تشيد بها إسرائيل ويدينها "الصحافة الألماني".. بيلد تنكر التجويع بغزة
- بحسب مجلس الصحافة الألماني تتصدر "بيلد" قائمة المؤسسات الإعلامية التي تلقت أكبر عدد من "الإدانات" لانتهاكها الحقوق الشخصية ومبدأ الدقة وقرينة البراءة واستخدامها تعابير تمييزية ونشرها أخبارا مخالفة للواقع وذات طابع إثاري

فيينا، أنقرة/ الأناضول
- بحسب مجلس الصحافة الألماني تتصدر "بيلد" قائمة المؤسسات الإعلامية التي تلقت أكبر عدد من "الإدانات" لانتهاكها الحقوق الشخصية ومبدأ الدقة وقرينة البراءة واستخدامها تعابير تمييزية ونشرها أخبارا مخالفة للواقع وذات طابع إثاري- "أكسل سبرينغر" المالكة لصحيفة "بيلد" تعرضت لانتقادات بسبب إدارتها لمنصة تتيح بيع أراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة للمستوطنين
رغم محافظة صحيفة "بيلد" على مكانتها كأوسع الصحف اليومية الألمانية انتشارا، من خلال نهجها التحريري الذي ينكر التجويع في قطاع غزة، فإنها بحسب مجلس الصحافة الألماني تتصدر قائمة المؤسسات الإعلامية التي تلقت أكبر عدد من "الإدانات"، بسبب انتهاكها للحقوق الشخصية ومبدأ الدقة وقرينة البراءة، واستخدامها تعابير تمييزية ونشرها أخبارا مخالفة للواقع وذات طابع إثاري.
ومع تأكيد مؤسسات تابعة للأمم المتحدة والعديد من منظمات المجتمع المدني تفشي المجاعة في غزة، فإن تغطية "بيلد" المناقضة لذلك، والتي حظيت بإشادة من وزارة الخارجية والجيش الإسرائيليين، أثارت تساؤلات حول ارتباطات الصحيفة.
وتعود ملكية الصحيفة إلى "أكسل سبرينغر"، وهي إحدى أكبر المجموعات الإعلامية في أوروبا.
وبحسب مجلس الصحافة الألماني، الذي يراقب التزام المؤسسات الإعلامية بأخلاقيات العمل الصحفي بناء على الشكاوى، تحتل صحيفة "بيلد" المرتبة الأولى بفارق كبير في عدد "الإدانات" التي تلقتها بسبب محتواها.
ففي العام الجاري وحده، كان نصيب "بيلد" حتى إعداد التقرير 22 إدانة من إجمالي 67، فضلا أن أكثر من نصف الإدانات وُجهت لوسائل إعلام تابعة لـ"أكسل شبرينغر".
ومن أبرز أسباب الإدانة: الصحافة المثيرة للضجة، انتهاك الخصوصية الشخصية، خرق مبدأ الدقة، انتهاك قرينة البراءة، استخدام عبارات تمييزية، وعدم الواقعية.
- "بيلد" تزعم عدم وجود مجاعة في غزة
في قسم "تصاعد التوتر في الشرق الأوسط" الذي تتناول فيه "بيلد" التطورات المرتبطة بالمنطقة، تنكر الصحيفة وجود مجاعة في غزة.
ورغم تصريحات وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول، بأن بلاده تلاحظ منذ فترة طويلة أن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة يُسبب المجاعة، وعلى الرغم من تقارير المؤسسات الأممية التي تؤكد تفشي المجاعة، إلا أن "بيلد" قالت في إحدى موادها: "يعتقد خبراء الأمن الغذائي الدوليون أن ظروف المجاعة لم تتحقق بعد في غزة".
كما تجاهلت الصحيفة تقارير المؤسسات الدولية المستقلة، وطرحت أخبار التجويع في غزة تحت عناوين مثل: "خطة حماس الشيطانية للمجاعة" و"8 حقائق لا يريد أحد سماعها عن المجاعة في غزة".
وفي مقال نُشر في 31 يوليو/ تموز الماضي، ادّعت الصحيفة أن إسرائيل لا تريد تجويع الفلسطينيين في غزة، وأن البيانات لا تشير إلى وجود سياسة متعمدة لتجويع السكان.
وعلى الرغم من مقتل أكثر من 61 ألف شخص جراء الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، لا تذكر الصحيفة أي معلومات عن الضحايا، متذرعة بأن البيانات صادرة عن "وزارة الصحة التابعة لحماس".
- "بيلد" تتلاعب بوثيقة منسوبة لحماس بما يخدم أهداف نتنياهو
في سبتمبر/ أيلول 2023، نشرت "بيلد" تقريرا استندت إلى وثيقة يُزعم أنها سرية ومنسوبة لحماس وسُربت عبر مستشارِي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ادعت فيه أن حماس ترفض عقد اتفاق جدي لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، وأنها "تنوي مواصلة القتال" لاستنزاف إسرائيل سياسيا وعسكريا.
هيئة الإذاعة والتلفزيون في شمال ألمانيا كشفت خلال تقرير نشرته في 15 مايو/ أيار الماضي عبر برنامجها "بانوراما"، تلاعب "بيلد" في الوثيقة بصورة تخدم أهداف نتنياهو.
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو، من خلال "بيلد"، أوصل رسالة مفادها أن حماس لا ترغب في إنهاء الحرب، وأن المفاوضات بلا جدوى.
وذكر أن الوثيقة التي تمكن برنامج "بانوراما" من مراجعتها تشير إلى أن حماس كانت مهتمة فعلا بإبرام اتفاق ووقف إطلاق نار طويل الأمد، وأن "بيلد" تجاهلت هذه الجوانب في تغطيتها.
وفي السياق ذاته، تتعرض "أكسل سبرينغر"، المالكة لصحيفة "بيلد"، لانتقادات بسبب إدارتها لمنصة تتيح بيع أراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة للمستوطنين.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة 61 ألفا و258 قتيلا و152 ألفا و45 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.