archive, الدول العربية

عائلة سورية فرّت من الموت في بلادها فتمنته بلبنان

ما أن دخلت عائلة "باكير" السورية إلى لبنان هاربة من الجحيم في بلادها حتى ظنت أنها نجت من الموت، لكنها اصطدمت بأوضاع مأساوية جعلتها تتمنى الموت.

23.04.2013 - محدث : 23.04.2013
عائلة سورية فرّت من الموت في بلادها فتمنته بلبنان

بلال صالح
عكار (شمال لبنان) – الأناضول
ما أن دخلت عائلة "باكير" السورية إلى لبنان هاربة من الجحيم في بلادها حتى ظنت أنها نجت من الموت، لكنها اصطدمت بأوضاع مأساوية جعلتها تتمنى الموت.

فالأسرة، القادمة من "بابا عمرو" بحمص (شمال سوريا)، لم تجد بديلا عن الفرار بعد أن خرقت قذائف نظام بشار الأسد منزلهم وأدت الى إصابة الوالد واثنتين من بناته بشظايا في أرجلهم ما أفقد البنتين القدرة على السير بطريقة طبيعية.

غير أن الحال في لبنان لم يكن أفضل كثيرا كما حلموا، ورغم مرور عشرة أيام على وصول العائلة، المكونة من 11 فردا، بقوا بلا طعام أو غطاء أو دواء ما دفعهم إلى تمني لو أن أنهم ماتوا في بلادهم.

يحبس أفراد العائلة دموعهم أمام الكاميرا، وهم يتحدثون لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، ويقول الوالد "نحن أبناء عز ولا نريد إحسانا من أحد .. لا يهمنا أن تبقى بطوننا فارغة، ولا نكترث لانعدام المياه والكهرباء، ما نريده هو الرعاية الطبية كي لا تتفاقم الأوضاع بدرجة لا تمكننا من السير مجددا".

يقطن أفراد العائلة في مستودع (مخزن) ببلدة التليل في منطقة عكار (شمال لبنان)، حيث يجلس الوالد المصاب مع ابنتيه سناء وإسراء يتوكؤون على النقالة التي حصلوا عليها في مستشفى الميداني في حمص التي خضعوا فيها لإسعافات أولية تمهيدا لإجراء الجراحات اللازمة في لبنان.

لكن يبقى أكثر ما يحزن الأب حاجة ابنتيه لإجراء جراحتين عاجلتين لتتمكنا من السير مجددا بطريقة طبيعية، وبمرور الوقت تتضاءل آمال الأسرة في ظل تواضع الرعاية الحكومية والدولية للنازحين بلبنان، لا سيما بعد أن قلصت مفوضية شؤون اللاجئين نسبة تحملها نفقات علاج النازحين، وقصرها على الحالات الطارئة للغاية فقط.

"عانينا الأمرين حتى تمكنا من الوصول الى لبنان، ولم نتخيل أننا سنكون فريسة سهلة لمن يدعون حرصهم على متابعة أمور النازحين"، يقول الوالد محمد شعلان باكير (60 عاما).

ويضيف: "كنا نملك مبلغا صغيرا من المال سددناه مقابل المستودع الذي نقطنه، ونحن لا نريد شيئا الا إجراء العمليات الجراحية لابنتيّ لكي تتمكنا من السير مجددا".

أما سناء (20 عاما) فتقول: " لا نريد أي مساعدة مادية من أحد .. أريد فقط إجراء العملية الجراحية لأن الألم شديد فالشظية أدت الى تهتك الشرايين، وكسر العظم".

شقيقتها الأصغر إسراء (18 عاما) تمالكت دموعها عند سؤالها عن وضعها الصحي، وقالت "لو أننا ما زلنا في سوريا لما حصل لنا هذا، لا نملك ما نأكله، لقد أكلنا طحينة وسكر هذا اليوم، ولكن ذلك غير مهم .. المهم توفير الرعاية الطبية".

ويعاني أكثر من 428 ألف نازح سوري في لبنان مسجّل لدى مفوضية شؤون اللاجئين من أوضاع صحية واجتماعية ومعيشية صعبة، خاصة بعد أن قلصت المؤسسات الدولية مساعداتها رغم الأوضاع الصحية الصعبة للنازحين.

وتقدر أرقام غير رسمية أعداد السوريين في لبنان بأكثر من مليون شخص، بعضهم كان يقيم في البلاد قبل الأزمة السورية، وأغلبهم نزح عقب الأزمة.

وقالت دانا سليمان، الناطقة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، مؤخرا إن المفوضية بدأت في خفض قيمة المساعدات الصحية التي تقدمها للاجئين السوريين في لبنان بنسبة 10% بسبب نقص التمويل الذي تعاني منه.

وفي تصريحات سابقة لمراسل الأناضول، لفتت سليمان إلى إمكانية بحث تخفيضات أخرى في باقي مجالات إغاثة اللاجئين "إذا لم يتم توفير الموارد المالية اللازمة".

وطالب لبنان في أكثر من مناسبة المجتمع الدولي إلى تقاسم أعباء النازحين السوريين بعد أن قال إن أعدادهم تخطت قدرته على استيعابهم.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın