دولي, الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

"تنفس وارسم".. نافذة أمل لأطفال بغزة وسط الإبادة (تقرير)

مبادرة نظمها مركز "إسعاد الطفولة" التابع لبلدية غزة شارك فيها عدد من الأطفال لتجسيد مشاعرهم وأحلامهم كما نظم معرضا فنيا يضم 30 لوحة لفتيات عبرن عن معاناة النساء والأطفال خلال الإبادة

Nour Mahd Ali Abuaisha  | 05.08.2025 - محدث : 05.08.2025
"تنفس وارسم".. نافذة أمل لأطفال بغزة وسط الإبادة (تقرير)

Gazze

غزة / الأناضول

على أنقاض مركز ثقافي تابع لبلدية غزة تحول إلى مأوى للنازحين، تجمع عدد من الأطفال والفتيات للمشاركة في مبادرة فنية الغرض منها منحهم مساحة للتعبير عن مشاعرهم وسط واقع الإبادة الجماعية والدمار والتجويع الإسرائيلي.

المبادرة التي حملت اسم "تنفس وارسم"، انطلقت الاثنين ليوم واحد في مركز "إسعاد الطفولة"، وتضمنت معرضا يضم نحو 30 لوحة فنية رسمتها فتيات شاركن في دورة استمرت 10 أيام.

الأناضول زارت المعرض واطلعت على تلك اللوحات التي جسدت معاناة المرأة والطفل الفلسطيني بغزة نتيجة الإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ودفعت فئتا النساء والأطفال ثمنا باهظا للإبادة المتواصلة التي تحملوا خلالها مسؤوليات كبيرة أثقلت كاهلهم وحرمتهم من حقوقهم.

وحتى 31 يوليو/ تموز الماضي، شكل الأطفال 30.8 بالمئة والنساء 16.1 بالمئة من إجمالي ضحايا الحرب الذين وصل عددهم آنذاك إلى 60 ألفا و199 قتيلا فلسطينيا، وفق بيان لوزارة الصحة بغزة.

** أحلام الأطفال

في محيط المركز المدمر الذي تم استبدال مبناه بخيمة، جلس الأطفال أمام طاولة طويلة منهمكين في تلوين أوراق بيضاء بألوان زاهية.

تلك الألوان أبعدت الأطفال ولو مؤقتا عن حرب الإبادة التي غيبت عنهم ألوان الحياة وحقوق الطفولة.

وجسد الأطفال على تلك الأوراق مشاعرهم ومخاوفهم وسط آمال وأمنيات بانتهاء الحرب.

فبعضهم رسم قلوبا حمراء وأشجارا خضراء وورودا ونجوما بألوان زاهية في محاولة منهم للتشبث بالحياة التي تسرقها إسرائيل منهم.

فيما جسد البعض الآخر مشاهد مأساوية عايشوها خلال الحرب أو حاولوا التعبير عن ذلك برسومات فنية تقترب من الواقع بشكل كبير.

الطفلة آلاء الجمل، رسمت طفلة حولت صاروخا إسرائيليا إلى أرجوحة تسترق خلالها لحظات من المرح الذي حرموا منه خلال 22 شهرا من الإبادة.

فيما جسدت أيضا مشهدا لسيدة فلسطينية نجحت في انتشال جثمان طفلتها من تحت الركام، وعندما كانت في طريقها إلى المقبرة للدفن باغتها صاروخ إسرائيلي فأرداها قتيلة، وفق توصيف الطفلة لرسمتها.

** معاناة النساء

أما الفتاة سارة سعد، فتقف أمام لوحة فنية عُرضت خلال المبادرة، جسدت خلالها معاناة الفلسطينيين خاصة النساء في توفير لقمة العيش لأطفالهن.

وفي هذه اللوحة، رسمت سعد سيدة فلسطينية تحمل على كتفها كيسا كبيرا من الدقيق وملامح التعب والمأساة بادية على وجهها، ومن خلفها يسير رجل على رأسه طرد غذائي أخذه من مركز لتوزيع المساعدات.

وخلال حصولهم على المساعدات الأمريكية، يتعرض فلسطينيو غزة لعمليات قتل بالقصف والرصاص الإسرائيلي، حيث تؤكد مراكز حقوقية أن هؤلاء المجوعين من المدنيين.

وقالت سعد عن لوحتها: "المرأة الفلسطينية زوجها شهيد وابنها شهيد، لا تتحمل أن تشاهد طفلها يبكي من الجوع، فتذهب إلى مراكز التوزيع كما الشباب من أجل توفير لقمة العيش لأطفالها".

وأشارت إلى أن رسوماتها تعكس معاناة النساء الفلسطينيات خلال الحرب والتي تفاقمت مع انتشار المجاعة.

ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وإلى جانب هذه اللوحات، عُلقت رسمات أخرى بعضها يعبر عن المجاعة التي أثرت بشكل كبير خاصة على الأطفال إذ جسدوا الأطفال بأضلاع بارزة.

كما تضمنت اللوحات مشهدا لسيدة فلسطينية تحمل على يدها اليمين طفلا حديث الولادة، وفي يدها اليُسرى صورة لزوجها "الشهيد".

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 211 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın