archive, الدول العربية

بعد عامين على الثورة.. فنانو سوريا بين "العار" و"الشرف"

مع حلول الذكرى الثانية لاندلاع الثورة السورية، وارتفاع عدد القتلى، تتزايد حدة الانقسام حولها في صفوف الفنانين السوريين.

16.03.2013 - محدث : 16.03.2013
بعد عامين على الثورة.. فنانو سوريا بين "العار" و"الشرف"

آية الزعيم
بيروت - الأناضول
مع حلول الذكرى الثانية لاندلاع الثورة السورية التي بدأت منتصف مارس/ آذار 2011، وارتفاع عدد القتلى، تتزايد حدة الانقسام حولها في صفوف الفنانين السوريين؛ ما يعكس صورة مصغرة من الانقسام القائم داخل المجتمع السوري؛ بحسب مراقبين للشأن السوري.

الفنان السوري سامر المصري أو "أبو شهاب"، كما عرف في مسلسل "باب الحارة" الشهير، والذي اندرج اسمه ومنذ انطلاق الثورة السورية على "لوائح الشرف" (التي أصدرها بعض جهات المعارضة وضمت الأسماء المعارضة لنظام بشار الأسد)، توجه في حديث عبر الهاتف مع مراسلة وكالة الأناضول للأنباء باللوم على بعض الفنانين، خاصة هؤلاء الذين "جرحوا الشعب السوري وجمهورهم من أجل حاكم"، بحسب تعبيره.

وتابع المصري المقيم في دبي: "الحرية جديدة وطارئة على الكثيرين، وحتى من يطالب بها قد يسيء استخدامها، وهو ما يجب أن نعيه جميعا".

وعن الدراما السورية اليوم في ظل ما يحدث توقع المصري أنها "لن تُهزم ، حالها حال الشعب السوري العظيم، وستبقى الدراما العربية الأهم، ولو أنها (أي: الدراما السورية) في هذه الأيام تعاني من التشتت والضياع؛ بسبب االظروف القاسية التي تمر بها سوريا".

وفي الوقت نفسه شدد المصري على أن الفنان يجب أن "يحترم التباين الحاد في المواقف بين المؤيدين والمعارضين لنظام بشار الأسد؛ إذ أنه حتى ولو كان مؤيدا فلربما احتاجه هذا الشعب بكل أطيافه في يوم من الأيام من اجل ردم الهوة ودمل الجراح بين أبناء شعبه".

الفنانة السورية لمى إبراهيم، المقيمة في سوريا والمصنفة ضمن "قوائم العار" (التي تضم الأسماء المؤيدة لنظام الأسد)، أعربت من جانبها عن رفضها أن يبقى الفنان بمنأى عما يحصل في بلده؛ لأنه قبل كل شيء هو مواطن، ومن حقه أن يعبر عن رأيه الخاص، سواء كان معارضاً أم موالياً".

ومن وجه نظر إبراهيم ، فإن ما يحصل في سوريا تقف "وراءه بلدان كبيرة هي نفسها من أثارت الثورات في كل من مصر والعراق وليبيا في محاولة منها لخراب البلدان العربية عبر إطلاق الفتن".

وأضافت لمراسلة الأناضول عبر الهاتف إن ما تتعرض له سوريا اليوم كان له أثر إيجابي على الدراما السورية؛ إذ أن الأعمال الأخيرة تتناول ما تعانيه سوريا ضمن منحى اجتماعي بحت.

وتوقعت أن الدراما "ستبقى الرقم واحد على الرغم من الأوضاع والضغوط الخارجية التي تتعرض لها سوريا".

وفيما نفت إبراهيم تعرض بعض الفنانين السوريين المؤيدين للثورة لبعض الضغوط من قبل قوات النظام، أشارت إلى أن حوالي الـ 60% من الفنانين أصبحوا خارج سوريا.

أما المخرج السوري، محمد بايزيد، الذي يتنقل بين عدد من الدول فعبر بوضوح عن مواقفه المؤيدة للثورة السورية، قائلا: "ما يحدث اليوم هو نتيجة رياح الثورات العربية التي حركت الجمر المدفون تحت الرماد منذ 40 عاماً في سوريا فاشتعل الأمر الذي كان لابد منه."

وفي تصريحات لمراسلة الأناضول عبر الهاتف، أشار بايزيد إلى أنه لم يتفاجأ بما وصفه بـ "وحشية النظام وإجرام الظالم"، باعتبار أن "من قتل 40 ألف سوري في مدينة حماة في أقل من 3 أسابيع لن يصعب عليه تكرار ذلك"، في إشارة إلى ما يتردد عن ارتكاب نظام الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار الأسد، لأعمال عنف في مدينة حماة في ثمانينات القرن الماضي أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى.

وعن صناعة الدراما السورية قال بايزيد إنها "في أضعف أحوالها حاليا؛ لأنها مثلها مثل أي صناعة أخرى تحتاج إلى بيئة آمنة لتزدهر".

وبسخرية لاذعة، رأى بايزيد أنه من أراد أن يكون محايدا بمواقفه فعليه أولا التخلص من عدة خصال وهي: "الشرف والضمير والصدق والرحمة، وبعدها لن يبقى الكثير من الإنسانية بداخلنا".

أما من يوالي النظام فاستبعد بايزيد تعرضه لأي ضغوط من المعارضة السورية باستثناء من حمل السلاح فعلاً منهم ضد الثوار.

وقام بايزيد خلال العامين الماضيين بإنجاز عشرات الإعلانات والحملات والأفلام القصيرة لدعم الثورة ودعم جهود الإغاثة وكذلك دعم الجيش الحر، ويعمل حالياً على حملة جديدة لتوحيد كلمة الشعب السوري.

ومنذ اندلاع الأزمة في سوريا، قبل نحو عامين، نشر المعارضون على صفحات التواصل الاجتماعي على الإنترنت ما أسموها بـ "قوائم العار"، التي تضم الفنانين المؤيدين للنظام السوري، و"قوائم الشرف"، التي تضم المعارضين للنظام.

وهذه القوائم تطول يوما بعد يوم، خاصة مع مغادرة عدد كبير من الفنانيين سوريا إلى لبنان ودول الخليج؛ ما يتيح لهم فرصة أكبر للتعبير عن مواقفهم مما يجري في بلدهم.

وضمت "لائحة العار" عدد من أبرز الفنانين السوريين، وعلى رأسهم: دريد لحام، سلمى المصري، جورج وسوف، زهير رمضان، عباس النوري، وفاء موصللي، سلاف فواخرجي، سيف الدين سبيعي، أيمن رضا، باسم ياخور، وائل رمضان، أيمن زيدان، باسل خياط، وائل شرف.

أما "لائحة الشرف" الداعمة للثورة السورية فضمت على رأسها: جمال سليمان، منى واصف، كندا علوش، أصالة نصري، مي سكاف، سامر المصري، مكسيم خليل، محمد آل رشي.

ولم يسلم بعض الفنانين الذين أعربوا عن مواقفهم السياسية من المضايقات، وصل بعضها لحد القتل، إذ أثار خبر مقتل الفنان الكوميدي، ياسين بقوش، المعارض للنظام، بعد استهداف سيارته في حي العسالي بدمشق جدلاً واسعا؛ نظرا لشعبيته الواسعة.

وطرد أهالي منطقة القلمون بشمال لبنان، الشهر الماضي، الفنانين السوريين دريد لحام المشهور بـ"غوار الطوشي"، ومصطفى الخاني المشهور بـ"النمس" من إحدى الفيلات الفخمة أثناء تصوير مشاهد تمثيلية في المنطقة لمواقفهما الداعمة للنظام.

وبدأت الاحتجاجات الشعبية في سوريا في مارس/ آذار 2011 للمطالبة بالحريات السياسية، ومع استخدام النظام للعنف ضد المتظاهرين وسقوط قتلى تصاعدت مطالبها إلى إسقاط النظام السوري، وأدت المواجهات بين الجانبين لسقوط عشرات الآلاف من القتلى، ومئات الآلاف من اللاجئين الذي فروا من دائرة العنف إلى دول الجوار.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın