
Washington DC
واشنطن/ أثير كاكان، حقان تشبور وجانبرك يسقل/ الاناضول
قال الرياضي الأمريكي المسلم كريم عبد الجبار إن "تغير الظروف في الولايات المتحدة لايعني اختفاء العنصرية فيها قدر ما تعني أنها باتت تتخفى في مظاهر شتى من تفاصيل الحياة اليومية لمواطنيها" خصوصا من الأقليات.
وأضاف بطل كرة السلة السابق، وهو من أصول إفريقية، في مقابلة مع الأناضول "كل جيل جديد يقرأ عن ويلات الماضي، يعتقد أننا قد تجاوزناها كثيراً إلى الحد الذي لم تعد معه هذه المشكلة موجودة، وذلك لأن العنصرية مثل أي كائن حي، تتطور بهدف حماية وجودها".
وأشار عبدالجبار إلى أن الأسلوب الأنجع للتعامل مع هذه المشكلة التي تعاني الأقليات منها داخل الولايات المتحدة هو "بالقضاء على العنصرية أينما اختبأت، ليتمكن البيض من الأمريكيين من رؤيتها أولاً، والإنضمام إلينا في القضاء عليها".
وتابع "ثانياً على الملونين (غير البيض) العمل سوية على المستوى السياسي لفرض التغييرات على القوانين والممارسات التجارية التي تؤذينا".
ويعاني السود بالدرجة الأولى إلى جانب غيرهم من الأقليات من معاملة عنصرية بشكل او بآخرتمارسها ضدهم الأغلبية البيضاء منذ عقود طويلة، بمستويات تتغير مع الظروف.
وفي السنوات الأخيرة، تمثل أبرز مظاهر العنصرية في الولايات المتحدة في اعتداءات رجال الشرطة على مدنيين سود عزل، ما ادر لموجات متتالية من احتجاجات السود.
ورغم جميع التغييرات التي وقعت عقب حركة الحريات المدنية التي قادها في ستينيات القرن الماضي مارتن لوثر كنغ (من أبرز المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السّود، واغتيل عام 1968) إلا أن السود لازالوا يعانون بسبب التمييز والتحيز الذي يمارس ضدهم.
عبد الجبار شدد على أن وقوفه ضد التمييز لا يعني أنه لا يحب بلده، فهو يرى أن "نقد الأمريكيين لأمريكا هو أحد اعظم مصادر قوتنا، فنحن نعلم جيداً أن بعض البلدان تعتبر هذا ضعفاً، ولكننا مؤمنون أن التذمر والجدل والتظاهر هو أكثر الطرق فعالية في الحفاظ على ديمقراطية حيوية ومزدهرة".
وحول رؤيته لتأثير الرئيس الأمريكي باراك أوباما في هذا الإطار قال "لقد سطر أوباما قصة جديدة تماماً لأجيال من الملونين في أنه ليس هنالك منصب بعيداً عن منالنا (السود)، وذاك المستوى من الإلهام وحده قد غير البلاد للأبد".
ولفت إلى أن مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة هذا العام، هيلاري كلينتون ستفهم ما يلزم لمواجهة "امتهان النساء" بالقدر الذي "كافح به أوباما العنصرية.
وقال عبد الجبار "لا نملك أن نجبر الناس على احتقار امتهان النساء أو العنصرية، لكننا نستطيع وباستخدام القوانين منعهم من التعدي على حقوق الآخرين، ونستطيع محو جهلهم بمرور الزمن عن طريق تعليم شبابنا على فكر الناقد".
وحول رأيه بالمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب في مواجهة كلينتون أوضح البطل السابق أن "لدى هيلاري سجل طويل من دعم قوانين وقضايا تخلق مجتمعاً اكثر إنصافاً، إنها ذكية وقوية وبليغة وتعرف الكثير عن الشؤون الدولية، وتمتلك خبرة العمل مع الكونغرس، لذا فهي تعرف كيفية تصريف الأمور، كما انها تهتم للناس من جميع الخلفيات".
"في حين أن ترامب أثبت بشدة كونه عنصرياً، يكره المثليين، معادٍ للأجانب وجاهل ومتحدث غير لبق وذو مزاج حاد، وهذه الصفات لاتؤهله لشغل منصب رئيس البلاد"، يتابع عبد الجبار.
وشدد على أن المخاوف الأمنية لاتبرر المعاملة المتحيزة تجاه المسلمين، وقال إنه شخصياً تعرض "للعديد من الممارسات العنصرية" خلال مسيرته الاحترافية.
واستطرد بالقول "لقد واجهت المزيد من العدائية عند تحولي للإسلام والذي رآه الكثير كرفض للقيم الأمريكية ولكن بالنسبة لي كان اعتزازا بها".
وعن أسطورة أسطورة الملاكمة العالمية الراحل محمد علي كلاي قال إنه "إلهام" للسود والبيض على حد سواء من أجل "قول الحق دون الخوف من لومة لائم".
ودعا أن يحذو الأمريكيون المسلمون والسود حذو "كلاي" ويكونوا "فخورين بإرثنا وخياراتنا وأن لا نسمح للآخرين بإن يبعدوننا عن سبلنا بممارسة التخويف علينا".
وحول قصة إسلامه، قال الرياضي الأمريكي المعروف، إنه اعتنق الإسلام عام 1971 عند بلوغه سن 24، بعد تأثره بمذكرات "مالكولم إكس" وهو أحد القيادات السابقة لجماعة "أمةالإسلام" للأمريكيين السود.
وتابع "كان لإسلامي تأثير كبير على نجاحي لقد دفعني إلى أن استخدم وضعي (كنجم رياضي) لمكافحة الظلم والدعوة إلى المساواة، وللارتقاء بالمجتمع لوضع أحسن مما نعيش فيه".
وعبر عن اهتمامه بالتاريخ والتراث الإسلامي قائلا "إنها تمنحني صلة قوية بالماضي وتقوي إيماني".
وذكر البطل الرياضي الأمريكي إنه "تأثر كثيرا لدى زيارته معالم إسلامية كبيرة في تركيا مثل مسجد السلطان أحمد ومسجد السليمانية (نسبة للسلطان سليمان القانوني)"، وقال "تلك الأيام من أفضل ذكرياتي التي كانت غذاء للروح والبصر".
ولد كريم عبد الجبار (اسمه الأصلي: فرديناند لويس أركندور) في 16 أبريل/نيسان 1947، يعد أحد أبرز أبطال كرة السلة، ذو طول يزيد على مترين و15 سنتيمترا، وسجل أكثر من 38,387 نقطة طوال مشواره في اللعبة.
اعتزل اللعبة عام 1989، وهو في الثانية والأربعين من العمر؛ ليتم تعيينه مدربا مساعدا لنادي لوس أنجلوس ليكرز ضمن الدوري الأمريكي للمحترفين.
ومثّل عبد الجبار في عدد من الأفلام السينمائية العالمية أهمها "لعبة الموت" مع بروس لي سنة 1978.
وفي 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 أعلن عن إصابته بمرض سرطان الدم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.