دولي, archive

انتقادات لصورة المرأة المصرية في دراما رمضان

انتقد زوار مواقع التواصل الاجتماعي ونقاد فنيون تقديمها في صورتي المرأة "اللعوب"، و"السطحية"

27.07.2012 - محدث : 27.07.2012
انتقادات لصورة المرأة المصرية في دراما رمضان

كوثر الخولي

القاهرة- الأناضول

تجلس ثلاث نساء يتهامسنَّ في حديقة المنزل الذي يجمعهنَّ، يفكرنَّ في وسيلة لمنع زوجهنَّ من الزواج برابعة؛ حيث يخطط للارتباط بفتاة لبنانية بحجة الاستفادة من هذه الزيجة في تجارته.

وتتوالى المشاهد التي تظهر صراعات نسائية لا تنتهي من أجل الفوز برضا الزوج الذي يقوم بدوره الممثل الشاب مصطفى شعبان، في المسلسل المصري "الزوجة الرابعة" الذي يعرض في شهر رمضان هذا العام على عدد من القنوات المصرية والعربية.

هذا المسلسل مع مسلسلات أخرى تعرضت لانتقادات واسعة سواء من النقاد الفنيين أو من زوار مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا فيها استمرارًا لتشويه صورة المرأة المصرية بحد وصفهم.

ومن انتقادات موقع "تويتر" تعليق منى تهامي التي قالت: "الفتاة المصرية وقت الثورة تظاهرت واعتصمت وواجهت الغاز والخرطوش، وفي دراما رمضان ظهرت كامرأة لعوب أو سطحية تافهة أو خائنة.. ما هذا العبث؟"   

وقالت دينا الشابي: "مسلسل الزوجة الرابعة فيه إهانة واحتقار للست (للسيدة) هذا أمر مخجل".

وانتقد السيناريست عباس أبو الحسن المسلسل، قائلا: "مسلسل الزوجة الرابعة عنده فرصة كبيرة يكون نمرة (رقم) واحد، ولكن في الرخص"، في إشارة إلى أن العمل يحمل بعض الإيحاءات الجنسية، وخاصة فيما يتعلق بالتنافس الحريمي من جهة، وبين تباهي الزوج بقدرته الصحية على الزواج بأكثر من زوجة من جهة أخرى.

انتقادات أخرى طالت مسلسل "كيد النسا"، الذي تقوم ببطولته كل من الراقصة فيفي عبده ونبيلة عبيد وأحمد بدير الذي يقوم بدور زوج تتنافس عليه سيدتان.

وعلقت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله، على هذين العملين فيما يتعلق بصورة المرأة فيهما بقولها لمراسلة وكالة "الأناضول" للأنباء: "هذان العملان متواضعان في مستواهما الفني، فكيف نتوقع منهما أن يقوما بتقديم قيمًا إيجابية متعلقة بالمرأة؟"

واعتبرت أن مثل هذه الأعمال "أساءت للرجل وأظهرته بالسطحية والغريزية مثلما أساءت للمرأة".

وأرجع الناقد الفني أحمد يوسف سبب ظهور صورة المرأة في دراما رمضان هذا العام "بشكل سلبي" إلى أن "كتاب السيناريو في أغلب الأحوال هم رجال، وعندما يكتب فالرجل عنده في المركز الأول وفي موضع البطولة، بينما المرأة مجرد مساعد له، ولا تتعدى كونها رد فعل لمواقفه".

ورأت الناقدة السينمائية ماجدة موريس أن "الثقافة الذكورية لاتزال هي الحاكم الآمر فيما تتناوله بعض الأعمال الفنية؛ فهذه النوعية من الأعمال تخاطب غرائز المجتمع المحافظ الذي يرى أن مظهرًا من مظاهر الرفاهية هو أن يتزوج الرجل من أربع نساء".

غير أن موريس لفتت إلى وجود مسلسلات قدمت صورة "إيجابية" للمرأة قائلة: "ظهرت المرأة الكادحة المجتهدة في مسلسلات مثل "البلطجي" و"طرف ثالث"، وظهرت المرأة العظيمة التي لها دور تاريخي في مصر مثل شخصية "نفيسة المرادية" في مسلسل "نابليون والمحروسة".

بدورها، قالت نهاد أبو القمصان الناشطة الحقوقية ورئيس المركز المصري لحقوق المرأة: إن "تشويه صورة المرأة المصرية لم يقتصر على المسلسلات، بل امتد إلى البرامج الحوارية" من بينها برنامج "تفاحة" الذي تقدمه اللبنانية نيكول سابا، غير أنها قالت: "لا يمكن إغفال بعض المسلسلات التي قدمت المرأة بصورة محترمة وموضوعية، ولكنها ليست السمة الغالبة".

وتقدم الدراما التليفزيونية المصرية خلال شهر رمضان الجاري ما يزيد على ٧٠ مسلسلاً، تجاوزت تكلفة إنتاجها 1.4 مليار جنيه (نحو 232 مليون دولار).

 

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın