archive, archive, الدول العربية

تحرير "سجينات الفقر".. مبادرة أهلية مصرية

بعيدًا عن دور الدولة الغائب، جمعية أهلية تتطوّع لسداد ديونهن وإخراجهن من السجن

04.07.2012 - محدث : 04.07.2012
تحرير "سجينات الفقر".. مبادرة أهلية مصرية

كوثر الخولي

القاهرة- الأناضول

ألف دولار كانت كفيلة بحرمان "عدلية" ونساء كثيرات أخريات من أسرهنَّ وحريتهنَّ، وأحيانا أجمل سنين العمر، بعد أن تعثرنَّ عن سداد ثمن بضائع أساسية اشتروها بالتقسيط تحت ضغط الفقر.

 هذه المعاناة دفعت إحدى الجمعيات الأهلية – بعيدًا عن دور الدولة الاجتماعي الغائب - لتبني مبادرة باسم "سجينات الفقر" في أحد الأحياء الشعبية بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) لإطلاق سراح النساء اللواتي صدرت ضدهنَّ أحكامًا بالسجن من أجل مبالغ زهيدة.

 "عدلية"، واحدة من هؤلاء، وهي أم لثلاثة أطفال، تنقلت للعمل في مهن بسيطة لمساعدة والدتها، بائعة الخضراوات بمنطقة الجيزة، التي ازداد عليها المرض، وارتفع ثمن الأدوية فوق ما تجنيه من ربح زهيد.

 وبينما كان المرض يشتد على أم "عدلية"، كانت شقيقتها تسعى لتجهيز نفسها للزواج، وكان الدخل اليسير من تجارة الخضراوات مع ما تجنيه عدلية لا يكفى بأي حال من الأحوال لشراء جهاز شقيقتها.

 واضطرت "عدلية" إلى شراء أجهزة كهربائية بالتقسيط لتجهيز شقيقتها، وكتبت على نفسها إيصالات أمانة للتجار، على أن تسدد ما عليها من أموال بدخل والدتها ودخلها، وهنا حدثت أزمة أخرى، توفيت والدتها في حادث سيارة، فانقطع الجزء الأكبر من الدخل.

 تعثرت "عدلية" في سداد ديونها، وبدأ التجار في مطالبتها بأموالها، وهددوها باتخاذ إجراءات قانونية إذا لم تسدد، وبالفعل كان السجن نصيبها.

من حسن حظها أنها لم تمكث كثيرًا في السجن، فقد خرجت بمساعدة "جمعية رعاية أطفال السجينات"، بعد أن تم التنسيق في جلسة صلح مع الدائنين الذين استردوا كل المبالغ المالية المقدرة بـ7 آلاف جنيه (ألف و90 دولارًا أمريكيًا).

 وتقول الكاتبة الصحفية نوال مصطفى، رئيسة الجمعية لوكالة "الأناضول" للأنباء: "تركز مبادرة سجينات الفقر على الجرائم النسائية التي يلعب الفقر دورًا رئيسيًا في حدوثها"، مشيرة إلى أن غالبية النساء محبوسات في قضايا تتعلق بعجزهن عن السداد.

 وفي تقدير رئيسة الجمعية فإن هؤلاء "لا يعتبرنَّ مجرمات، وإنما تعذرنَّ في السداد، وهذه الفئة من النساء تقصدها الجمعية حاليا، وتنظر في أوراق 80 سجينة لمساعدتهنَّ في تسديد الديون".

 وتضيف: "اكتشفنا من خلال العمل مع السجينات أنهنَّ يفقدنَّ أحلى سنوات عمرهنَّ بسبب مبالغ قليلة نسبيا تدور حول 1000 دولار أمريكي".

 ومن جانبه، يقول عادل طلعت، المدير التنفيذي للجمعية، لـ"الأناضول" إن مبادرة "سجينات الفقر" نجحت في الحصول على الإفراج لأكثر من 100 سجينة بعد سداد ديونهنَّ بدعم من رجال الأعمال.

 لكنه نبَّه إلى أنه إن كانت الجمعية نجحت في حل مشكلة هؤلاء إلا أنها تتعثر أحيانا أو تأخذ وقتا في حل مشكلات أخريات، منهنَّ "ميرفت".

ويقول عنها طلعت إن ميرفت كان لها مشروع صغير لبيع الملابس في قريتها الصغيرة، وتعرضت منذ سنوات طويلة لمكيدة من أحد التجار الذي قدّم للمحكمة شيكا بمبلغ كبير يحمل توقيعها، فدفعت ميرفت 3 سنوات سجنًا من عمرها؛ ثمنًا لعجزها عن سداده.

ك خ/إب/حم

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın