دولي

قرار بلجيكا حظر الذبح الحلال يثير غضب المجتمعين المسلم واليهودي

اعتبر المجتمعان المسلم واليهودي، اللذان يشكلان 6 في المائة من إجمالي عدد سكان بلجيكا، القرار تقييدا للحريات، وعدم احترام الخصوصية الدينية والثقافية للمجتمعين.

22.01.2019 - محدث : 22.01.2019
قرار بلجيكا حظر الذبح الحلال يثير غضب المجتمعين المسلم واليهودي

Brussels Hoofdstedelijk Gewest

بروكسل / شريفة جتين، يوسف خطيب / الأناضول

أثار قرار منع الذبح الحلال في الإقليم الفلامندي في بلجيكا، ردود فعل المجتمعات المسلمة واليهودية، عقب دخول القرار حيز التنفيذ مطلع عام 2019.

واعتبر المجتمعان المسلم واليهودي، اللذان يشكلان 6 في المائة من إجمالي عدد سكان بلجيكا، القرار تقييدا للحريات، وعدم احترام الخصوصية الدينية والثقافية للمجتمعين.

وبحسب الشعائر الدينية الإسلامية واليهودية، فإن عملية الذبح الشرعي تسمى "الحلال" لدى المسلمين، و"كوشر" لدى اليهود.

تتطلب عملية الذبح لدى أتباع الديانتين (الإسلامية واليهودية)، أن تكون الذبيحة سليمة صحيا، وينبغي ذبحها مع إسالة دمها وعدم استخدام عملية الصعق الكهربائي أو التخدير، واعتبارهما طريقتين لا تتوافقان مع أحكام الشريعة.

وبشكل عام، يعتبر اليمينيون المتطرفون في أوروبا والناشطون المدافعون عن حقوق الحيوان، أن ذبح الحيوانات دون صعقها أو تخديرها يشعرها بالألم، وأن هذه العملية فيها انتهاك لحقوق الحيوان.

وظهر قانون منع الذبح الحلال في أوروبا عام 1933، في عهد ألمانيا النازية وزعيمها أدولف هتلر، وبقي ساري التطبيق حتى الآن في كل من السويد وسويسرا، والنرويج، وآيسلندا، والدنمارك، وسلوفينيا.

في حين يسمح بالذبح الحلال بحسب الشرائع الدينية، في كل من ألمانيا، وفرنسا، والنمسا، وهولندا، واليونان، وإسبانيا، وإستونيا، وفنلندا، وبولندا.

ومن المتوقع أن يسري قرار حظر الذبح الحلال اعتبارا من 1 أيلول / سبتمبر القادم، بعد التصديق عليه من قبل برلمان الإقليم الفلامندي.

وفي هذا الصدد، قال محمد أوستون رئيس الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا، إن قرار الحكومة البلجيكية كان مخيبا لآمال المجتمعين الإسلامي واليهودي.

وأضاف أوستون لمراسل الأناضول، أن هذا القرار سيؤثر سلبا على المجتمع الإسلامي في بلجيكا، حيث إن المسلمين سيواجهون صعوبات خلال ذبح الأضاحي.

وأوضح أوستون أنه وبسبب القرار، فإن المسلمين سيضطرون إلى البحث عن بدائل، وبالتالي من الممكن التوجه إلى هولندا أو الدنمارك حيث يُسمح بالذبح الحلال فيهما.

وأعرب عن أمله أن يتم التراجع عن هذا القرار، ليسمح للمسلمين بتطبيق أحكام شريعتهم دون التوجه إلى أماكن أخرى.

من جانبه، قال شمعون لاسكر، وهو حاخام يهودي في بروكسل، إن الحظر ينظر إليه على أنه تقييد للحرية الدينية، و"يعتقد اليهود أنه بات من الصعب عليهم العيش في أوروبا".

وأضاف لاسكر أن حجج المؤيدين للقرار قوبلت بالشكوك لدى المجتمع اليهودي، وأن الجالية اليهودية فسرت القرار على أنه تقييد للحريات.

وأشار الحاخام أن القرار أعاد إلى الأذهان الذكريات السيئة للحرب العالمية الثانية، وأن هذه الذكريات بدأت تنبعث من جديد.

ولفت لاسكر إلى أن المجتمع اليهودي سيُقدِم على جلب اللحوم الكوشر المذبوحة وفق الشريعة اليهودية من البلدان المجاورة.

وأعرب الحاخام عن قلقه من أن تكون الخطوة التالية هي منع استيراد اللحوم (الحلال) من البلدان الأخرى، وأكثر من ذلك، كأن يصدر قرار بمنع الختان أيضا!

ودعا لاسكر المجتمعين المسلم واليهودي في أوروبا إلى العمل سويا ضد تقييد الحريات الدينية الموجهة ضدهم.

بدوره، قال صالح أوزدمير، مواطن بلجيكي من أصل تركي، إنه غير راضٍ عن القرار الذي يضيق على المسلمين في بلجيكا.

وأكد أوزدمير حق المسلمين في المطالبة بإلغاء القرار من خلال القنوات الرسمية، وعلى رأسها البرلمان البلجيكي.

وأضاف أن القرار يعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان، وأن العيش المشترك يتطلب إلغاء هذا القرار الذي يتجاهل شرائح مهمة في المجتمع.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın