سكان "إربين" الأوكرانية يسعون لإعادة الإعمار ومحو آثار الحرب (تقرير)
المدينة تبعد 25 كيلومترا عن مركز العاصمة كييف وتعرضت لأضرار بالغة جراء القصف الروسي

Kiev
كييف / ديميتري تشيرجيو / الأناضول
يواصل سكان مدينة إربين غرب العاصمة الأوكرانية كييف، جهودهم من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها بمدينتهم، بعد أن دمرتها الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا منذ أواخر فبراير/ شباط الماضي.
تبعد إربين 25 كيلومترا عن مركز كييف، وتعرضت لأضرار بالغة من القصف الروسي، وبعد عودة المواطنين ودخول خطوط المياه الخدمة من جديد، شرع سكانها في تنظيف الشوارع والميادين وإصلاح منازلهم المتضررة بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها.
ـ سنتغلب على المشاكل
أحد سكان المدينة يدعى زهاريي، قال للأناضول إن منزله تعرض لأضرار كبيرة بسبب الحرب، وإنه يحاول إصلاحه مع سيارته.
وأضاف أن سكان البناية التي يعيش بها نجوا خلال الاشتباكات، وأن الجنود الروس جاؤوا إلى منازلهم للبحث عن أي مواطن له علاقة بالجيش الأوكراني.
وأشار زهاريي إلى أن العديد من الأشياء قد سرقت من منزله.
وذكر أن الحرب تسببت في تدمير المدينة وموت الكثير من سكانها، معرباً عن أمله بانتهائها في أقرب وقت، وعن ثقته بأن كل شيء بالمدينة سيعود كما كان سابقا.
ـ لم نعد نخاف
وقال مواطن آخر من سكان المدينة يُدعى فيكتور، للأناضول، إنه ولد بمدينة دونيتسك بمنطقة دونباس ثم انتقل بعد ذلك إلى إربين.
وأفاد بأنه كان في منزله وقت الهجمات الروسية، إلا أنه لم يهرب من المدينة مشيراً إلى أنه خرج من دونباس قبل ذلك بسبب الحرب عام 2014، لكنه وجد الحرب مرة أخرى في إربين.
وتابع: "لم يعد أي شيء يخيفنا. لا أعلم ما إذا كانوا سيستخدمون السلاح النووي. ولكن الشعب لم يعد يهتم بذلك كثيراً. لقد عشنا ورأينا بأنفسنا تأثيرات كارثة مفاعل تشيرنوبل".
وزاد: "هدف الحروب على بلدنا هو تدمير كل شيء. سيتوجب علينا إعادة إنشاء كل شيء تدمر. وأنا واثق بقدرتنا على فعل ذلك وبقدرة أوكرانيا على النهوض مجددا".
ـ لا نفكر في ترك بلادنا
مواطن آخر يدعى أناتولي، قال للأناضول إنه كان يعمل في النجارة قبل الحرب، وإن الطائرات الروسية قصفت ورشته.
وأضاف أن القصف الروسي طال البنية التحتية المدنية، وأن خطوط الكهرباء لم يتم إصلاحها تماماً حتى الآن.
وأشار إلى أنه احتمى مع عائلته في مخبأ تحت البناية أثناء الهجمات الروسية، مؤكداً أنه لا يرغب في ترك بلاده.
واستطرد: "سأعيد بناء ورشتي مرة أخرى عقب انتهاء الحرب لأني أرغب في مواصلة مهنة النجارة".
ومنذ 24 فبراير الماضي، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، ما خلف أزمة إنسانية وأضرارا اقتصادية عالمية وردود فعل دولية غاضبة.