archive, الدول العربية

كيلو يشيد بالدور التركي في الأزمة السورية

التقى مراسل الأناضول بالمعارض السوري "ميشيل كيلو" في اسطنبول، وأجرى معه حواراً حول آخر تطورات المشهد السياسي السوري، وحول وضع المعارصة السورية، والدور الذي تقوم به تركيا في الأزمة التي تشهدها سوريا.

17.02.2013 - محدث : 17.02.2013
كيلو يشيد بالدور التركي في الأزمة السورية

الأناضول – اسطنبول

هشام شعباني 

وأعرب ميشيل كيلو عن دهشته بحجم الدور الإغاثي، الذي لعبته تركيا في الأزمة السورية، معتبراً أن الدور الاجتماعي الذي تلعبته تركيا، يعتبر إيجابياً ولصالح اللاجئين السوريين والمقيمين فيها.

وقال كيلو، "كنت أتصور أن السوريين يعيشون في تركيا كلاجئين، لكن ما شاهدته أنهم يمتلكون حقوقاً كحق العمل والسكن وتملك العقارات، كما أنهم يعاملون معاملة كريمة".

وأضاف كيلو، أن تركيا تمتلك القدرة على لعب دور أكبر في الأزمة السورية، معرباً عن إعتقاده بأن ذلك الدور قد يكون مكبوحاً في الوقت الراهن بعوامل وضغوط دولية، مرجعاً ذلك الضغط إلى الولايات المتحدة الأميركية وتأثيرها على المنطقة. 

المعارضة السورية

وشدد كيلو على أن المعارضة السورية بحاجة إلى حامل اجتماعي وسياسي وعسكري مقاوم للنخبة السياسية، التي تعتقد أنها تمثل الشعب السوري، كما أن المعارضة بحاجة لبرنامج واستراتيجية سياسية واضحة المعالم، تتضمن فكرة التفاوض، كما يجب أن تمتلك خطة للتفاوض، مشيراً أن "معاذ الخطيب"، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، لم يقدم خطة تفاوض، تستند على الحامل الاجتماعي، ما جعلها تبدو كما لو أنها جهد فردي من شخصه، معزول إلى حدّ ما، الأمر الذي هيج بعض أطراف المعارضة المستفيدة من استمرار الأزمة، الذين هم كثر في داخل المعارضة، كما أن "الخطيب"، لم يقدم مبادرة، بل قدّم اقتراحاً من بندين، سحب أحدهما فيما بعد.

واعتبر كيلو أن الائتلاف لا يمتلك زخماً على الأرض، في العملية السياسية الجارية في سوريا، وأن "صناعته" جاءت لتنحية المعارضة، ولتأخذ القوى الأجنبية زمام المبادرة، في العملية السياسية السورية، واصفاً خطوة "الخطيب" بالايجابية، لأنها أعادت للإئتلاف زمام المبادرة، كما أن تلك الخطوة قد تفضي إلى نقل المعادلة السورية باتجاه الخطط السياسية والحامل، إذا تم استغلالها بشكل صحيح.

تجربة المنبر الديمقراطي

وتطرق كيلو، إلى تجربة المنبر الديمقراطي السوري، الذي يترأسه، واصفاً تلك التجربة بأنها نجحت من الجانب السياسي، لكنها شبه فاشلة من الناحية التنظيمية، وأن فكرة المنبر الديمقراطي السوري، تتلخص بدخول الإنسان السوري إليه كشخص حر، خاصة وأن المنبر لا يخضع إلى مرجعية سياسية، بل يعمل من أجل بناء توافقات عامة ملزمة للجميع، تتم بإطار مشتركات وطنية، ويبقى العضو في المنبر طالما شعر أنه عضو فعال فيه، كما أن المنبر لا يعتبر تنظيماً سياسياً، بل عبارة عن حالة تفاعلية، قائمة على مبادرة ذاتية فردية، في إطارٍ حر غير محدد الحواف أو مؤطّرٌ بقيادة، تفرض أراء وتصرفات محددة، مشيراً إلى أن المنبر يشهد في هذه الآونة عملية إعادة هيكلة، بعد المشاكل التي واجهته، لتطويره تنظيمياً، ولخلق مرجعيات توافقية، تعتمد أيضاً على المبادرات الذاتية والفردية للأعضاء، وذلك لبنائه من القاعدة إلى القمة، بعكس نموذج البناء والهيكلية الحزبية التي تبنى من القمة النخبوية باتجاه القاعدة.

وأضاف كيلو، أن المنبر حظي بسمعة طيبة في الداخل السوري سياسياً، إضافة إلى النفوذ الذي حصل عليه، بسبب الفراغ السياسي القائم، وفشل المجلس الوطني، وتعسر الإئتلاف، أو بسبب السياسات الصحيحة التي انتهجها المنبر في معظم القضايا.

جبهة النصرة لا تشكل عقبة

وكشف  "كيلو" عن أن مجموعة تابعة لكتيبة غرباء الشام، وأحفاد الرسول وأحفاد عائشة، وجبهة النصرة، استقبلته في مدينة "رأس العين" شمال سوريا، عند زيارته الأخيرة إليها، بمودة كبيرة، وأبدت له كل الاحترام والتقدير، وشكرته على جهوده في حل الأزمة مع المليشيات الكردية، منوهاً إلى أن جبهة النصرة لا تشكل تهديداً على الساحة السياسية في سوريا، وأن الولايات المتحدة الأميركية تعمل على إخافة السوريين من جبهة النصرة، التي لا تشكل أصلاً سوى 7 أو 8 بالمائة من عداد الجيش الحر، مشيراً أنه تحدث مع تلك المجموعات بمنتهى الوضوح، منوهاً إلى تبعات فوضى محتملة قد تجر إليها البلاد، نتيجة الاستقطابات الطائفية والعرقية، بين مختلف مكونات الشعب السوري، مؤكّداً أن جبهة النصرة وغيرها من الجماعات التي قد توصف بالأصولية، أبدت تعاونها معه من أجل خفض وتيرة التوتر، التي شهدتها منطقة رأس العين في الآونة الأخيرة، نتيجة توريط تلك المجموعات من قبل بعض القوى السياسية.

اتفاق "رأس العين"

وأضاف "كيلو"، أن استمرار الاقتتال في سوريا، يشكل استنزافاً لقوى الثورة، وأن اتفاقاً عقد بين الجيش السوري الحر والقوى الكردية، يضم 12 بنداً، توصل إليه الفرقاء قبل ثلاثة أيام وسيوقع اليوم، ويتمحور على عدم اللجوء إلى السلاح، في حال فشل الأطراف في التوصل إلى حلولٍ سياسية، ما يمنح الاتفاق أهمية خاصّة، مشيراً أن الاتفاق تضمن كيفية إدارة المناطق "المحررة" وإدارة أمنها، وذلك من خلال مجالس يتوافق عليها السكان، إضافة إلى التعهد بوحدة الشعب والدولة.  

مشيراً أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، والذي يعتبر امتداداً لمنظمة بي كا كا الإرهابية، يمر الآن بمرحلة صعبة، لأن هنالك قناعة تشكلت لديهم، أن الثورة ستنتصر، كما أنهم بدأوا بعد اتفاق رأس العين، بالقتال إلى جانب الجيش الحر، ضد قوات النظام، ووقعوا في الاتفاق، المبرم في رأس العين، على بند يحتم عليهم القتال إلى جانب الجيش الحر، لاسقاط النظام، مؤكّداً أن مواقف حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا تبدلت، لأنه أدرك تغير موازين القوى في سوريا.

وتابع كيلو، أن الأكراد بشكل عام يطالبون بحقوق ديمقراطية وثقافية، كما أن من حقهم أن يكون لديهم إدارة ذاتية، لافتاً أن الأكراد سيقعون في مأزق إذا ما طالبوا بالإنفصال عن سوريا.     

الديمقراطيون السوريون

وأكّد "كيلو"، أن على الديمقراطيين السوريين الإتحاد، عن طريق تأسيس حزب أو تيار ديمقراطي، يسعى بالوصول إلى خلاص سوريا، في ظل وحدة القوى الديمقراطية، التي تعيش في هذه الآونة مرحلة من الشتات، وأن الديمقراطيين يمتلكون الوسائل والأدوات والشخصيات التي ستمكنهم من الفوز بالانتخابات والتغلب على القوى الإسلامية، في حال تأسيس نظام انتخابي حر في سوريا، لأن خيار الشارع السوري هو الديمقراطية، وليس الدولة الإسلامية، وأنه يعمل مع الكاتب والمفكر السوري "عمر كوش" على تحقيق ذلك، منوهاً أن جبهة النصرة وما يرتبط بها من جماعات توصف بالأصولية، ستتمكن من امتصاص جميع التيارات الإسلامية الموجودة على الساحة السورية، مشدداً أن الديمقراطية تشكل مفتاح حل أي أزمة قومية محتملة قد تشهدها سوريا ما بعد سقوط النظام.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın