تركيا, الدول العربية, سوريا

أردوغان: انتهت صلاحية تنظيم "بي كي كي" الإرهابي وأذرعه

** الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: سنثبت أن وقت تحييد التنظيمات الإرهابية قد حان

Baybars Can  | 20.12.2024 - محدث : 20.12.2024
أردوغان: انتهت صلاحية تنظيم "بي كي كي" الإرهابي وأذرعه

Ankara

أنقرة/ الأناضول

** الرئيس التركي رجب طيب أردوغان:
- سنثبت أن وقت تحييد التنظيمات الإرهابية قد حان
- نعتقد عدم وجود قوة ترغب بمواصلة التعامل مع التنظيمات الإرهابية في سوريا
- سيبقى تنظيم "بي كي كي/واي بي جي" وحيدا ولن يكون له مستقبل في سوريا
- الإعدامات خارج نطاق القانون من أكثر الصور بشاعة لنظام البعث في سوريا
- سنفعل ما بوسعنا لمحاسبة نظام الأسد أمام القانون الدولي
- سنساعد السوريين في بناء دولة جديدة في إطار عقد اجتماعي جديد

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن صلاحية تنظيم "بي كي كي" الإرهابي وأذرعه انتهت، وإن بيئة الأمن التي ستنشأ بسوريا ستمنع التنظيمات الإرهابية من تجنيد مزيد من العناصر.

وفي حديثه للصحفيين الخميس على متن الطائرة أثناء عودته من مصر، أضاف الرئيس أردوغان: "سنثبت أن وقت تحييد التنظيمات الإرهابية في سوريا قد حان، حتى لا يطالنا أي تهديد من حدودنا الجنوبية".

وأكد الرئيس التركي أن التطورات في سوريا كانت المحور الرئيسي لقمة منظمة الدول الثماني في القاهرة، الخميس.

وأشار إلى بدء حقبة جديدة في سوريا مع انتهاء 13 عامًا من الصراعات و61 عامًا من ظلم حزب البعث.

وأعرب الرئيس أردوغان، عن اعتقاده بعدم وجود قوة ترغب في مواصلة التعامل مع التنظيمات الإرهابية في سوريا.

وأكد أن تنظيم "بي كي كي/واي بي جي" الإرهابي سيبقى وحيدا ولن يكون له مستقبل في سوريا لأن "هدفه الوحيد هو خدمة الجهات التي تدعمه".

- فيدان سيتوجه إلى سوريا

وأشار أردوغان، إلى أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، سيتوجه قريبا إلى سوريا.

ولفت إلى أن رفع الحصار والقيود المفروضة على سوريا بسبب نظام الأسد سيكون مفيدا لتعافي البلاد.

وقال: "آمل أن تسمح التطورات الميدانية في الفترة المقبلة بالعودة الآمنة والطوعية لإخواننا السوريين الذين يتوقون لوطنهم".

- عقد اجتماعي جديد

وأكد أردوغان، على دعم تركيا للشعب السوري في إدارته للمرحلة الانتقالية بسهولة وتجنيبه أي حوادث في هذا المسار.

وأردف موضحا: "إخواننا في سوريا سيتخذون بأنفسهم قراراتهم بشأن مستقبلهم".

وأشار أردوغان، إلى أن تركيا تتواصل مع مسؤولي الإدارة الجديدة بسوريا وفي مقدمتهم زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع.

وأضاف: "كما تعلمون أرسلنا رئيس جهاز الاستخبارات (إبراهيم قالن) ووزير الخارجية" (إلى دمشق في وقت سابق إثر سقوط نظام الأسد).

ولفت الرئيس التركي إلى أنه إذا تمكنت سوريا من تأسيس كيان مستقر، فإنها ستحتل مكانة قوية جدا في العالم الإسلامي.

وقال إن "سوريا التي يزيد عدد سكانها اليوم عن 30 مليون نسمة لا يمكن تجاهلها".

واعتبر الرئيس التركي وجود بشار الأسد حاليا في روسيا دليلا على مدى أهمية التطورات الراهنة.

وتابع: "سنعمل على مساعدة السوريين في بناء هيكلية الدولة، وسنسعى لنقل خبراتنا إلى هناك، ومساعدة الإدارة السورية في بناء دولة جديدة في إطار عقد اجتماعي جديد".

وعن احتلال إسرائيل للأراضي السورية قال أردوغان:" تقع مسؤولية كبيرة على عاتق الولايات المتحدة والدول الغربية لوقف إسرائيل وينبغي الصدح بأعلى صوت أن احتلال الأراضي السورية غير مقبول".

واعتبر عدم إغلاق روسيا لسفارتها في دمشق مكسبا لسوريا.

وقال الرئيس التركي: "هناك فائدة في استمرار البعثات الدبلوماسية، من الأشياء التي أسعدتني جدا تطوير دول عديدة في العالم الإسلامي والغربي علاقاتها مع السيد الجولاني (أحمد الشرع) وهذا يُعد مؤشرا للثقة في الإدارة الجديدة".

وأردف : "بمشيئة الله، ستنهض سوريا في الفترة الجديدة بشكل مختلف تماما".

وقال الرئيس التركي: "أمنيتنا الصادقة هي رؤية سوريا تعيش فيها المجموعات العرقية والدينية المختلفة جنبا إلى جنب في سلام وتكون مصدر ثقة لجيرانها".

وأكد على أنه ولتحقيق هذه الغاية، لا بد من القضاء على تنظيمي "داعش" و"بي كي كي" وأذرعهما، التي تهدد بقاء سوريا.

- قمة القاهرة

ولفت أردوغان، إلى أنه أجرى محادثات خلال قمة القاهرة مع نظيريه المصري عبد الفتاح السيسي، والإيراني مسعود بزشكيان، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، إلى جانب رؤساء دول وحكومات آخرين شاركوا في القمة.

وأشار إلى أنه بحث معهم العلاقات التجارية والاقتصادية، بالإضافة إلى الوضع في غزة وسوريا.

وأشار الرئيس التركي إلى أن العالم التزم الصمت حيال انتهاك إسرائيل للقوانين الدولية في غزة، واحتلالها لأراضٍ لبنانية وسفكها للدماء، وأن سوريا اليوم عرضة للغطرسة الإسرائيلية.

وأضاف أردوغان: "القرار رقم 242 صادر عن مجلس الأمن الدولي في عام 1967، وهذا القرار يدين احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان، ويطالبها بالانسحاب منها"

ودعا الرئيس التركي المجتمع الدولي للتحرك من أجل تذكير إسرائيل بهذا القرار وتنفيذه.

وأكد أن أصواتا من الدول الغربية بدأت تتصاعد ضد احتلال إسرائيل.

وأردف أردوغان: "لو أن العالم وقف بأجمعه عندما ألقت إسرائيل أول قنبلة على المدنيين، لما كانت إسرائيل اليوم قادرة على احتلال الأراضي".

وتابع: "نحن كما لم نصمت منذ البداية فإننا اليوم أيضًا لم نصمت ولن نصمت ضد إسرائيل التي تحاول احتلال أراضٍ سورية. إسرائيل ستتعلم في النهاية أن القانون الدولي ملزِم لها أيضًا".

ودعا الرئيس أردوغان، المجتمع الدولي للجم إسرائيل ووقف اعتداءاتها التي تهدد السلام والاستقرار في المنطقة قبل فوات الأوان.

- تركيا ملاذ آمن

وردا على سؤال حول تصريحات رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، بشأن اتكال بلاده على الله أولا ثم تركيا، قال أردوغان، إنه التقى ميقاتي في القاهرة، وأبلغه أن تلك التصريحات كان لها وقع إيجابي للغاية بين المواطنين الأتراك.

يشار أنه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي في العاصمة أنقرة، قال ميقاتي إن "لبنان مرّ بأزمة تكاد تكون الأسوأ في العالم على كل الأصعدة الاقتصادية والمالية والاجتماعية، ولكن تعلمنا دائما أن الاتكال دائما على الله سبحانه وتعالى، ونتكل على دعم أصدقاء لبنان، وتركيا وأنتم شخصيا في الطليعة (الرئيس أردوغان) شكرا لكم وعاشت الصداقة اللبنانية- التركية".

ولفت أردوغان، إلى أن تعبير رئيس الوزراء اللبناني عن ثقته بتركيا يعد دليلا على أن "جهودنا موضع تقدير".

وقال: "أثبتنا مرات عديدة عبر التاريخ أننا ملاذ آمن لأصدقائنا وإخواننا. نحن لا نتحرك وفق أجندات خفية لا في التحذيرات التي نوجهها ولا في التدابير التي نتخذها، بل إننا نتحدث ونتصرف بمروءة".

وأضاف: "إننا لا نتخلى عن من يثق بنا ويسير معنا، ولا نحيك من خلفه المكائد".

وأعرب أردوغان، عن أمله في أن يساهم تعزيز العلاقات التركية - اللبنانية في ضمان نهوض لبنان خلال وقت قصير.

وشدد على ضرورة حل مسألة العدوان الإسرائيلي أولا.

وتابع: "يجب أن تدفع إسرائيل ثمن كل هذا الظلم الذي ارتكبته والقنابل التي ألقتها".

ولدى سؤاله عن مباحثاته مع القادة الآخرين بشأن سوريا، قال أردوغان، إنه أبلغ القادة الذين تواصل معهم بأن تركيا تبذل جهودا لضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

وأشار إلى أن كل أزمة وتطور على الصعيد الإقليمي أو العالمي، يزيد من الحراك الدبلوماسي.

وذكر أردوغان، أن المباحثات التي يجريها يمكن أن تكون "نقطة تحول مهمة فيما يتعلق بمستقبل سوريا ومسارات السلام والتعاون الدولي".

وأكد أن السبيل إلى حماية وحدة الأراضي السورية يمر أولا من مكافحة التنظيمات الإرهابية.

ولفت أردوغان، إلى وجود جهات تسعى لحماية "بي كي كي" وامتداداته تحت ذريعة "داعش"، مؤكدا أن هذا النهج دفع سوريا إلى حافة الانقسام في الماضي القريب.

وأوضح أن تركيا كانت وما تزال تحارب إرهابيي "بي كي كي" وامتداداته و"داعش".

وأضاف: "كما لا يستطيع (داعش) التظاهر في شوارع وميادين الدول الغربية، لا ينبغي لـ (بي كي كي) وامتداداته أن يفعلوا ذلك أيضًا.

وشدد أردوغان، على ضرورة مكافحة التنظيمات الإرهابية، ليس فقط في الشوارع والميادين، بل في كل المجالات.

وأكد أن تركيا لديها حدود طولها أكثر من 900 كيلومتر مع سوريا، واتخذت خطوات هامة على طول هذا الشريط الحدودي، سواء ضد الأسد أو لمنع تدفقات الإرهابيين.

ولفت أردوغان، إلى أن أنقرة عازمة على الارتقاء بالعلاقات التركية-السورية إلى مستويات أفضل مع تشكل الحكومة الجديدة في سوريا.

وأوضح أن الأسواق وأماكن التسوق في محافظة حلب السورية أصبحت مفعمة بالحيوية فجأة بعد سقوط (نظام بشار) الأسد.

وذكر أردوغان، أنه خلال زيارته إلى حلب، في عهد الأسد قبل الحرب، رأى أن السوق المسقوف فيها كان مكاناً حيوياً، تماماً مثل الأسواق المسقوفة في تركيا، وهذا يشير إلى وجود التاريخ والتجارة فيها.

وفيما يتعلق بالتصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بشأن تركيا وسوريا، قال أردوغان، إن "حديث السيد ترامب يلخص وجهة نظره ونظرة إدارته التي سيشكلها في الأشهر المقبلة تجاه تركيا".

وأشار إلى أن ترامب، يتحدث في الواقع عن قوة تركيا وتأثيرها، وأن تصريحاته كانت في محلها.

ولفت أردوغان، إلى عدم وجود مشاكل بينه وبين ترامب الذي يعد "سياسيا براغماتيا، ولديه رؤية لتغيير السياسات التي تخلق تكاليف لبلده وحلفائه".

والاثنين، صرح ترامب في مؤتمر صحفي بولاية فلوريدا، أن "تركيا ذكية جدا"، وأضاف متحدثا عن الرئيس أردوغان "إنه رجل ذكي جدا وقوي للغاية".

وبخصوص رئيس النظام السوري المخلوع، قال ترامب "أستطيع القول إن الأسد، جزار نظرا لما فعله بالأطفال".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تعمل مع تركيا في المنطقة.

وقال ترامب، إن تركيا "قوة مهمة".

وفيما يتعلق بالمهمة التي قام فريق تابع لرئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) في سجن صيدنايا، قال أردوغان، إن التقارير التي أعدها الفريق في السجن أعطت رسالة جميلة للمنطقة والعالم الإسلامي.

وأشار إلى الأنفاق الموجودة داخل السجن، والمآسي الكبيرة التي جرت بداخله، ووصفها بأنها "كارثة".

وذكر أن عملية فريق "أفاد" في صيدنايا كانت ناجحة، وأن النتائج التي حصل عليها ستدخل التاريخ بوصفها سجلات مهمة للغاية.

وتطرق أردوغان، إلى الصور القادمة من السجون ومراكز الاعتقال التي كان يستخدمها النظام البائد في سوريا.

وقال: "الفظائع المرتكبة بسجن صيدنايا (في سوريا) تؤكد ما قلناه منذ سنوات".

وأوضح أردوغان، أن المظالم وأعمال التعذيب والإعدامات خارج نطاق القانون في السجن تعد "واحدة من أكثر الصور بشاعة التي تعكس حقيقة نظام البعث (المخلوع) في سوريا".

وأردف: "يتم العثور أيضا على مقابر جماعية في سوريا، ويبدو أننا لم نر بعد الصورة الكاملة للظلم والتعذيب".

وشدد أردوغان، على أن تركيا ستفعل ما بوسعها من أجل محاسبة نظام بشار الأسد، أمام القانون الدولي.

وأكد أن آلام الضحايا لن تهدأ حتما لكن سوريا ستنهض من حيث وقعت، ولن يتم نسيان المظالم التي ارتكبت؛ "فنحن نعمل أن الظلم الذي يُنسى سيتكرر".

ولفت أردوغان، إلى أن الشعب السوري الشقيق سوف يتحد ويكون يداً واحدة لتضميد جراحه النازفة وبناء مستقبل حر ومزدهر من جديد.

وأضاف: "سوف يجدون شقيقتهم تركيا بجانبهم دائما".

كما أشار أردوغان، إلى أن تركيا لا تطرد اللاجئين المقيمين في أراضيها، بل إنها تمنحهم حرية الاختيار، وإذا كانوا يختارون العودة فإن ذلك يجري بطريقة طوعية وليس قسرا.

وقال إن الأطفال السوريين في تركيا يواصلون الآن تعليمهم في العام الدراسي الحالي، وعندما ينتهون يمكنهم الذهاب بسهولة إلى منازلهم في مختلف المحافظات السورية.

وأكد أردوغان، أن التعاون بين تركيا وسوريا سيشمل العديد من المجالات، بما فيها الدفاع والتعليم والطاقة.

وشدد على أن تركيا ستعمل على حل مشاكل الجانب السوري في مجال الطاقة على وجه الخصوص بطريقة سريعة.

وحول التنظيمات الإرهابية الموجودة في بعض مناطق سوريا، مثل "داعش" و"بي كي كي - واي بي جي"، قال أردوغان إنه سيتم سحق رؤوس هذه التنظيمات في أسرع وقت.

وأوضح أن تركيا ستبذل قصارى جهدها اليوم، كما فعلنا في السابق، لبناء سوريا خالية من الإرهاب ويحكمها شعبها.

وقال إنه بمجرد تطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية، فإن الخطوات اللازمة لنهوض سوريا سوف تتسارع.

كما أشار إلى أهمية صياغة دستور وبناء نظام سياسي يحتضن الجميع ويؤسس لمستقبل سوريا.

وقال: "لا ينبغي لأحد أن ينسى حقيقة أن الشعب السوري هو الذي سيقرر مستقبل سوريا".



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.