دولي, أخبار تحليلية, التقارير

طاجيكستان تستضيف قوى إقليمية لتوحيد المواقف من "طالبان" (تحليل)

قمتا منظمة شنغهاي للتعاون، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، تبحثان قضايا الاعتراف بحكم "طالبان" في أفغانستان والعلاقات الثنائية والتعاون معها

17.09.2021 - محدث : 18.09.2021
طاجيكستان تستضيف قوى إقليمية لتوحيد المواقف من "طالبان" (تحليل)

Tajikistan

لندن / زكي شيخ / الأناضول

ـ قمتا منظمة شنغهاي للتعاون، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، تبحثان قضايا الاعتراف بحكم "طالبان" في أفغانستان والعلاقات الثنائية والتعاون معها
ـ موسكو قد تطلب من دوشنبي عدم دعم مقاومة عرقية الطاجيك في أفغانستان لـ"طالبان"

تستضيف العاصمة الطاجيكية دوشانبي، الخميس والجمعة، اجتماعات قمتين مهمتين لمنظمة شنغهاي للتعاون "SCO"، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي "CSTO"، لمناقشة القضايا المتعلقة بأفغانستان.

وتضم منظمة شنغهاي للتعاون، روسيا والهند وكازاخستان والصين وقرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان وإيران، وتشغل كل من أفغانستان وبيلاروسيا ومنغوليا صفة مراقب، وتعتبر كل من تركيا وأذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال وسريلانكا شركاء الحوار للمنظمة.

وسيكون هذا أول اجتماع كبير لدول المنطقة منذ إعلان "طالبان" تشكيلة حكومتها المؤقتة بكابل في 7 سبتمبر/ أيلول الماضي.

كما سيترأس رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان، جلسة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، المقرر أن يحضرها رؤساء كازاخستان وقرغيزستان وبيلاروسيا وروسيا ورئيس الوزراء الأرميني.

وتأسست منظمة معاهدة الأمن الجماعي في 1992، وتضم كلا من روسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان (الأعضاء أيضًا في منظمة شنغهاي للتعاون) بالإضافة إلى أرمينيا وبيلاروسيا (الدول المراقبة في منظمة شنغهاي).

وبعد الاجتماع الافتراضي في 23 أغسطس/ آب الماضي، قال الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ستانيسلاف زاس، إن القادة اتفقوا على توحيد الجهود مع الدول الأعضاء في المنظمة والمنظمات الدولية الأخرى بشأن القضية الأفغانية.

** تعزيز "الردع" وعدم دعم "المقاومة"

وتحرص روسيا على استعادة وتأكيد دورها كقوة حماية لدول آسيا الوسطى لإبقائها تحت جناحيها وإعادة تحديث نظام أسلحتها.

ووفق فاليري سيمريكوف، نائب الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، سيتفق القادة على خطة لتزويد "قوة الرد السريع الجماعي" (CRRF) بأسلحة ومعدات حديثة.

وتأسست قوة الرد السريع الجماعي في 2009، كفرقة عمل مشتركة تتألف من وحدات عسكرية مستقلة عن منظمة معاهدة الأمن الجماعي، بهدف مواجهة العدوان العسكري المحدود ضد الدول الأعضاء، ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات.

وقال سيمريكوف، إن هذا القرار يأتي وسط مخاوف بشأن التطورات المستقبلية في أفغانستان وعواقبها السلبية المحتملة على الوضع في آسيا الوسطى.

وأضاف أن هناك تهديدات متزايدة للأصول الدفاعية الاستراتيجية لروسيا في دول آسيا الوسطى.

الجدير بالذكر أن وصول "طالبان" للسلطة في أفغانستان أتاح العديد من الفرص لروسيا والصين لتوسيع نفوذهما في جنوب ووسط آسيا.

وبالنظر إلى ضمانات الاستقرار التي تسعى إليها روسيا وأوزبكستان وتركمانستان، ومنع الجماعات المتطرفة من العبور من أفغانستان، هناك احتمالات بأن تحاول هذه الدول إقناع دوشانبي بعدم دعم الأقلية الطاجيكية في أفغانستان وقادتها عسكريًا، وعدم السماح لهم بمواصلة المقاومة ضد النظام الجديد في كابل.

** المصالح الروسية

قال خبير الدفاع الروسي شامل غاريف، إن موسكو قد لا تشجع منظمة معاهدة الأمن الجماعي على تقديم الدعم العسكري الضمني لتحالف الشمال، كما كان الحال مع زعيم بانجشير أحمد شاه مسعود، خلال فترة حكم "طالبان" الأولى (1996-2001).

وتحرص روسيا على عدم تشتيت انتباه شركائها في آسيا الوسطى بسبب طلبات الولايات المتحدة بالسماح لوجودها العسكري بإجراء عمليات في أفغانستان.

ولذلك أجرت القوات الروسية في أغسطس، مناورات عسكرية ثنائية مع أوزبكستان وطاجيكستان.

وأعقب ذلك تدريبات فرونتيرز 2021 المشتركة، لقوة الانتشار السريع الجماعية "CRDF" التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي أجريت في قرغيزستان من 5 إلى 9 سبتمبر/ أيلول الجاري، بمشاركة عسكريين من كازاخستان وروسيا.

علاوة على ذلك، شارك في التدريبات وحدات القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية القرغيزية، وتضمنت مناورات لمقاتلات هجومية من طراز "سوخوي 25"، ومروحيات "مي 8" وطائرات "أورلان 10" المسيرة.

كما شارك في التدريبات وحدة الدفاع الجوي "ZU-23-2" التابعة للجيش القرغيزي، وجرى أيضًا اختبار نظام قاذفة الصواريخ المتعددة "BM-21 Grad".

إضافة إلى طائرات "أورلان 10" المسيرة، وصواريخ "آرو Arrow-2M" التي تُطلق من على الكتف، وقيام طائرات (Su-30 SM) في كازاخستان بتنسيق العمليات القتالية البرية والجوية.

ومن المتوقع أن يخرج الاجتماعان رفيعا المستوى بين القوى الإقليمية والعالمية بفهم واضح للتعامل مع أفغانستان، وسبل المضي قدما في قضايا الاعتراف والعلاقات الثنائية والتعاون متعدد الأطراف مع طالبان في الأشهر القادمة.

** الكاتب محلل سياسي مقيم في المملكة المتحدة، عمل مع عدة جامعات بثلاث دول في آسيا الوسطى.

** الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن سياسة الأناضول التحريرية

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.