دولي

"شوشة".. جوهرة أذربيجان تستعيد حريتها بعد 28 عاما احتلال

- شوشة لها أهمية استراتيجية لأنها تقع على الطريق المؤدية إلى خانكندي أكبر مدينة في إقليم قره باغ، وموقعها الجغرافي المهيمن في المنطقة

08.11.2020 - محدث : 08.11.2020
"شوشة".. جوهرة أذربيجان تستعيد حريتها بعد 28 عاما احتلال

Baki

باكو/ الأناضول

- شوشة لها أهمية استراتيجية لأنها تقع على الطريق المؤدية إلى خانكندي أكبر مدينة في إقليم قره باغ، وموقعها الجغرافي المهيمن في المنطقة

- توصف شوشة بـ "مهد الموسيقى الأذربيجانية" لشهرة ملحنيها وموسيقييها، وتعد رمزا لإقليم قرع باغ بسبب ثرائها التاريخي والثقافي وجمالها الطبيعي

- كانت شوشة أحد الأهداف الرئيسية للأرمن الذين شنوا هجماتهم من أجل تحقيق مطالبهم الإقليمية ضد أذربيجان، بعد تخطيط دام سنوات أثناء تفكك الاتحاد السوفيتي.

تعد مدينة شوشة الاستراتيجية التي حررها الجيش الأذربيجاني، الأحد، أكثر من مجرد مدينة بالنسبة لشعب أذربيجان.

فبالإضافة إلى كونها مدينة من بين رموز التاريخ والثقافة الأذربيجانية، فإن شوشة لها أهمية استراتيجية، لأنها تقع على الطريق المؤدي إلى خانكندي أكبر مدينة في إقليم قره باغ، وموقعها الجغرافي المهيمن في المنطقة.

ومع سيطرة الجيش الأذربيجاني على مدينة شوشة، انتهى اشتياق سكانها الذين اضطروا للخروج منها قبل 28 عاما بسبب الاحتلال الأرميني.

وبنيت شوشة عام 1752 على يد "بيناهالي خان" بقره باغ، وهي مدينة مهمة ليس بالنسبة لسكان شوشة فقط؛ ولكن لجميع الأذربيجانيين، وذلك لأنها تضم العديد من الآثار التاريخية، ولولادة العديد من العلماء والشخصيات الثقافية المتميزة على أراضيها.

توصف مدينة شوشة بـ "مهد الموسيقى الأذربيجانية" لشهرة ملحنيها وموسيقييها، وتعد رمزا لإقليم قره باغ بسبب ثرائها التاريخي والثقافي وجمالها الطبيعي.

وقال الرئيس الراحل حيدر علييف عن شوشة إنها " صرح تذكاري عظيم صنعه أجدادنا"، وأكد أن شوشة مدينة وقلعة وصرح عظيم لكافة الأذربيجانيين.

كانت شوشة أحد الأهداف الرئيسية للأرمن الذين شنوا هجماتهم من أجل تحقيق مطالبهم الإقليمية ضد أذربيجان، وذلك بعد تخطيط دام سنوات أثناء تفكك الاتحاد السوفيتي.

في البداية احتل الأرمن مدينة خانكندي في الهجمات التي بدأوها عام 1991، ثم سقطت مدينة خوجالي بأيديهم 26 فبراير/ شباط 1992، حيث ارتكبت واحدة من أكبر المجازر في القرن العشرين، بقتل 613 مدنيا بينهم أطفال ونساء، ثم احتلوا شوشة في 8 مايو/ أيار 1992.

في معارك شوشة، قُتل مئات الأذربيجانيين دفاعًا عن المدينة، وأُسر العديد من منهم أو سجلوا في عداد المفقودين.

وأوقع الاحتلال الأرميني، خسارة كبيرة للاقتصاد الأذربيجاني، واضطر الآلاف من الناس إلى مغادرة أراضيهم، إلى جانب تدمير القوات الأرمينية أكثر من 300 نصب تذكاري تاريخي.

وقامت أرمينيا بعملية توطين للأرمن في شوشة التي كان يعيش فيها أكثر من 20 ألفا قبل الاحتلال، ليضطر سكان شوشة الأذربيجانيين المالكين الحقيقيين للمدينة إلى النزوح لمناطق أخرى داخل بلادهم.

بعد احتلال شوشة، احتفلت أرمينيا في 8 مايو باعتبارها عطلة بالبلاد بمناسبة سقوط المدينة الأذربيجانية؛ في حين خيّم الحزن على أذربيجان طوال 28 عاما.

- شوشة مدينة الثقافة والسياحة

وتقع شوشة على ارتفاع يترواح بين 1300 إلى 1600 متر فوق مستوى سطح البحر، وتتميز بجمالها الطبيعي.

و كانت من أكثر مدن المنطقة استضافة للسياح خلال الحقبة السوفيتية، واشتهرت بينابيعها الحرارية، وهي تشبه قلعة طبيعية بسبب جوانبها الصخرية المحيطة بها من ثلاث جهات.

سهل "جدر" الذي يقع في الجزء الجنوبي من المدينة، تحيط به الغابات وفيه العديد من المناطق الترفيهية، واستضاف هذا السهل ألعاب سباق الخيل والمهرجانات والفعاليات الرياضية للأذربيجانيين لسنوات.

كما أن شوشة موطن العديد من الموسيقيين الكبار أمثال "جبار قار ياغدي أوغلو" و"قربان بيريموف" و"سيد شوشنسكي" و"عزير حاجييوف" و"رشيد باهبودوف" و"نيازي" و"فكرت أميروف".

إضافة إلى أنها موطن كتاب ومفكرين كبار أمثال "خورشيد بانو نطاوان" و"قاسم باي ذاكر" و"سليمان ثاني أخوندوف" و"عبد الرحيم حق وردييف" و"نجف باي وزيرف".

كما أن شوشة موطن السياسي والمحامي والمؤلف والصحفي أحمد آغا أوغلو، أحد أبرز شخصيات تاريخ الفكر التركي، وقد أمضى قسما من حياته في أذربيجان والقسم الآخر في تركيا.

وبالنظر إلى كل هذه الميزات التي تمتلكها شوشة، فإن تحريرها يعني الكثير، وهي ليست مجرد مدينة بعيون أذربيجان.

ومع إعلان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في وقت سابق الأحد، تحرير مدينة شوشة، تدفق الأذربيجانيون فرحا وابتهاجا بالخبر السار إلى الشوارع.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın