archive, الدول العربية

"صلاح الدين".. كتاب يكشف عن "الإنسان" داخل محرِّر القدس

رغم كثرة الكتب التي تناولت بطولات القائد التاريخي "صلاح الدين الأيوبي" في عدد كبير من اللغات، إلا أن كتاب "صلاح الدين.. وإعادة إحياء المذهب السني" تناول الشخصية من زاوية جديدة حيث رسم الصورة الإنسانية له.

18.04.2013 - محدث : 18.04.2013
"صلاح الدين".. كتاب يكشف عن "الإنسان" داخل محرِّر القدس

كوثر الخولي
القاهرة- الأناضول
رغم كثرة الكتب التي تناولت بطولات القائد التاريخي "صلاح الدين الأيوبي" في عدد كبير من اللغات، وعلى مر الأزمنة، إلا أن كتاب "صلاح الدين.. وإعادة إحياء المذهب السني" تناول الشخصية من زاوية جديدة حيث رسم الصورة الإنسانية له حينما يبكي ويخاف ويتوتر وينفعل، كما يقتل في الحروب.

ويكشف الكتاب عن الجوانب الإنسانية غير الشائعة في حياة الناصر أبو المظفر يوسف بن أيوب الملقب بـ"صلاح الدين الأيوبي" (1138 – 1193)، كما يركز الكتاب أيضاً على قصة قوة الفكرة، وكيف يمكن أن تكون ملهمة ومؤثرة، في حين ركزت كتب أخرى عن قصة حياته المعروفة؛ منذ وصوله إلى الحكم في مصر، وتحرير القدس، وحروبه المنهكة مع ريتشارد الأول ملك إنجلترا.

ويقول الكاتب "عبد الرحمن عزام"، في كتابه، إن حياة صلاح الدين حفلت بالتناقضات؛ فقد اشتهر بسبب طرده للصليبيين من القدس عام 1187م، وصار أقوى رجل في الدولة الإسلامية، ولكنه على الرغم من ذلك مات مفلسًا دون أن يترك المال الكافي لشراء كفنه.

وقدَّم "عزام" في كتابه صلاح الدين في ذروة انتصاره وتألقه، كما صوره وهو في الدرك الأسفل من إحباطه، كما قدم لنا صلاح الدين الابن المطيع لوالده الذي يطلب مشورته ورأيه، والزوج المحب الذي يخفون عنه نبأ وفاة زوجته حتى لا يتأثر بموت المرأة التي أحبها، والأب بكل ما يتصف به من عطف ومهابة ومن قوة في تربية أبنائه والإشفاق عليهم.

ويكشف الكاتب - الذي درس في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة - عن القصة الخلابة والمركبة لشخصية صلاح الدين الحقيقية ليضعه في سياق تاريخي، خلفية هذا السياق إحياء المذهب السني في القرن الحادي عشر، والذي شكل نهضة فكرية كاسحة كفلت في النهاية تغيير كل مجالات الفكر الإسلامي.

كما يتحدث "عزام" في كتابه عن صلاح الدين الإنسان، الذي لم يكن مجرد قائد عسكري بارز فقط، بل قائدًا ذا عظمة فعلية تكمن أيضاً في رؤيته السياسية والروحية.

والكتاب مترجم عن اللغة الإنجليزية وقام بترجمته المؤرخ والمترجم المصري قاسم عبده قاسم، وصدرت الطبعة العربية الثانية في 2013، والتي تضمنت 15 فصلاً، في 320 صفحة من القطع المتوسط عن دار "بلومزبري" التابعة لمؤسسة قطر بالدوحة.

ويتناول المؤلف من خلال كتابه فكرة "الإحياء السني"، وهي الفكرة التي بدأت تتأصل وتزدهر في القرن السابق مع ميلاد صلاح الدين، وقد انتشرت بسرعة عبر العالم الإسلامي، من بغداد إلى دمشق، ومن دمشق إلى القاهرة، وأخيراً من القاهرة إلى القدس، ويرجع الفضل في ذلك – من وجهة نظر الكاتب - لصلاح الدين وما حققه من انتصارات.

ويقول عزام في كتابه: "لقد كان صلاح الدين ابن الإحياء السني حقاً، وكانت مبادئ هذا الإحياء أكثر تأثيراً في معتقداته وأفعاله من أي شيء آخر، ويمكن أن نصل إلى حد القول إننا لا يمكن أن نفهم صلاح الدين دون أن نفهم الإحياء السني أولاً".

ويقدم الكتاب صورة جديدة عن القائد الشهير، من بين صور تاريخية وأسطورية عديدة للسلطان الناصر صلاح الدين، حيث اختار المؤلف أن يطل على الأحداث السياسية والعسكرية والفكرية في ذلك العصر من نافذة صلاح الدين الأيوبي نفسه.

وصور المؤلف على امتداد صفحات كتابه، صلاح الدين الإنسان الحقيقي، الذي يبكي ويخاف ويتوتر وينفعل، ويغضب، ويقتل بيده، فاستطاع تقديم سيرته ليس منزوعًا عنها الصفة البشرية، قادرًا على الفصل بين الرجل والأسطورة.

ويعترف "عزام" أن محاولاته لنزع الأسطورة عن سيرة صلاح الدين واجهتها صعوبات جمة في سبيل تصحيح المعلومات، حيث يقول: "اكتشفت أن محاولاتي للتصحيح لم تكن محل قبول أو ترحيب من قبل كثيرين".

وفي تعقيب له على الكتاب، يقول المؤرخ ومترجم الكتاب قاسم عبده قاسم: "على الرغم من أن الكتب التي كتبت عن صلاح الدين، في عدد كبير من اللغات، وعلى مر الأزمنة، كثيرة بشكل يجعل إحصاءها مهمة شبه مستحيلة، إلا أن عزام استطاع التركيز على الجانب الشخصي في بطل كتابه، بحيث نُطل على الأحداث ونحن وقوف إلى جوار صلاح الدين في كل موقف من المواقف التي واجهها".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın