دولي, archive

جامع الصحابي معاذ بن جبل في اليمن مهدد بالانهيار

جامع "الجند" الذي أسسه بن جبل يتعرض لتصدعات وتشققات خطيرة تتزايد يومًا بعد يوم، بحسب إمامه وخطيبه.

09.08.2012 - محدث : 09.08.2012
جامع الصحابي معاذ بن جبل في اليمن مهدد بالانهيار

تيسير السامعي

تعز(اليمن) – الأناضول

حذّر إمام وخطيب جامع "الجند"، الذي أسسه الصحابي معاذ بن جبل بمدينة تعز باليمن، من انهيار الجامع لا سيما بعد تعرضه لتصدعات وتشققات خطيرة تتزايد يومًا بعد يوم في عدد من جوانبه، علاوة على أن منارته تشهد انحرافًا واضحًا.

وقال الشيخ زيد المحاقري لمراسل وكالة "الأناضول" للأنباء إن "ما يتعرض له الجامع يجعله بحاجة إلى عملية ترميم كاملة"، مشيرًا إلى أن "ما يثير الخوف ويبعث القلق هو عدم معرفة أين تذهب مياه الأمطار التي تتجمع فوق سطح الجامع، كما لا نعرف أيضا مصير مياه المجاري التابعة لحمامات المسجد، والتي قد تكون سببًا في ميلانه ومنارته إلى الجهة الغربية".

وكان معاذ بن جبل قد أسس هذا الجامع عام 6هـ (627)م، في منطقة "الجند" التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة تعز على بعد 22كم منها، وذلك بعدما بعثه محمد خاتم المرسلين إلى اليمن ليعلّم أهلها أمور وأحكام الدين ويقضي بينهم فيما اختلفوا فيه وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، وإن كانت بعض الروايات تقول إنه أسسه في السنة التاسعة للهجرة.

وفي السياق ذاته، قال مؤذّن الجامع عبد الرحمن عبده لمراسل "الأناضول" إن الجامع يتعرّض لإهمال كبير فأعمدته تعرضت أجزاء منها للتساقط، كما أنه يفتقر إلى مكتبة تليق بتاريخه العريق، وما هو موجود به عبارة عن كتيبات أشبه بالمنشورات.

وأضاف أن الجامع ظل يفتقر إلى "سجاد" لفترة طويلة حتى جاءت فاعلة خير وتبرعت بالسجاد الموجود به حاليًا، رغم أنه يمتلك الكثير من الأوقاف.

أما محمد ياسر، أحد سكان المنطقة فقال لمراسل "الأناضول" إن ما يتعرض له الجامع من إهمال يعد "جريمة في حق الوطن والتاريخ حيث صار في حالة يرثى لها".

وأوضح ياسر أن عمليات الترميم التي تمت لجامع "الجند" في وقت سابق سواء الرسمية أو الخيرية "لم تكن تستند إلى مقومات صحيحة فالمنبر القديم للجامع الذي أهداه صلاح الدين الأيوبي له قبل حوالي 800 عام، شهد أعمال طلاء وترميم لبعض أجزائه لكنها كانت عملية تدميرية وتخربيية طمست نقوشه الجميلة ومآثره الحسنة".

وأضاف أن الزائر للجامع يشعر بالاستغراب وهو يشاهد سطحه وقد نمت عليه الأعشاب كأنك تقف أمام منزل مهجور وليس أمام مسجد تاريخي.

وطبقا لروايات المتخصصين في الآثار فإن الجامع قد أعيد بناؤه عام 402 هـ(1011م)، ولكنه تعرض للهدم عام 558هـ (1162م)، فأعيد بناؤه مرة أخرى عام 575هـ (1179م) حيث أضيف له الرواق الجنوبي والرواقان الجانبيان والصحنان الواقعان بالحرم.

واحتضنت منطقة "الجند" قديمًا أحد أسواق العرب الموسمية قبل الإسلام، كما أنها يحيط بها سور عظيم ولها لها ثلاثة أبواب هي "باب اليسر، وباب الحديد، وباب الحمام"، وقد أقام الملك المظفر عمر بن رسول فيها المدارس وأماكن العلم المختلفة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın