archive, الدول العربية

"الألتراس" في مصر.. من مدرجات الملاعب إلى حلبة السياسة

روابط مشجعي كرة القدم في مصر صارت لاعبًا بارزًا في غالبية المشاهد السياسية التي توالت على مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

25.02.2013 - محدث : 25.02.2013
"الألتراس" في مصر.. من مدرجات الملاعب إلى حلبة السياسة

إيمان عبد المنعم- عبد الرحمن فتحي
القاهرة- الأناضول
من مدرجات الملاعب إلى حلبة السياسة، انتقل تأثير روابط مشجعي كرة القدم المعروفة بالـ "ألتراس" في مصر بعد ثورة 25 يناير.

ودفع حضورها الواسع في الساحة السياسية قوى سياسية إلى تكوين روابط شبيهة تنتسب لأحزاب وحركات سياسية كـ"ألتراس نهضاوي"، و"ألتراس النور"، و"ألتراس حازمون".

روابط مشجعي الكرة التي اختارت لنفسها الاسم اللاتيني "ألتراس" وتعني (الشيء الإضافي أو الزائد عن الحد)، برزت في مصر منذ عام 2007 كظاهرة رياضية، أثارت قلق قوات الأمن المسئولة عن تأمين الملاعب، بسبب تنظيمها الشديد وأعدادها الكبيرة، وطريقتها الانفعالية في التشجيع، والتي قد تتسبب في إثارة شغب في المباريات أحيانا.

وفيما كان أول حضور سياسي بارز لروابط الألتراس فيما عرف بجمعة الغضب 28 يناير 2011، كان آخر تفاعلاتها السياسية مشاركة "ألتراس مصراوي" الذي يشجع النادي المحلي بمدينة بورسعيد (شمال شرق) في تنظيم وتفعيل العصيان المدني الذى تشهده المدينة منذ أيام، للمطالبة بأمور تتعلق بحقوق أكثر من 40 قتيل سقطوا خلال أحداث العنف الاحتجاجي بالمدينة الشهر الماضي.

كما دخل "ألتراس" النادي الأهلي في مفاوضات مع مؤسسة الرئاسة العام الماضي لوقف تظاهراته المطالبة بالقصاص لنحو 74 من مشجعي النادي قتلوا في فبراير/ شباط الماضي خلال مباراة مع النادي المصري بـ"استاد بورسعيد"، ولكي يسمحوا باستئناف الدوري المصري لكرة القدم الذي توقف منذ الحادثة.

وتتراوح أعمار المنتسبين إلى مجموعات الـ"ألتراس" ما بين 14 إلى 30 عاما، تجمعهم مبادئ وأفكار ثابتة من الولاء الشديد للنادي ودعمه بكل قوة، ولهم أدواتهم الخاصة للتشجيع، مثل الأعلام والدفوف والشماريخ (الألعاب النارية) واللافتات والأناشيد الخاصة.

وبحسب مراقبين فإن النظام السابق برئاسصة حسني مبارك سعى لاستغلال الألتراس في إكساب مباريات كرة القدم سخونة واهتماما شعبيا لإلهاء المصريين عن متابعة أداءه السياسي.

وعلى مدار عامين من ثورة يناير، شاركت مجموعات الألتراس في العديد من المليونيات، أبرزها مليونية 9 سبتمبر/أيلول التي انتهت باقتحام مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة، كما كان لها دور بارز في أحداث محمد محمود الأولى (وسط القاهرة) في نوفمبر/ تشرين ثاني 2011، التي شهدت مواجهات بين الشرطة ومحتجين أسفرت عن مقتل العشرات، بينهم محمد مصطفي عضو التراس أهلاوي.

وفي دراسة حديثة، تحت عنوان "التوجهات السياسية لجمهور كرة القدم في مصر"، رأى الباحث السياسي بجامعة القاهرة محمود علي أن "تحركات الألتراس التي يمكن توصيفها بالسياسية، جاءت نتاج صفقة عقدها الألتراس مع بعض الأحزاب الجديدة بهدف إشاعة المزيد من الفوضى والتوتر الأمني، في مقابل تحمل تلك الأحزاب لجميع نفقاتهم"، وهو ما تنفيه مجموعات الألتراس.

من جانبها ذهبت أمل حماده أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن "عداء الألتراس لقوات الأمن يظهرهم في صورة المخلص للجماهير، في مواجهة غير متكافئة مع قوات الأمن، خاصة في التظاهرات، وزاد الأمر سواء بعد مذبحة بورسعيد وتورط بعض قيادات الأمن فيها"، في إشارة إلى اتهام 5 قيادات أمنية في القضية التي لازال القضاء ينظرها.

وتابعت في دراسة حديثة لها عن المشاركة السياسية للألتراس "هناك حالات يقترب فيها الألتراس من القوى السياسية التقليدية والتيارات الدينية، التي لا ترغب في معظم الحالات في إعادة رسم العلاقة بين الشارع والدولة، بل تهدف إلى مجرد تهذيب الشكل القديم للعلاقة بينهما".

أحمد إدريس عضو "ألتراس" النادي الأهلي قال لمراسلة الأناضول إنهم يتحركون خارج المدرجات، "من أجل المصلحة الوطنية وحقوق أبناء مصر".

وأضاف "نحن لا نعرف سياسة، لكن نحب وطننا، وليس لنا أي انتماءات سياسية، ونرفض الجبهة (جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة) كما نرفض حكم الإخوان"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي كان الرئيس المصري محمد مرسي أحد قياداتها البارزة قبل توليه سدة الحكم منتصف العام الماضي.

وأشار إلى أن "الألتراس يشاركون في المظاهرات لأنهم جزء من الشعب المصري، وتظاهراتنا الأخيرة كانت من أجل تحقيق القصاص لزملائنا الذين قتلوا في مذبحة بورسعيد"، والتي قضت محكمة مصرية بتحويل أوراق 21 من المتهمين فيها إلى المفتي تمهيدا لإعدامهم الشهر الماضي.

وردا على اتهامهم بـ"التحالف مع السلطة" عقب اعتداء بعضهم على عدد من المتظاهرين رددوا هتافات مناهضة لمرسي منذ ايام قال إدريس "مظاهراتنا أمام دار الدفاع كانت تهدف للمطالبة بالقصاص لأخوتنا، ورفضنا أن يردد أفراد الألتراس هتافات لا يعرفون الهدف منها" مشدد أن "كل القوي السياسية تاجرت بالقصاص لشهداء الألتراس".

ونفي "التعاون مع أي من مجموعات الألتراس التي تحمل مسميات الأحزاب" مؤكدا أن هذه المسميات "نوع من الابتزاز".

في سياق متصل ظهر ما يعرف بـ"ألتراس نهضاوي" في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، خلال مؤتمر دعائي لمحمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة آنذاك.

وأوضح أحمد عمار منسق "التراس نهضاوي" لمراسل الأناضول "الفكرة جاءت لاستقطاب فئات شبابية غير مسيسة من خلال تشكيل رابطة لتشجيع مشروع النهضة ومرشح جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات الماضية".

وأشار إلى أن "تلك المجموعة ستنتقل قريبا من مربع دعم مشروع الإخوان، إلى نطاق العمل السياسي والاجتماعي، عبر دعم أداء إيجابي في التشجيع، يتناسب مع الأخلاقيات وفي إطار منافسة شريفة".

ونوه إلى أن "هناك العديد من المنتسبين للألتراس النهضاوي ممن ينتمون بالفعل لروابط تشجيع بعض الأندية المصرية كناديي الأهلي والزمالك"، أكبر الأندية المصرية، "وهناك من هم قيادات في تلك الروابط".

وعلي الغرار ذاته شكل مؤيدو المرشح الرئاسي المستبعد حازم أبو اسماعيل، مجموعة "التراس النور" و "ألتراس حازمون"، وكذلك شكل مؤيدو كل من المرشحين حمدين صباحي وعبد المنعم أبوالفتوح روابط مماثلة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın