archive, الدول العربية

فقهاء : "الوصايا" النبوية ليست بديلا للطب الحديث

بعد مطالبة أحد العلماء بمصر بـضرورة "العودة للطب النبوي"

20.09.2012 - محدث : 20.09.2012
فقهاء :  "الوصايا" النبوية ليست بديلا للطب الحديث

صبحي مجاهد

القاهرة - الأناضول

"الطب النبوي".. مصطلح صار شائع الاستخدام في العصر الحالي، بل وأصبح هناك متخصصون في هذا المجال، ولا يعترفون بما يسمى بـ"الطب الحديث".

هذا الوضع حذر منه عدد من كبار الفقهاء وعلماء الدين في مصر، وذلك في تعليق لهم على مطالبة أحد العلماء في مصر مؤخرا بـضرورة "العودة للطب النبوي".

وفي تصريحات خاصة لمراسل وكالة "الأناضول" للأنباء، أكدوا أن النبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - "بعث نبياً لا طبيباً"، وما جاء به من وصايا في هذا الإطار هي من باب "العناية بصحة الإنسان وفق ثقافة وعلم البيئة الزمانية والمكانية آنذاك، وليس بديلاً عن اللجوء للمختصين في مجال الطب الحديث.

وقال مفتي مصر علي جمعة إن "ذكر وصايا معينة للتداوي في بعض أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تحوله إلى علم يطلق عليه الطب النبوي، وتضعه في مواجهة الطب الحديث".

وحذر جمعة - في تصريحات خاصة لمراسل وكالة "الأناضول" للأنباء - من "الفهم المغلوط لبعض الأحاديث النبوية"، وذكر منها قوله صلي الله عليه وسلم: "الحبة السوداء شفاء لكل داء"، وقوله أيضاً: "الشفاء في ثلاثة؛ في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار وأنا أنهي أمتي عن الكي". وقال في هذا الصدد: "هذا تشخيص لواقع معين في زمن معين وظروف معينة، قد تصلح مع حالات ولا تصلح مع الأخرى، وليست من باب التشريع الذي يصلح لكل زمان ومكان".

من جانبها، قالت آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن "النبي - صلى الله عليه وسلم - هو أول من احترم التخصص وأمر الناس بالتداوي،  فكان لرفيدة الأسلمية - أول طبيبة  في الإسلام - خيمة في المسجد، وترافقه صلى الله عليه وسلم في المعارك والغزوات.

وأوضحت أما ما يطلق عليه البعض الآن مسمى الطب النبوي فإنه خطأ شائع، لأنه لا يوجد ما يسمى بطب نبوي وآخر غير نبوي، وإنما وصايا من النبي - صلى الله عليه وسلم - انطلاقاً من ثقافة الزمان والمكان آنذاك".

وفي تصريحات خاصة للأناضول، استشهدت على صحة ما تقول بالحديث النبوي الذي جاء فيه: "عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تتداووا بالحرام".

أما الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، علي عبد الباقي، أبدى رأيه في هذه القضية قائلا: "من غير المقبول على الإطلاق التعامل مع بعض وصايا النبي (ص) في مجال العناية بالصحة على أنها سنة يجب اتباعها، ويكتب في ذلك غير المختصين مؤصلين لأثارها الطبية التي تصلح لكل الأمراض المعاصرة والقديمة والمستقبلية، تحت مسمى الطب النبوي".

وأشار إلى أن "إدارة البحوث والنشر بمجمع البحوث الإسلامية اتخذت قراراً منذ عام 2009م برفض أي كتاب أو مصنف يتناول هذه المواد (التي تتعلق بوصايا النبي في مجال العناية بالصحة)، فإنها تكرس التواكل والاستهانة بقيمة العلم والتخصص، وهو ما لا يتوافق إطلاقاً مع سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومقاصد الشريعة".

وكان عدد من علماء الدين في مصر قد أصدروا فتاوى حول قضية ما يعرف بـ"التداوي بالطب النبوي" بعد اتساع دائرة المدعين بالقدرة على المداواة بهذا النوع من الطب، والذين لا يعترف الكثير منهم بالطب الحديث.

فقد سبق أن أكد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في فتوى له حول هذه القضية أنه "لا يمكن أن نطلق على تلك التوجيهات النبوية اسم علم؛ لأنها توجيهات وإرشادات فقط من باب الرأي، وليست وحياً"، محذراً من اللجوء للكتب التي تتناول هذا الموضوع دون الرجوع لمتخصصين.

وشدد القرضاوي على أن "النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث طبيبا، لكنه اهتم بكل ما يتعلق بصحة الإنسان حينما قال لأحد صحابته إن لبدنك عليك حق، ودعا المسلمين إلى التداوي والاستشفاء وليس مجرد التواكل".

وفي مقابلة تليفزيونية الأحد الماضي مع فضائية "دريم" المصرية الخاصة، طالب زغلول النجار، رئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر، بـ"العودة للطب النبوي؛ لأنه ثابت وصحيح ومن ينكره لا يقدر قيمة العلم في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم"، على حد قوله، مضيفاً أن "الأحاديث الطبية حقيقة علمية".

 

 

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın