archive, الدول العربية

مصر.. صباحي وأبو إسماعيل في مناظرة خارج سياق الانتخابات

المناظرة حال إجرائها ستكون الثانية من نوعها في تاريخ مصر الحديث

26.09.2012 - محدث : 26.09.2012
مصر.. صباحي وأبو إسماعيل في مناظرة خارج سياق الانتخابات

على عبد العال وهاجر الدسوقي

القاهرة – الأناضول

أبدى المرشحان السابقان لرئاسة الجمهورية في مصر، حازم صلاح أبو إسماعيل وحمدين صباحي، استعدادهما لخوض مناظرة علنية، يتبادلان فيها الآراء حول القضايا المثارة على الساحة.

في الوقت نفسه، شكك كل طرف في نية المرشح الآخر في قبوله فعليًا تلك المناظرة التي ستصبح في حال إجرائها ثاني مناظرة سياسية في تاريخ مصر الحديث.

وكان أبو إسماعيل قد دعا إلى مناظرة عدد من زعماء الائتلافات والأحزاب السياسية مثل حمدين صباحي، مؤسس تحالف التيار الشعبي، وأيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، ومحمد البرادعي، وكيل مؤسسي حزب الدستور، وعمرو موسى، المرشح الرئاسي السابق.

ويريد أبو إسماعيل معرفة آراء هؤلاء السياسيين في قضية تطبيق الإسلام في واقع الحياة، وقال لهم: "اسحبوا السجادة من تحت أرجلنا، وقولوا للناس إنكم ستطبقون كذا وكذا".

وجاءت دعوة أبو إسماعيل قبل نحو أسبوعين على فضائية "العربية" الإخبارية مع الإعلامي محمود الورواري، ثم عاد ليكررها على قناة "أون تي في" المصرية المستقلة في برنامج "بلدنا بالمصري" مع الإعلامية ريم ماجد.

وجاء الرد على دعوة المرشح الرئاسي من حسام مؤنس، منسق تحالف التيار الشعبي، الذي قال عبر مداخلة هاتفية مع برنامج "بلدنا بالمصري" أمس الثلاثاء إن صباحي يوافق على هذه المناظرة بعد التنسيق حول بنودها حتى لا تكون المناظرة مقتصرة عما اقترحه أبو إسماعيل.

وأضاف مؤنس: "الشيخ أبو إسماعيل اقترح عددًا من القضايا لمناظرة صباحي، ونحن نؤكد أن هناك قضايا أخرى نريد أن نعرف موقف الشيخ حازم منها".

وبحسب الصفحة الرسمية لصباحي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال مؤنس: "سيتم تحديد موعد للمناظرة قريباً، وسيتم وضع قائمة بالموضوعات التي سيتم التطرق إليها".

وأشار إلى أن مساحات الاختلاف بين صباحي وأبو إسماعيل ليس لها علاقة بالدين ولا دوره في الحياة.

من جانبه، استبعد جمال صابر، المنسق العام لحركة "حازمون" التابعة لأبو إسماعيل، أن يفي صباحي بما أعلنه أحد المتحدثين باسمه ويواجه أبو إسماعيل في مناظرة علنية، قائلاً: "إن غداً لناظره قريب".

ورأى صابر أن الإعلان الذي جاء على الهواء من قبل أحد المتحدثين باسم صباحي هو "من باب الشو الإعلامي، ثم بعد ذلك يتعللون بأي علة".

وقال: "أعلم يقينًا أنهم لن يتواجدوا في مناظرة أمام الشيخ حازم أو أي شخصية إسلامية أخرى ممن تملك الحجة".

وأضاف: "أتحدى أن يوافق حمدين أو البرادعي أو أي شخصية ممن طلبهم الشيخ حازم على المناظرة؛ لأنهم ليس لديهم ما يقولون، وهم يعلمون ذلك جيدًا".

من جانبه، أكد يحيى أحمد، المتحدث الإعلامي باسم التيار الشعبي أن المرشح السابق لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي بدأ الاستعداد لمناظرة أبو إسماعيل حيث أوضح "إنه جارٍ تحديد الموعد".

وأضاف أحمد في تصريحات خاصة لمراسل الأناضول: "نحن نستعد لمناظرة أبو إسماعيل ولا يوجد لدينا شيء نخاف منه، والشيخ حازم رجل نحترمه ونقدره لكن لا يملك علينا ما يخيفنا أو يجعلنا نرتبك جراء هذه المناظرة".

وأشار إلى أنه في حالة تفوق أبو إسماعيل على صباحي فإن الأخير سيحييه بكل روح رياضية وشجاعة.

وعلق أحمد على حديث المنسق العام لحركة "حازمون" بقوله: "نحن الذين نتمنى أن يفوا بوعدهم"، مضيفاً: "نحن ألزمنا أنفسنا قبلهم، فكيف نرفض بعدها؟".

من جانبه لفت أشرف الشريف، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلى أن "الدعوة إلى هذه المناظرة لا علاقة لها بالانتخابات الرئاسية، وإن كان أصحابها يعتبرونها نوعًا من الاستعداد لها، حيث إن هذا النوع من المناظرات في هذه التوقيت ما هو إلا نوع من خوضهم معركة في ظل عدم وجود معارك فعلية".

وأضاف أن "التوقيت نفسه يؤكد أن كل أطراف هذه المناظرة يحاولون استرداد بريقهم الإعلامي ويقومون بنوع من الدعاية خصوصًا أننا بصدد الدخول في انتخابات برلمانية تستلزم صراعات محلية وليس مناظرات إعلامية".

وأوضح الخبير السياسي أن المناظرة بين أبو إسماعيل وبين رؤساء الأحزاب الأخرى لن تخرج عن سياق ما أسماه بـ"السجال الإسلامي المدني"، كما أنها لن تكون مؤثرة بالدرجة التي يتوقعها البعض، مشيرًا إلى أن المصريين لديهم تجربة سيئة مع المناظرات من خلال مناظرة المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى، والتي جرت في العاشر من شهر مايو/ أيار الماضي.

وكانت هذه المناظرة التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ مصر الحديث قد شهدت سيلاً من الاتهامات المتبادلة بين المرشحين خاصة فيما يتعلق بالانتماء السياسي ودور الدين في السياسة، أكثر من كونها عرضًا لرؤية كلا المرشحين في مسألة إعادة بناء مصر وإصلاح الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بها.

واتفق عدد من السياسيين في وقتها أن كلا المرشحين خسرا من رصيدهما الشعبي جراء هذه المناظرة. 

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın