(IHH) التركية: مساعداتنا للسوريين بالداخل أكبر منها بالخارج
"شاهدت بعض السوريين في دمشق يحملون الخبز كما لو كان ذهبًا".. هذا ما قاله لـ"الأناضول" عزت شاهين منسق العلاقات الدولية والدبلوماسية في هيئة الإغاثة الإنسانية لحقوق الإنسان وحرياته بتركيا(IHH)

محمد الكفراوي
الكويت - الأناضول
قال عزت شاهين، منسق العلاقات الدولية والدبلوماسية في هيئة الإغاثة الإنسانية لحقوق الإنسان وحرياته بتركيا (IHH)، إن الهيئة وقفت مع الشعب السوري منذ بداية الأزمة وقدّمت المساعدات له سواء داخل بلاده أو في مخيمات اللجوء خارجها.
وأشار، في حوار خاص مع الأناضول على هامش مشاركته بمؤتمر المنظمات الخيرية غير الحكومية الذي انعقد الثلاثاء بالكويت واستمر ليوم واحد بمشاركة 77 منظمة خيرية دولية، إلى أن حجم المساعدات في الداخل السوري أكبر بكثير من تلك التي تقدم للاجئين في دول الجوار سواء في تركيا أو الأردن أو لبنان.
وأضاف أن المنظمات الخيرية التركية لم تعترف بالموانع والعوائق الخاصة بالحدود وكان هدفها هو المساعدة وتقليل حجم الأزمة وهو ما تم بمساعدة المنظمات الخيرية العاملة في الداخل السوري.
وفيما يلي نص الحوار
* بداية حدثنا عن مشاركتكم في مؤتمر الكويت والهدف منها؟
** المشاركة بمؤتمر المنظمات الخيرية غير الحكومية بالكويت تأتى لكوننا شريكًا فاعلاً للكثير من المنظمات الخيرية العاملة على دعم ومساندة السوريين في مختلف بلدان العالم ومن بينها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية التي تشرف (IHH) على بناء وتنفيذ مشروع تابع لها هو القرية الكويتية التي تضم 1000 منزل جاهز وكذلك عدد من المدارس والمساجد بمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن فضلا عن الجهود المبذولة مع غيرها من المنظمات.
كذلك وفرت المنظمة بيانات جديدة حول الوضع في سوريا وكيفية تنسيق عملية دخول المساعدات للداخل السوري لاسيما في ظل استمرار بعض المشكلات علي الجانب التركي من الحدود.
* كيف ترى الدور التركي منذ بداية الأزمة في سوريا؟
** الحكومة التركية توفر كافة التسهيلات لإدخال المساعدات إلي الداخل السوري ونحن نشجّع الجمعيات الخيرية لتركيز عملها علي الداخل.
وأود أن أشير إلي أن (IHH) هي الجمعية الوحيدة التي تمارس الدبلوماسية الإنسانية عبر الوساطة لإطلاق سراح الأسرى، فالعام الماضي شهد إطلاق سراح أكثر من 2000 معتقل، كما أن المرة الأخيرة التي جرى فيها تبادل للمعتقلين تم الإفراج عن 2130 من المعتقلين لدى النظام السوري كان من بينهم 76 من النساء مقابل إفراج الجيش الحر عن 48 إيرانيًّا وهو أمر جيد لاسيما أن المعتقلين يواجهون ظروفا قاسية داخل السجون، وقد أشرفنا على تلك العمليات.
* هل تتوافر لديكم إحصائيات بشأن عدد المعتقلين لدى النظام السوري؟
** أرقام المعتقلين لدى النظام متفاوتة، فهناك من يشير إلي وجود ما بين 100 ألف إلى 300 ألف مفقود من السوريين، وتحديد العدد أمر غاية في الصعوبة خاصة في ظل تحول كثير من المؤسسات الحكومية هناك إلي سجون.
* هل المساعدات المتوافرة حتى الآن كافية ؟
** هي رغم كثرتها ليست كافية لأن كل شيء في الداخل السوري انتهي سواء كنا نتحدث عن زراعة أو صناعة، وجميع المواطنين علي الطرفين سواء ممن يؤيدون الجيش الحر أو النظام بحاجة إلي المساعدة سواء فيما يتعلق بالتعليم أو الصحة أو غيرها من الأمور الإنسانية.
وألفت هنا إلى أن الأمم المتحدة تقدر عدد من يحتاجون للمساعدة بنحو 5 ملايين مواطن سوري، ونحن نقول إن العدد أكبر من ذلك، فالجميع بات في حاجة للمساعدة لأنه لا يوجد من لم يتضرر من الحرب وقد شاهدت بعيني في دمشق أشخاصًا يحملون الخبز بين أيديهم كما لو كان ذهبًا.
* وما هو أهم ما تركزون عليه حاليًا ؟
** نحن نتمنى وقف سفك الدماء وفتح الطرق في جميع المدن السورية لإيصال المساعدات الإنسانية وقد طلبنا من النظام السوري ذلك وقلنا لهم إننا جاهزون لإيصال المساعدات إلي جميع المتضررين من الطرفين، وهذا الاقتراح لا يزال موجودًا لدي النظام السوري، ونتمنى أن يسمح لنا بذلك. كما أن حجم المساعدات التي نقدمها في الداخل السوري أكبر بكثير من تلك التي تقدم للاجئين في دول الجوار سواء في تركيا أو الأردن أو لبنان.
* ما هو حجم المساعدات التي قدّمتها (IHH)؟
** مساعدات (IHH) تتنوع سواء في الداخل السوري أو الخارج وهي وصلت خلال عام 2012 إلي 30 مليون ليرة تركية (17 مليون دولار)، كما رصدنا ميزانية للعام الحالي لن تقل عن 50 مليون ليرة (28 مليونًا ومائتين وخمسة وسبعين ألف دولار)، وأريد أن أقول إن الدول لابد أن تلعب دورًا أكبر إلي جانب المنظمات الأهلية لمساعدة المتضررين وأكبر مساعدة يحتاجون إليها هي ضمان أمنهم وسلامتهم.
* وماذا عن الوضع السوري حاليا ؟
شعار "نبرد.. نجوع.. نموت" الذي يرفعه مؤتمر الكويت وترفعه (IHH) يلخص الأزمة في ظل الظروف السيئة الحالية فضلا عن القصف المستمر، ومنظمتنا تواجدت منذ تأسيسها في كافة بقاع الأزمات في العالم لكننا لم نر وضعًا مأساويًّا كما هو الحال في سوريا من حيث الجرحى والقتلى والمشردين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.