دولي

روسيا وأوكرانيا.. من جبهات الحرب إلى مفاوضات إسطنبول (تسلسل زمني)

- أنظار العالم تتجه الخميس إلى مدينة إسطنبول التركية حيث تنعقد مفاوضات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا في محاولة جديدة لإنهاء الحرب المدمرة المتواصلة بين الجارتين منذ 24 فبراير 2022

Muhammed Yusuf  | 15.05.2025 - محدث : 15.05.2025
روسيا وأوكرانيا.. من جبهات الحرب إلى مفاوضات إسطنبول (تسلسل زمني)

İstanbul

إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول

- أنظار العالم تتجه الخميس إلى مدينة إسطنبول التركية حيث تنعقد مفاوضات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا في محاولة جديدة لإنهاء الحرب المدمرة المتواصلة بين الجارتين منذ 24 فبراير 2022
- الصراع الدموي شهد محطات عدة بدءا بحشود عسكرية واندلاع القتال ومحاولات إنهاء الحرب عبر محادثات مرورا بإبرام اتفاقية الحبوب ثم جمود المفاوضات حتى العودة إلى إسطنبول

الجيش الروسي يهاجم أوكرانيا ويقصف الدولة الجارة بمختلف أنواع الأسلحة، ويبدأ عملية عسكرية برية..

على وقع هذا الخبر، استيقظ العالم صباح 24 فبراير/ شباط 2022، ليجد نفسه أمام أزمة ضخمة، أعادت للأذهان أجواء وتداعيات الحروب العالمية.

مبرر موسكو هو أن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.

واستنفرت الدول الغربية، وعلى رأسها الأوروبية، خشية أن تمتد الحرب إلى ما بعد أوكرانيا، وفرضت عقوبات غير مسبوقة على روسيا.

الخلاف الروسي مع أوكرانيا لم يكن حديثا، واندلعت بينهما حروب سابقة، ولعل ما جرى في شبه جزيرة القرم عام 2014 من أبرز الدلائل على علاقات الجارتين المتفجرة.

** ما قبل 2022

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، حافظت روسيا وأوكرانيا على علاقات وثيقة بينهما.

وبعد أيام من فرار الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش من العاصمة كييف أواخر فبراير/ شباط 2014، بدأ مسلحون موالون لروسيا ومعارضون لحركة "الميدان الأوروبي" (موالية للغرب) السيطرة على شبه جزيرة القرم.

وبعد احتلال برلمان القرم، أعلنت ما تسمى "قيادة القرم" أنها ستجري استفتاء للانفصال عن أوكرانيا.

وأعقبه ضم روسيا لشبه جزيرة القرم منتصف مارس/ آذار 2014، ورفضت أوكرانيا ومعظم المجتمع الدولي الاعتراف بالاستفتاء أو الضم.

وفي 15 نيسان/أبريل من العام نفسه، أعلن البرلمان الأوكراني أن شبه جزيرة القرم هي "أرض محتلة" من جانب روسيا، وتواصلت التوترات بين موسكو وكييف.

** الحرب الراهنة

إرهاصات الحرب الراهنة بدأت بحشد عسكري روسي منذ مارس/ آذار وأبريل/ نيسان 2021، ثم تصاعدت في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حتى اندلعت الحرب في فبراير/ شباط 2022.

خلال الحشد العسكري الثاني، تقدمت روسيا إلى الولايات المتحدة و"الناتو" بمشروعي معاهدتين تشملان ضمانات أمنية، بينها تعهد ملزم بعدم انضمام أوكرانيا إلى الحلف، وخفض عدد قوات "الناتو" وعتاده في أوروبا الشرقية.

فجأة، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير/ شباط 2022 جيش البلاد بدخول أوكرانيا، وتبع ذلك غارات جوية استهدفت مباني عسكرية، ودخلت دبابات روسية إلى أوكرانيا عبر حدود بيلاروسيا.

فيما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحكام العرفية، ودوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في جميع أنحاء البلاد.

وفي أواخر سبتمبر/ أيلول 2022، نظم مسؤولون نصّبتهم روسيا في أوكرانيا استفتاءات بشأن ضم الأراضي الأوكرانية المحتلة.

وشملت هذه الأراضي "جمهورية دونيتسك الشعبية"، و"جمهورية لوغانسك الشعبية" في منطقتي دونيتسك ولوغانسك اللتين تحتلانها روسيا.

وفي نهاية الشهر نفسه، أعلن بوتين ضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريزهيا، ونددت أوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالضم، باعتباره غير قانوني.

** محطات بارزة

- 4 مارس/آذار 2022

روسيا تعلن سيطرتها على محطة زاباروجيا، أكبر محطة للطاقة النووية بأوروبا وإحدى أكبر المحطات عالميا.

- 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022

موسكو تأمر قواتها بالانسحاب من مدينة خيرسون الساحلية جنوب أوكرانيا على الضفة اليسرى لنهر دنيبر.

- 6 يونيو/حزيران 2023

تفجير سد كاخوفكا بمنطقة خيرسون جنوب أوكرانيا يؤدي إلى فيضانات في المناطق المحيطة، وإجبار آلاف الأوكرانيين على ترك منازلهم.

اتهمت روسيا أوكرانيا بمحاولة قطع المياه العذبة عن شبه جزيرة القرم، بينما قالت كييف إن موسكو فجرت السد لإبطاء هجوم مضاد أوكراني متوقع.

- 10 يونيو/حزيران 2023

زيلينسكي يعلن أن أوكرانيا شنت هجوما مضادا ضد روسيا بهدف اختراق خط المواجهة في شرق وجنوب البلاد.

- 10 مايو/ أيار 2024

كييف تعلن أن القوات الروسية حاولت اختراق دفاعاتها بمنطقة خاركيف الشمالية الشرقية.

ويمثل ذلك فتح جبهة جديدة في الحرب، التي كانت متمركزة في المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا، وخاصة دونيتسك.

- 6 أغسطس/آب 2024

أوكرانيا تتوغل في منطقة كورسك الحدودية الروسية، حيث دخلت قواتها إلى القرب من بلدة سودجا، على بُعد نحو 10 كيلومترات من الحدود الأوكرانية.

وتقول كييف إنها سيطرت على أكثر من 1300 كيلومتر مربع من المنطقة الحدودية.

- 11 يناير/ كانون الثاني 2025

زيلينسكي يعلن أن القوات الأوكرانية أسرت في منطقة كورسك الحدودية الروسية جنديين كوريين شماليين جريحين كانا يقاتلان في صفوف الجيش الروسي.

وأعرب عن استعداد كييف لتسليم الجنديين إلى بيونغ يانغ مقابل عودة أسرى الحرب الأوكرانيين المحتجزين في روسيا.

- 19 أبريل/ نيسان 2025

رئيس هيئة الأركان العامة الروسي فاليري جيراسيموف يقول إن الجيش طرد القوات الأوكرانية من كامل كورسك تقريبا.

** محادثات السلام

- 28 فبراير/ شباط و3 و7 مارس/ آذار 2022

انعقاد مفاوضات سلام بين موسكو وكييف بمنطقة غوميل وبيرست على الحدود بين بيلاروسيا وأوكرانيا، بمبادرة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

رغم حضور مسؤولين من البلدين، لم تسفر المفاوضات عن أي توافقات، ليتم نقلها لاحقا إلى تركيا.

- 10 مارس/ آذار 2022

مدينة أنطاليا التركية تحتضن مفاوضات بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وأوكرانيا ديمتري كوليبا، بمشاركة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو كوسيط.

- 28 إلى 30 مارس/ آذار 2022

- مدينة إسطنبول التركية تستضيف جولة رابعة من المفاوضات، والجانب الأوكراني يقترح تجميد وضع شبه جزيرة القرم، وإبرام اتفاقية دولية بشأن الضمانات الأمنية.

في المقابل أعلن الوفد الروسي نيته تقليص أنشطته العسكرية شمال أوكرانيا، وصدر بيان إسطنبول كإطار للتسوية.

لكن لاحقا، اتهمت موسكو الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، بتعطيل تفاهمات إسطنبول.

- 22 سبتمبر/أيلول 2022

تركيا تنجح في تسهيل عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا.

- 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2022

زيلينسكي يوقع مرسوما يمنع التفاوض مع روسيا.

** اتفاقية الحبوب

- 22 يوليو/تموز 2022

بوساطة تركيا والأمم المتحدة، روسيا وأوكرانيا توقعان اتفاقية "معبر الحبوب"، لعودة حجم صادرات الحبوب الأوكرانية إلى مستوى ما قبل الحرب، أي تصدير 5 ملايين طن متري شهريا.

وتنص الاتفاقية على تفتيش السفن المشاركة في تصدير الحبوب الأوكرانية عند الدخول والخروج من البحر الأسود، للتأكد من عدم حملها أسلحة.

الاتفاقية تتضمن مرورا آمنا من وإلى الموانئ الأوكرانية المنصوص عليها، حيث تبحر السفن التي سيتتبعها مركز التنسيق المشترك في البحر الأسود إلى مضيق البوسفور التركي ومنه إلى الأسواق العالمية.

وتبلغ مدة سريانها 4 شهور، لحين تجديدها.

- 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2022

روسيا تعلق اتفاقية الحبوب على خلفية اتهامها الجانب الأوكراني بتفجير جسر القرم.

- 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022

موسكو تتراجع عن تعليق اتفاقية الحبوب عقب مباحثات مع الجانب التركي.

- 13 مارس/ آذار 2023

تمديد اتفاقية الحبوب لمدة 60 يوما.

- 17 يوليو/ تموز 2023

روسيا تخطر تركيا والأمم المتحدة وأوكرانيا بعدم رغبتها في تمديد الاتفاقية مجددا.

** جمود المفاوضات

- مايو/ أيار 2023

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يقول إن مفاوضات السلام "غير ممكنة في هذه اللحظة"، ومن الواضح أن روسيا وأوكرانيا "منغمستان تماما في الحرب".

- 15-16 يونيو/حزيران 2024

ممثلون عن 92 دولة وثماني منظمات دولية يحضرون قمة السلام الأوكرانية في سويسرا.

والقمة، الذي لم تشارك فيها روسيا، تعتمد بيانا ختاميا لم توقعه بعض الدول المشاركة، وبينها البرازيل والهند وجنوب إفريقيا والسعودية.

والبيان يتناول ثلاث قضايا رئيسية هي صادرات الحبوب الأوكرانية، وسلامة محطات الطاقة النووية، وعودة أسرى الحرب.

** محادثات 2025

- يناير/ كانون الثاني 2025

في أعقاب تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

- فبراير/ شباط ومارس/ آذار 2025

السعودية تستضيف لقاءات لمناقشة سبل إنهاء الحرب.

أحد هذه اللقاءات يجمع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وآخر بين روبيو ونظيره الأوكراني أندريه سيبيها.

- 27 فبراير/ شباط 2025

القنصلية الأمريكية في إسطنبول تستضيف مفاوضات أمريكية روسية، لبحث سبل إصلاح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

- 11 مارس/ آذار 2025

أوكرانيا توافق على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار، وروسيا تقبله بشروط، ثم يتهم كل طرف الآخر بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.

- 10 أبريل/ نيسان 2025

القنصلية الروسية بإسطنبول تستضيف مفاوضات روسية أمريكية، لبحث سبل إصلاح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

​​​​​​​** عودة إلى إسطنبول

- 10 مايو/ أيار 2025

بوتين يقترح استئناف محادثات "مباشرة" مع أوكرانيا "دون شروط مسبقة" في إسطنبول الخميس 15 مايو/ أيار 2025، بعد توقفها عام 2022.

بعد ساعات يؤكد زيلينسكي استعداده للقاء بوتين في إسطنبول الخميس، معتبرا أنه "لا جدوى من إطالة أمد الحرب".

- 11 مايو/ أيار 2025

دائرة الاتصال بالرئاسة التركية تعلن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب لنظيريه الروسي والأوكراني عن استعداد بلاده لاستضافة محادثات السلام.

الكرملين يقول إن الرئيس أردوغان قدَّم دعمه الكامل لمبادرة بوتين بشأن إجراء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول.

- 12 مايو/ أيار 2025

زيلينسكي يقول إنه سيلتقي أردوغان الخميس، وسينتظر بوتين في تركيا.

ترامب يرحب بانعقاد الجولة الجديدة من المفاوضات في إسطنبول.

- 14 مايو/ أيار 2025

بوتين يصادق على أسماء الشخصيات التي ستمثل بلاده في مفاوضات السلام مع أوكرانيا بإسطنبول، وسيترأس الوفد مستشاره فلاديمير ميدينسكي.

ومن بين أعضاء الوفد: نائب وزير الخارجية ميخائيل غالوزين، ورئيس الإدارة العامة لهيئة الأركان إيغور كوستيوكوف، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين.

ومنذ اندلاع الحرب، برزت تركيا جهةً دبلوماسيةً محوريةً في الوساطة بين كييف وموسكو، وحافظ أردوغان على قنوات اتصال مفتوحة بين الجانبين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.