الدول العربية, التقارير, فلسطين, قطاع غزة

خبير: تنفيذ مخطط ترامب بشأن غزة صعب وهدفه تخفيض سقف الطموح الفلسطيني (مقابلة)

بلال الشوبكي رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بالضفة الغربية المحتلة: من الممكن أن يكون ترامب يوظف ملف تهجير فلسطينيي غزة كورقة ضغط لتخفيض سقف الطموح الفلسطيني، سواء على صعيد مفاوضات غزة أو مطالب تأسيس دولة فلسطينية.

Qais Omar Darwesh Omar, Nour Mahd Ali Abuaisha  | 05.02.2025 - محدث : 05.02.2025
خبير: تنفيذ مخطط ترامب بشأن غزة صعب وهدفه تخفيض سقف الطموح الفلسطيني (مقابلة)

Gazze

رام الله/ الأناضول

بلال الشوبكي رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بالضفة الغربية المحتلة:

- من الممكن أن يكون ترامب يوظف ملف تهجير فلسطينيي غزة كورقة ضغط لتخفيض سقف الطموح الفلسطيني، سواء على صعيد مفاوضات غزة أو مطالب تأسيس دولة فلسطينية.
- بدلا من أن يكون شرط الدول العربية قيام دولة فلسطينية أولا ومن ثم التطبيع، يتم تعديله لكي يصبح بقاء الفلسطينيين وعدم تهجيرهم مقبولا كمسوغ للتطبيع
- تصريحات ترامب تعزز موقف إسرائيل ونتنياهو وتصنع له صورة نصر سياسي، لا سيما بعد الفشل في تحقيق الأهداف المزعومة لحرب الإبادة
 

قال الخبير السياسي الفلسطيني بلال الشوبكي إن مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير فلسطينيي غزة قد يحمل نية حقيقية للتنفيذ لكنه يصطدم بعوامل تجعل عملية التطبيق صعبة ومعقدة.

وأوضح الشوبكي، وهو رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، أنه من الممكن أن يكون ترامب يوظف ملف تهجير فلسطينيي غزة كورقة ضغط لتخفيض سقف الطموح الفلسطيني، سواء على صعيد مفاوضات غزة أو مطالب تأسيس دولة فلسطينية.

ومساء الثلاثاء، قال ترامب في مؤتمر صحفي إنه يدعم فكرة "التوطين الدائم" لفلسطيني غزة في مناطق أخرى، فيما تلاها بتصريح صادم تحدث فيه عن عزم بلاده الاستيلاء على القطاع.

ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.

** مساران رئيسيان

يقول الشوبكي للأناضول إن الحديث الأمريكي عن تهجير فلسطينيي غزة يمكن قراءته بمسارين رئيسيين، الأول وهو وجود نية حقيقية لتنفيذ هذا المقترح.

لكن عملية التنفيذ، بحسب الشوبكي، ترتبط بعوامل أخرى غير الرغبة الأمريكية والإسرائيلية، مثل مواقف الفلسطينيين أنفسهم والدول المحتمل أن تكون مضيفة لهم.

أما المسار الثاني فهو مرتبط بأهداف أمريكية وإسرائيلية أخرى منها استخدام ملف التهجير كورقة ضغط وابتزاز لإضعاف موقف الفلسطينيين خلال مراحل التفاوض التالية ضمن اتفاق وقف إطلاق النار وتقزيم طموحاتهم.

وأوضح هناك عدة عوامل تتداخل في مرحلة تنفيذ هذا المقترح ما يجعله أمرا صعبا.

من تلك العوامل المؤثرة في عملية التنفيذ، قال الشوبكي "موقف فلسطينيي غزة ومقاومتهم لهذا المخطط".

إلى جانب ذلك فإن رفض الدول التي تمت الإشارة إليها وهي مصر والأردن لهذا الموضوع من أبرز العوامل، وفق قوله.

فضلا من أن هذا الملف قد يضع "المنطقة برمتها في حالة من الغليان، كما قد يؤدي إلى حدوث توترات داخل تلك البلدان إذا ما تم الحديث بشكل أكثر وضوحا عن الترحيل، فالدول لا تخفي تخوفاتها"، بحسب الشوبكي.

وأشار إلى أن مصر بدأت بتحريك الشارع رفضا لتهجيير الفلسطينيين، قائلا: "صحيح أن الحراك متواضع ومكشوف بالنسبة للولايات المتحدة، إذ أنه لا يستند لأرضية شعبية بقدر ما هو توجيهات من النظام الرسمي".

وشهدت مصر يومي الخميس والجمعة، مظاهرات شعبية حاشدة رفضا لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

** تخفيض سقف المطالب

يقول الشوبكي إن عملية ترحيل الفلسطينيين ليست بالضرورة أن تكون ممكنة في ظل تعقيدات المشهد، إلا أن الطرح الأمريكي له قد يهدف لتحقيق قضايا أخرى.

وأضاف إن واشنطن وتل أبيب قد يوظفا هذا الملف في "إضعاف الموقف الفلسطيني فبدلا من أن يطالب الفلسطينيون بدولة مستقلة على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967، فإنهم سيطالبون ببقاء الشعب بغزة"، وسط استمرار عمليات الضم والتوسع الاستيطاني بالضفة.

كما من المحتمل أن يتم استخدام هذا الملف كورقة ضغط وابتزاز للفلسطينيين من أجل تخفيض سقف التفاوض خلال المراحل الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.

وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

**التهجير والتطبيع

وعلى المستوى الإقليمي، يرى الشوبكي أن واشنطن وتل أبيب من الممكن أو توظفا مخطط تهجير فلسطينيي غزة في ملف التطبيع العربي مع إسرائيل.

وقال عن ذلك: "بدلا من أن يكون شرط الدول العربية قيام دولة فلسطينية أولا ومن ثم التطبيع، يتم تعديله لكي يصبح بقاء الفلسطينيين وعدم تهجيرهم مقبولا كمسوغ لهذا التطبيع".

وأشار إلى أن هذا الملف في حال تم توظيفه بهذا الشكل من شأنه أن يؤدي لـ"تقزيم الطموح الفلسطيني والشروط العربية للتطبيع".

وفجر الأربعاء، جددت السعودية فضها إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، مؤكدة أن "هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات"، وأنها أبلغت الإدارة الأمريكية الحالية بذلك.

واشترطت السعودية في أكثر من مناسبة، موافقة الحكومة الإسرائيلية على قيام دولة فلسطينية على حدود 1967، مقابل تطبيع العلاقات.

جاء ذلك في بيان للخارجية السعودية، عقب تصريحات لترامب ولنتنياهو، زعم الأول فيها أن "السعودية لا تطالب بدولة فلسطينية مقابل اتفاق سلام مع إسرائيل"، وادعى فيها الثاني أن "التطبيع مع السعودية ليس ممكنا فحسب، بل سيتحقق، وأنا ملتزم بذلك"

وفي تعقيبه على تلك التصريحات، قال الشوبكي إن "ترامب يتعامل بمنطق فرض الأمر الواقع على العرب".

وأوضح أن تحدي الدول العربية للولايات المتحدة يتطلب "بناء شبكة علاقات أكثر متانة على المستوى الدولي إضافة للاستناد لقوة شعبية داخلية".

من اللافت أيضا أن تصريحات ترامب تعزز موقف إسرائيل ونتنياهو وتصنع له صورة نصر سياسي، لا سيما بعد الفشل في تحقيق الأهداف المزعومة لحرب الإبادة والمخاوف من انهيار الائتلاف الحكومي المتطرف مع إصرار ممثلي الصهيونية الدينية على العودة لمواصلة إبادة غزة وعدم السماح بنهاية الحرب بانتصار حماس.

وهو أمر كان واضحا بشدة في احتفاء وزراء وأعضاء بالكنيست من مختلف الأحزاب بتصريحات ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.

وسبق أن أكد المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل أنه لا قيمة لتلويح نتنياهو وحلفائه المتطرفين بالعودة إلى الحرب بعد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى التي تستغرق 42 يوما.

وقال إن "الحديث عن استئناف الحرب، والذي من المفترض أن يحدث في نهاية المرحلة الأولى، هو حديث نظري في الأساس، فالقرار الآن في يد ترامب، وإذا أصر على ضرورة انتهاء الحرب، فسيجد نتنياهو صعوبة في تحديه".

ومقللا من أهمية المناورات السياسية اللاحقة لاتفاق غزة، شدد هارئيل على أن "الحقيقة المحزنة هي أن إسرائيل خسرت الحرب إلى حد كبير في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.