تركيا, الدول العربية

معسكر "بعشيقة" بالعراق.. عنصر هام في استراتيجية تركيا لمكافحة "داعش"

Muhammed Nehar  | 31.03.2016 - محدث : 31.03.2016
معسكر "بعشيقة" بالعراق.. عنصر هام في استراتيجية تركيا لمكافحة "داعش"

Ankara


أنقرة/ سنان بولاط/ الأناضول

يعتبر معكسر بعشقية، في محافظة نينوى العراقية، أحد الدعائم الهامة في عمليات تركيا ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث تدرب القوات التركية في المعسكر، عناصر تركمانية وعربية وكردية، فضلًا عن تولي بعضها حماية المنطقة التي يتم فيها التدريب.

ويضم المعسكر عسكريين أتراك من أجل تدريب قوات من "البيشمركة" وعناصر محلية بناءاً على طلب سابق من رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وعاد إلى الواجهة بعد نقل جنود أتراك إليه في ديسمبر/ كانون أول 2015، إذ استبدلت الوحدات التركية الموجودة في بعشيقة قواتها، وأُرسل 150 جندياً إضافياً برفقة 25 دبابة إلى المنطقة، إلا أن الحكومة العراقية أصرت على سحب تلك الوحدات بذريعة انتهاك الحقوق السيادية للبلاد.

وإثر ذلك أكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أن الأنشطة التدريبية في المعكسرالذي يبعد قرابة 30 كم، عن مدينة الموصل بدأت بطلب من محافظ نينوى، وبتنسيق مع وزارة الدفاع العراقية، قائلاً "مستعدون لتقديم كافة أشكال الدعم في ضوء طلب الجيش الوطني والشرطة العراقيين".

وأضاف داود أوغلو، حول هدف تأسيس المعسكر "السبب الوحيد لوجودنا هناك، هو استعادة الموصل من داعش، وضمان وحدة التراب العراقي"، مؤكداً أن تركيا مستعدة لتقديم كافة أشكال الدعم من أجل حماية وحدة الأراضي العراقية، والمساهمة في استقرارها.

وبناءًا على التطورات، أعادت تركيا تنظيم قواتها هناك مجدداً، حيث يواصل المعسكر دوره كعنصر هام في مكافحة داعش.

ووفقاً لتصريحات مسؤولين أتراك، فإن القوات التركية تدرب قوات عراقية في المعسكر منذ مارس/آذار 2015، إذ يتدرب فيه حالياً أكثر من ألفي عراقي.

وفي رده على أسئلة الأناضول، ذكر البروفسور "كمال إينات"، مدير معهد الشرق الأوسط في جامعة صقاريا التركية، أن المعسكر مهمٌّ من نواحي السياسة التركية تجاه العراق، والأمنية، ومكافحة الإرهاب في المنطقة.

ولفت "إينات" أن طلب حكومة إقليم شمال العراق بخصوص المعسكر، لعب دوراً في تأسيسه، معتبراً أن المعسكر يعد مثالًا للشراكة الأمنية بين تركيا وإدارة "بارزاني"(رئيس إقليم شمال العراق)، إضافة إلى تعاون أنقرة مع القوات المحلية في المنطقة ضد الإرهاب.

ونوه إينات، بأن تركيا ستواصل بقائها في بعشيقة طالما أن التهديدات الأمنية موجودة ضدها.

بدوره، قال "أوفوق أولوطاش" مدير دراسات السياسة الخارجية في "وقف الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي"، إن "المعسكر يعد أبرز دعم تركي لمكافحة داعش بالعراق".

وذكر "أولوطاش" أن الوجود التركي شمالي العراق، لم يبدأ مع معسكر بعشيقة، مشيراً إلى وجود معسكرات أخرى قديمة لتركيا أسست لمكافحة منظمة "بي كا كا" الإرهابية سابقاً، وأن الأزمة التي شهدتها العلاقات التركية العراقية، ما هي إلا نتيجة جهود إيرانية وروسية للضغط على تركيا.

وأوضح أولوطاش، أن "داعش" يسعى لزيادة دعمه الشعبي من خلال الادعاء بإن الإيرانيين سيسيطرون على الموصل، مضيفاً أنه "من أجل ذلك، تؤمن تركيا بأن الأفضل هو استعادة الموصل من قبل العناصر المحلية".

من جهته، وصف الدكتور "هجران قزنجي"، ممثل الجبهة التركمانية العراقية في تركيا، الحملات ضد تركيا بسبب المعسكر بأنها "دعاية تشويه ضد تركيا"، مستذكراً بأن المعسكر أسس بمصادقة الحكومة العراقية، ومجلس محافظة نينوى.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.