أهالي أسرى إسرائيليين يطالبون حكومتهم بالموافقة على "صفقة" مع حماس
خلال مؤتمر مشترك للعائلات الإسرائيلية عقد أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب

Quds
القدس/ سعيد عموري/ الأناضول
طالب أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، السبت، الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على الاتفاق المقترح لصفقة مع حركة حماس، والعمل على إنهاء الحرب في القطاع، مؤكدين رفضهم لـ"صفقة انتقائية" لا تشمل الإفراج عن جميع أبنائهم.
جاء ذلك خلال مؤتمر مشترك للعائلات الإسرائيلية عقد أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.
وقالت والدة أحد الأسرى المحتجزين غزة: "(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، حان وقت الأفعال، وافق على الاتفاق الليلة، وأرسل وفدًا بتفويض كامل لعقد اتفاق نهائي".
وأضافت: "هذا يوم صعب، هناك على الطاولة اتفاق جديد، لكنه مجزّأ ويعيد مشهد الاختيار القاسي، رغم ذلك، يمكن أن يشكّل خطوة نحو اتفاق شامل يُعيد الجميع وينهي الحرب، كما يقول الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب".
وتابعت حديثها: "نطالب بصفقة شاملة تعيد المخطوفين دفعة واحدة من غزة".
من جهته، دعا شقيق أسير آخر في غزة ترامب إلى الضغط من أجل إتمام الصفقة، محذرًا من أن "أي تأخير قد يؤدي إلى فقدان المزيد من المحتجزين".
وطالبت العائلات الحكومة بوقف الحسابات السياسية، وتجنب تكرار "صفقات مشروطة" تُبقي البعض في الأسر، داعين الشعب الإسرائيلي إلى الخروج للشوارع والتعبير عن رغبته بوقف الحرب واستعادة جميع الأسرى في غزة، بحسب "يديعوت أحرنوت".
وفي وقت سابق السبت، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن إسرائيل تواصل فحص رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى، لافتة إلى أن المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت" سيجتمع مساء السبت لبحثه.
ومساء الجمعة، قالت حماس إنها سلمت الوسطاء ردها على المقترح بعدما أكملت بخصوصه مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية.
ووصفت ردها على المقترح بأنه "اتسم بالإيجابية"، وأكدت "جاهزيتها بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ" المقترح.
ولم تتحدث المصادر الرسمية المعنية عن تفاصيل المقترح، لكن وسائل إعلام عبرية، بينها "هآرتس"، قالت إن أبرز بنوده تتضمن إطلاق حماس سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء (10 أسرى)، إضافة إلى جثامين 18 أسيرا على 5 مراحل خلال وقف لإطلاق النار يمتد 60 يوما.
وبحسب الصحيفة العبرية، يشمل المقترح الإفراج عن 8 أسرى إسرائيليين أحياء في اليوم الأول لسريان الاتفاق، واثنين في اليوم الخمسين.
كما يشمل تسليم 5 جثث أسرى إسرائيليين في اليوم السابع، و5 جثث في اليوم الثلاثين، و8 جثث في اليوم الستين.
في المقابل، تفرج إسرائيل عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم، وتسحب قواتها تدريجيا من مناطق متفق عليها داخل غزة، وهو بند قد يشكل نقطة خلاف لتل أبيب التي تطالب بنزع سلاح حماس، ونفي قادتها للخارج.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبينما لم تكشف حماس عن فحوى ردها على المقترح، قالت هيئة البث العبرية الرسمية، نقلا عن مصادر مطلعه لم تسمها، إن حماس ما زالت تُصر على 3 مطالب أساسية لتعديل بنود الاتفاق.
وأضافت المصادر أن المطلب الأول يتعلق بالعودة إلى نموذج توزيع المساعدات الإنسانية السابق، والثاني يتعلق بما سيحدث بعد انقضاء فترة الـ60 يوما من وقف إطلاق النار، فبينما ترى إسرائيل أن انتهاء المدة دون اتفاق يسمح باستئناف الحرب، تُصر حماس على تمديد وقف إطلاق النار حتى دون اتفاق نهائي.
أما المطلب الثالث، وفق الهيئة، فإنه يركز على خريطة انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، إذ تطالب حماس بانسحاب واضح وملموس من المناطق التي ينتشر فيها الجيش داخل القطاع.
من جانبها، انتقدت فيكي كوهين، والدة الأسير الإسرائيلي بغزة نمرود كوهين، تأخير موعد انعقاد "الكابينت" حتى مساء السبت، رغم تلقي رد حركة حماس على مقترح الصفقة مساء الجمعة، بحسب ما نقلته "هآرتس".
وطالبت كوهين، نتنياهو، بعقد جلسة عاجلة "للكابينت"، وإيفاد وفد للتفاوض دون تأخير.
وقالت في تصريحها: "إنقاذ الأرواح يسبق السبت"، في إشارة إلى حرمة يوم السبت لدى اليهود، والذي يمتد من مساء الجمعة إلى مساء السبت ويُمنع خلاله أداء كثير من الأعمال.
وفي تطور متصل، نقلت الصحيفة ذاتها عن مصدر إسرائيلي لم تسمه، أنه إذا قررت إسرائيل إرسال وفد لإجراء محادثات، فإنها ستُعقد أولا في الدوحة، ومن ثم ستكون هناك محادثات لفرق فرعية في القاهرة.
ونقلت الصحيفة عن ما وصفته بمصدر أجنبي مشارك في المحادثات (لم تكشف عن اسمه) إن "بعض أعضاء وفد التفاوض التابع لحماس موجودون في القاهرة منذ الأسبوع الماضي، لكن رئيس الوفد خليل الحية موجود في الدوحة".
ومن المقرر أن يغادر نتنياهو، صباح الأحد، إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي، وفق "هآرتس".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، أن ترامب قد يعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، خلال اجتماعه مع نتنياهو، الاثنين.
يذكر أن المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أكدوا مرارا أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، لا سيما استمراره في السلطة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت هذه الحرب أكثر من 193 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.