على حجر من قريتها المهجرة تعيش لاجئة فلسطينية (صور + فيديو)
حلم العودة إلى قرية "إجزم" في قضاء حيفا شمالي إسرائيل (الأراضي المحتلة عام 1948) وعشق ترابها وطول سنوات الغربة.

قيس أبو سمرة
نابلس- الأناضول
حلم العودة إلى قرية "إجزم" في قضاء حيفا شمالي إسرائيل (الأراضي المحتلة عام 1948) وعشق ترابها وطول سنوات الغربة، دفع "أم أحمد خداش"، القاطنة في مخيم بلاطة للاجئين شرقي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، إلى بناء بيتها مدعما بحجر جلبته من قريتها التي دمرتها المجموعات اليهودية المسلحة عام 1948.
وحول ذلك، تقول "أم أحمد" لمراسل "الأناضول": "في منتصف تسعينات القرن الماضي زرت قريتي وبيتي وجلبت معي حجرا وزعترا وميرامية (نبات عشبي طبي)، وعند تشييد البيت الذي أعيش فيه اليوم وضعت هذه الحجر في أساساته، وأخبرت أبنائي أن ذلك الحجر هو بيتنا، وليست تلك الغرف والجدران".
وتمضى ساردة قصة تهجيرها من منزلها، قائلة: "تحت تهديد السلاح أجبرنا (من قبل المجموعات اليهودية المسلحة) على الهجرة.. كنت وقتها في العاشرة من عمري.. تفرقنا واستقر بنا الحال هنا في مخيم بلاطة.. سنوات طويلة وحلم العودة (إلى حيفا) ما يزال يراودني".
تتابع السيدة، ذات الـ73 ربيعا: "زرت قريتي مع أبنائيفي منتصف تسعينات القرن الماضي، وتعرفت على كل تفاصيلها رغم الدمار الكبير الذي حل بها.. ذرفت الدموع، وزاد شوقي للعيش فيها".
وترفض "أم أحمد" أي تعويض إسرائيلي للتنازل عن حقها في بلدتها، قائلة: "لا أريد سوى العودة إلى بلدتي لننصب خيمة نعيش فيها ونأكل من خيرات البلدة، وغير ذلك مرفوض، فلا تعويض وتنازل". وتصف حياتها في مخيم بلاطه بـ"المؤقتة رغم كل تلك السنوات".
أما الحاج سهيل عبد الرحمن، من قرية "عرب السوالمة" قرب مدينة يافا (على البحر الأبيض المتوسط ضمن بلدية تل أبيب حاليا)، فيقول: "كنت صغيرا عندما هُجرت وعشت طفولتي وشبابي مشردا من مكان إلى أخر حتى استقر بنا الحال في مخيم بلاطة.. هنا حط رحالنا، وسنعود.. حتى لو متنا سيعود أبناؤنا إلى قراهم وبيوتهم".
ويشدد عبد الرحمن على أن "قوة إسرائيل زائلة؛ كونها قامت على أنقاض قرى ومدن فلسطينية هجرت سكانها عنوة".
أما الحاج إبراهيم خالد (81 عاما) فيعزوا غلبة اليهود عليهم عند تهجيرهم إلى "عدم توافر الذخيرة"، قائلا: "لقد دافع أهالي البلدات الفلسطينية عنها حتى لحظة انتهاء الذخيرة، فاضطررنا إلى الرحيل عنها".
ويصر خالد على "العودة إلى قرية السلمة (في محافظة يافا) المهجرة، والتي دمرتها الجماعات اليهودية المسلحة بشكل شبه كامل عام 1948".
ولا يقتصر التمسك بالجذور على الكبار في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، ففي أزقة المخيم يلهو الأطفال ويستمتعون بطفولتهم، لكنهم لا ينسون أبدا حلم العودة.
فعند سؤال أي من هؤلاء الأطفال: من أين أنت؟، تتسابق إلى مسامعك أسماء قرى وبلدات ومدن فلسطينية ساحلية.
لا يملك هؤلاء الأطفال حتى البيوت التي يعيشون فيها، إلا أنهم يتفاخرون بأراضيهم ومزارعهم الشاسعة التي سلبت منهم على أيدي المجموعات اليهودية المسلحة.
من هؤلاء الطفل رياض ذوقان، الذي يقول لمراسل "الأناضول": "لنا في يافا أراض زراعية وبيارات (حقول) برتقال".
وبدأت المأساة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين عام 1948 عندما تم طرد ونزح حوالي 957 ألف فلسطيني، حسب تقديرات الأمم المتحدة عام 1950.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.