مدير "سوليدير": السوق العقاري بلبنان مستقر رغم الأزمة السورية
مدير عام شركة "سوليدير" قال "للأناضول" انه رغم تراجع عدة قطاعات اقتصادية بسبب استمرار التوتر السياسي بين التيارات السياسية إلا أن الطلب في السوق العقاري لم ينقطع والعرض ظل محدودا بسبب قلة المساحات وخاصة في العاصمة بيروت.

آية الزعيم
بيروت – الأناضول
لم تتراجع أسعار العقارات في لبنان رغم استمرار التوتر السياسي بين التيارات السياسية، واستمرار الأزمة السورية.
وقال منير دويدي المدير العام لشركة "سوليدير" اليوم السبت:" إن السوق العقاري في لبنان مستقر ولم تشهد أي انخفاضات تحسب باستثناء بعض المناطق التي ربما شهدت تراجعا بنسبة 10% فقط، رغم الازمة الداخلية والاقليمية".
وتوقع في تصريحات خاصة لمراسلة وكالة "الأناضول"، إن تحافظ أسعار العقارات على مستوياتها في بيروت، وأضاف " إن للبنان خصوصية بالنسبة للسوق العقاري أذ أن الطلب لم ينقطع يوما وإنما يشهد بعض التقلبات وفقا لحال البلد خاصة وأن اللبنانيين في الخارج يتطلعون دائما للاستثمار في بلدهم."
وتأسست شركة سوليدير العام 1994، وهي شركة عقارية لبنانية خاصة برأسمال 1.65 مليار دولار تضم حوالى 35 ألف مساهم، ومن أبرز المساهمين عائلة الشهيد رفيق الحريري رئيس الحكومة السابق، والشركة مدرجة للتداول في بورصة بيروت الرسمية منذ العام 1996.
وتقوم بتنفيذ مشروع تطوير وسط بيروت وإعادة إعماره على مساحة 1.9 مليون متر مربع منها حوالى 700 ألف متر مربع من الأراضي المستحدثة على البحر.
وقد تراجعت الاستثمارات الأجنبية العام الماضي في لبنان لاستمرار التوتر السياسي بين التيارات السياسية، واستمرار الأزمة السورية.
وأضاف دويدي إن حركة الاستثمارات في لبنان شهدت تراجعا كبيرا، خصوصا الاستثمارات العربية منها وصلت لأكثر من 50%، وذلك لغياب الامن، وعدم الاستقرار السياسي بالبلد مما خلق نوعا من الخوف عند المستثمرين غير اللبنانيين.
وأوضح أن الحركة التجارية عانت كذلك من انخفاض حاد جراء انعدام الاستقرار مما سبب بمعاناة كبيرة عند بعض التجار خصوصا هؤلاء الذين يعتمدون على السياح في الدرجة الاولى.
وقال إنهم مثل اي مؤسسة اخرى في لبنان عانت من ضعف الحركة السياحية أو حتى انعدامها خصوصا بعد احجام رعايا الدول الخليجية عن القدوم الى لبنان مما ادى لانخفاض حركة المطاعم والمقاهي بنسبة ما يقارب 40%.
وكانت بعض المقاهي والمطاعم قد اغلقت ابوابها في مناطق عدة في لبنان لاسيما ابرزها في وسط بيروت التجاري لارتفاع تكلفة الايجارات وانعدام الحركة في الوقت نفسه.
مما دفع شركة سوليدير(الشركة اللبنانية لتطوير وإعادة إعمار وسط بيروت) بحسب دويدي لتقديم بعض التسهيلات لعل ابرزها تأجيل الدفعات لتسديد الإيجارات لمساعدة التجار.
واستبعد المدير العام " لسوليدير" إن تقدم الشركة تخفيضات بأسعار إيجارات محلاتها، على اعتبار إن لبنان سيشهد نموا ايجابي في المستقبل.
وأرجع دويدي هذه التراجعات في القطاعات الاقتصادية المختلفة في لبنان " للخطابات السياسية الداخلية المتشنجة والحادة، إضافة للأزمة السورية المحيطة بنا حيث خلقت جميعها حالة غير مستقرة أدت لابتعاد وهروب الاستثمارات من لبنان."
وعن تأثير قدوم السوريين إلى لبنان خاصة الطبقة الميسورة على القطاع العقاري قال:" لم نلمس أي تأثير لهؤلاء اذ لم يشهد القطاع أي تغير ايجابي لا بل شهد لبنان مشكلة من نوع آخر جراء دخول أعداد كبيرة من الطبقة الفقيرة السورية تجاوزت أعداد الميسورين بمراحل مما خلق عبء جديد علينا".
ولفت إلى أن السوق العقاري يشهد نوعا من التباطؤ ولكنه لم يتوقف من حيث الطلب بالوقت الذي بقي العرض فيه محدودا بسبب قلة المساحات وخاصة في العاصمة بيروت.
وشرح دويدي " إن المطورين ( الشركات العقارية) في لبنان يعمدون على بيع اكثر من 50% من مشاريعهم قبل البدء بها، وبالتالي يمول المشروع مسبقا، ما يجعل المستثمر غير مستعجل على بيع ما تبقى منه بأسعار منخفضة فينتظر لتتحسن الاوضاع، ما شكل سببا لعدم تراجع الاسعار".
وأشار الى أن أهم تغيير شهده القطاع العقاري في لبنان هو ارتفاع الطلب على الشقق السكنية صغيرة الحجم لأنه لم يعد بإمكان الجميع تحمل الأسعار المرتفعة للشقق الكبيرة خاصة في العاصمة بيروت.
وقال " إن المشاريع التي تنفذها الشركة خلال العام الجاري هي استكمال لمشاريع بدأت منذ سنتين، منها الجزء المتبقي من أسواق بيروت في الوسط التجاري والذي يتضمن مجمع سينمائي وترفيهي من المتوقع ان ينتهي بنهاية صيف العام 2013 بتكلفة 60 مليون دولار."
وأضاف أن هناك مشروع الحديقة الكبرى على مساحة 70 الف متر وهي قيد الانجاز على الواجهة البحرية من المتوقع أن ينتهي العمل بها خلال السنتين القادمتين، مشيرا إلى أن هناك مشروعا عقاريا سكنيا في منطقة الصيفي (من أرقى مناطق العاصمة بيروت) بدأ العمل به منذ عدة سنوات ومن المقرر ان ينتهي خلال سنتين بتكلفة 50 مليون دولار.
اما عن المشاريع الخارجية اوضح دويدي إن الشركة تتطلع للأسواق العقارية الخارجية من خلال شركة "سوليدير انترناشيونال" والتي تملك "سوليدير لبنان" 39% من رأسمالها حيث إن أول مشروع بدأت الشركة بتنفيذه هو منطقة سياحية في امارة عجمان في الامارات على طول الشاطئ يتضمن منتجعات سياحية وفنادق على مساحة 5 مليون كم مربع وهو حاليا في مرحلة البنية التحتية.
وأضاف إن شركة "سوليدير انترناشيونال" تركز حاليا على السوق العقاري في السعودية اذ لديها مشروعين بدأ العمل بواحد منهما وهو برج "Golden Tower" ( جولدن تاور) بمدينة جدة على ارتفاع 50 طابق من المتوقع ان يتم الانتهاء من تنفيذه خلال العامين القادمين اما المشروع الثاني فهو مجمع سكني في الرياض.
ولم يذكر دويدي تكلفة تنفيذ هذه الاعمال .
خمع -
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.