ومصر).

ينقل موقع "NPR" عن تود همفريز، أستاذ هندسة الطيران في جامعة تكساس والخبير في انتحال نظام تحديد المواقع العالمي "GPS"، إنه وطلابه تتبعوا أصل الإشارات الكاذبة باستخدام البيانات التي تم جمعها من أجهزة الاستقبال.

يقول همفريز: "تشير هذه البيانات عندما نقوم بمعالجتها إلى قاعدة جوية معينة يديرها الجيش في إسرائيل.. هذه القاعدة هي المتسبب بكل هذه الفوضى".

وتحاول إسرائيل عرقلة أية هجمات بصواريخ أو طائرات مسيرة تستهدف أراضيها، قادمة من الشمال "إيران، حزب الله،" أو من الجنوب "قطاع غزة، وجماعة الحوثي في اليمن"، وسط حرب تخوضها منذ أكتوبر الماضي على غزة.

في إسرائيل أيضا

وقال موقع "غلوبس" المختص بالاقتصاد الإسرائيلي، في تقرير مطول، الشهر الماضي، إن جيش الدفاع يعترف بأنه يعطل إشارات نظام تحديد المواقع العالمي "GPS".

وفي تقرير آخر له بتاريخ 4 أبريل/نيسان الجاري، قال الموقع إن سكان وسط وشمال إسرائيل أبلغوا عن تصاعد الانقطاعات في تطبيقات الملاحة المعتمدة على نظام تحديد المواقع العالمي مثل Waze وMoovit وGoogle Maps.

وتقدم هذه المواقع للمستخدمين معلومات، أنهم متواجدون في بيروت.. "على الأرجح هذا الخلل يعود إلى عمليات التشويش التي قام بها الجيش الإسرائيلي مع تصاعد التوترات مع إيران وحزب الله".

واضطرابات نظام تحديد المواقع هذه ليست جديدة، فمنذ بداية الحرب بدأت إسرائيل تمارس اضطرابات من هذا النوع، لكنها كانت محسوسة في الغالب في الشمال والجنوب، وفق موقع "غلوبس".

ويضيف: "منذ بداية الحرب، اعتاد سكان الشمال على الحياة من دون نظام تحديد المواقع، من تطبيقات الملاحة التي لا تعمل، إلى الساعات الرياضية التي تفيد بوجودهم في دول مجاورة".

ويقول محمد عزيز، مستشار شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية وقبطان شركة طيران متقاعد لموقع "NPR"، إنه على عكس التشويش، يمكن للطيارين أن يخطئوا بسهولة في الإشارات المزيفة على أنها إشارات حقيقية.

ويضيف: "فقدان إشارات نظام تحديد المواقع العالمي الدقيقة بشكل موثوق، دفع الطيارين إلى العودة إلى ممارسات عمرها نصف قرن، مثل الإبلاغ عن نقاط الموقع على الأرض".

بينما أحدث التوجيهات الصادرة عن شركات النقل الرئيسية، هي أنه يتعين على الطيارين إغلاق مدخلات نظام تحديد المواقع العالمي "GPS" لأنظمتهم داخل الطائرات، قبل فترة طويلة من وصولهم إلى مناطق النزاع.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أصدرت هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية بيانا، حذرت فيه من مخاطر السلامة الناتجة عن زيادة الانتحال على نظام تحديد المواقع العالمي GPS".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.