تركيا, دولي

السفير التركي ببروكسل: "غولن" ليست كغيرها من التنظيمات الإرهابية

02.07.2018 - محدث : 02.07.2018
السفير التركي ببروكسل: "غولن" ليست كغيرها من التنظيمات الإرهابية

Brussels Hoofdstedelijk Gewest


بروكسل/ شريفة جتين/ الأناضول

قال السفير التركي في العاصمة البلجيكية بروكسل، زكي لفنت غومركجي، إنّ منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، ليست كغيرها من المنظمات الإرهابية الكلاسيكية، وإنّ دول الاتحاد الأوروبي بما في ذلك بلجيكا، تعاني صعوبات في فهم مدى خطورة هذه المنظمة.

وأوضح غومركجي، في حديث للأناضول، أنّ منظمة "غولن" الإرهابية تغلغلت بحرفية على مدى السنوات الماضية في المجتمع، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة بطرق غير قانونية، والقضاء بالتالي على النظام الديمقراطي القائم.

وأشار غومركجي إلى صعوبة فهم تركيبة هذه المنظمة وطريقة عملها، لكن كفاح تركيا الدؤوب والأدلة التي كشفتها خلال تحقيقات محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت منتصف تموز/ يوليو عام 2016، ساهمت في تسهيل فهم طريقة عمل منظمة غولن الإرهابية.

وتابع غومركجي قائلاً: "أعتقد أن العالم بات مقتنعاً بأن منظمة غولن ليست بريئة، وليس مجرد مؤسسة خيرية تعمل في مجال التعليم وتساعد الفقراء والمحتاجين".

واكّد السفير التركي أنّ منظمة غولن الإرهابية تشكل خطراً على كافة الدول التي تنشط فيها، وأنّ تركيا ستواصل دون كلل أو ملل تعريف العالم بحقيقة هذه المنظمة.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن"، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.

ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.

وتطرق غومركجي، خلال حديثه للأناضول، إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية التي جرت في 24 يونيو/ حزيران الماضي، مبيناً أنّ الانتخابات جرت في أجواء ديمقراطية آمنة.

وأوضح أن هذه الانتخابات تستحوذ على أهمية بالغة بالنسبة لتاريخ تركيا الديمقراطي، نظراً إلى نسبة المشاركة الكبيرة التي وصلت 87.5 بالمئة.

ولفت غومركجي إلى أنّ نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية، من قِبل الناخبين الأتراك المقيمين في بلجيكا، وصلت 60 بالمئة.

وأردف قائلاً: "تركيا تعمل منذ عام 2014، على تأمين كافة الإمكانات التي تتيح للناخبين الأتراك في الخارج، للتوجه إلى صناديق الاقتراع والتصويت بحرية وأمان.

وفيما يخص العلاقات الثنائية القائمة بين تركيا وبلجيكا، قال السفير عومركجي، إنّ علاقات البلدين متأصّلة وجذورها تمتد إلى تاريخ بعيد.

وأشار غومركجي إلى الشراكة الاستراتيجية القائمة بين تركيا وبلجيكا، وأنّ الدولتين عضوين في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وأنهما كافحا لسنوات طويلة ضد تهديدات مشتركة.

ولفت سفير تركيا ببروكسل إلى أن نحو 250 ألف تركي يعيشون داخل الأراضي البلجيكية، وهذا التجمع يشكل جسر صداقة بين البلدين، ويضيف للعلاقات القائمة بين الجانبين رونقاً آخر.

وأشار غومركجي إلى متانة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين، مبيناً أنّ حجم التبادل التجاري القائم بين أنقرة وبلجيكا يصل نحو 10 مليارات يورو سنوياً.

وبيّن أن الحكومة التركية أصدرت مؤخراً حزمة من الحوافز الاستثمارية، وأنّ بإمكان المستثمرين الأجانب والبلجيكيين، الاستفادة من تلك الحزمة، والتوجه إلى تركيا للاستثمار في المجالات والقطاعات المختلفة.

وبالنسبة للعلاقات السياسية والاجتماعية، قال غومركجي: "هناك حوار دائم بين أنقرة وبروكسل في هذا الخصوص، وعندما أنظر إلى الإطار العام لهذه العلاقات، أجد أن هذه العلاقات جيدة رغم حدوث بعض المنغّصات أحيانا".

وشدد السفير التركي على أهمية التعاون القائمة بين بلاده وبلجيكا في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى وجود تنسيق جيد بين الطرفين في هذا الخصوص.

وعن العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي، دعا غومركجي إلى ضرورة تسريع اللقاءات الثنائية الرفيعة المستوى بين الطرفين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.