رئيس جامعة "مقديشو": تغرينا التجربة التركية في البحث العلمي
أرجع التقدم الحاصل في تركيا إلى ما وصفه بـ"ضمان الحريات بكافة أشكالها وهو ما أدى إلى نجاح البلاد في الوقت الحالي"

Istanbul
إسطنبول/ صهيب قلالوة/ الأناضول
قال رئيس جامعة مقديشو الصومالية، البروفيسور علي الشيخ أحمد، إن "تجربة البحث العلمي الأكاديمي في تركيا تغرينا، حيث إنها تقدم الأبحاث العلمية الجديدة، بصورة مدهشة، وتختلف عما كانت تقدمه في الماضي".
وأرجع أحمد، في مقابلة أجرتها معه "الأناضول"، خلال زيارته مدينة إسطنبول، التقدم الحاصل في تركيا إلى ما وصفه بـ"ضمان الحريات بكافة أشكالها وهو ما أدى إلى نجاحها في الوقت الحالي".
وأضاف رئيس جامعة مقديشو قائلاً "أما الدول (لم يسمّها) التي حاربت الحريات الأساسية، وحرمت مواطنيها من ممارستها، وسلكت طريق الاستبداد، ومنعت الانتخابات الحرة والنزيهة، خسرت سباق البحث العلمي، وهيمن الركود على استثماراتها".
ونوه أن "تركيا اليوم تهتم بمجال الإنفاق العلمي بشكل واسع، لبناء هذه الثقافة الجديدة، ثقافة البحث العلمي المهمشة في الدول العربية وكثير من دول أفريقيا وآسيا، لكن وجدت هذا الأمر على العكس هنا، حيث اعتمدوا(الأتراك)على البحث العلمي وتطوير التعليم العالي".
وكشف، أن ما يربو على "3 آلاف طالب صومالي يدرسون بالجامعات التركية، في مختلف المراحل، بدءا من الثانوية العامة وحتى الدكتوراه، وهم يتلقون منحاً تركية خاصة".
واستدرك البروفيسور قائلًأ "قامت تركيا باستقبال عدد كبير من خريجي الجامعات الصومالية، لإكمال دراستهم العليا، وهذا أدى إلى زيادة الاعتراف(العالمي) بالجامعات الصومالية".
ولفت أن "تركيا منذ أربع سنوات تحتل المرتبة الأولى في مجال التعاون التعليمي، والتبادل الثقافي مع الصومال، ولا يوجد بلد يستقبل الآن هذا العدد الكبير من الطلبة الصوماليين باستثنائها(تركيا)، وهنالك ثقة كبيرة من قبل المجتمع الصومالي في الجامعات التركية".
وأشار رئيس الجامعة إلى "وجود عدد من الطلبة الأتراك في الجامعات الصومالية، ففي جامعتنا(مقديشو) يوجد ٣٠ طالبًا، يدرسون اللغة الإنجليزية في مرحلة بكالوريوس".
وتطرق أحمد، إلى زيارة الرئيس التركي (رئيس الوزراء آنذاك) رجب طيب أردوغان، للصومال عام 2011، مشيرا أنها "أحدثت نقلة نوعية لبلادنا في العديد من المجالات، وغيّرت العديد من الأمور، من خلال نظرة المجتمع الصومالي إلى تركيا، ونظرة الأخيرة إلى الصومال".
ومضى بالقول "أي عاقل يدرك أن لتركيا أهداف إنسانية نبيلة، وأغراضا اقتصادية وسياسية في المستقبل البعيد تحقق للصومال وتركيا المصالح المشتركة بعيدة المدى".
وأردف، أن الزيارة المذكورة غيّرت نظرة العالم إلى الصومال "وليست القضية إغاثية فقط، ولكن هناك أهداف أكبر، لذلك قام أردوغان بالتركيز على جانب التنمية، والقضايا الأساسية التي تتعلق بها، مثل بناء مستشفى في مقديشو، والتي يقال إنها ستكون أهم مستشفى في أفريقيا بصفة عامة، ومن المرجّح أن تسمّى باسم رجب طيب أردوغان".
ومن بين المشروعات التي تتعلق بالتنمية وحرص أردوغان على الإعلان عنها في الصومال أيضا، بحسب أحمد، "تشييد ميناء ومطار، وإقامة مشاريع ضخمة لا تقتصر على العاصمة فحسب، بل في مختلف الأقاليم الصومالية، علاوة على تقديم 1500 منحة طلابية حينها، مقدمة من الحكومة التركية، ومن مؤسسات المجتمع المدني، أعلنها أردوغان في أول زيارة له كرئيس لتركيا عام 2015".
وفي يناير/ كانون الثاني 2015، قام أردوغان، بأول زيارة له إلى الصومال، عقب توليه رئاسة تركيا، حيث كان باستقباله نظيره الصومالي حسن شيخ محمود.
وأضاف أحمد: "نحن كمجتمع مدني ومؤسسات، ركّزنا(بعد انهيار الحكومة المركزية عام 1991 عقب الحرب الأهلية والتي بعدها انهارت مؤسسات الدولة) على التعليم الأساسي، وعندما وصلنا إلى مرحلة معينة، قلنا لا بد من إيجاد الجامعات، وكانت جامعة مقديشو أول جامعة، وتم تأسيسها عام 1996".
وتابع: "هنالك الآن عدة جامعات ناجحة في الصومال، وهي تتقدم بشكل ممتاز جداً، وهو ما يساعد آلاف الطلبة الصوماليين على إتمام دراستهم الجامعية".
تجدر الإشارة أن رئيس جامعة مقديشو، زار تركيا، للمشاركة في مؤتمر "شكرا تركيا"، الذي عقد نهاية نيسان/ أبريل الماضي، وشارك في فعالياته نحو 50 شخصية على المستوى العربي والإسلامي.
وشغل البرفيسور علي الشيخ أحمد، منصب رئيس حركة الإصلاح(إسلامية) في الصومال في الفترة من ١٩٩٩ إلى ٢٠٠٨، ويعمل حاليا رئيساً لجامعة مقديشو(أهلية)، وله العديد من المؤلفات في الشريعة الإسلامية، والتاريخ والدعوة الإسلامية والأدب الصومالي.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.