تركيا

مرسين التركية.. دبّان صغيران من الكهف إلى كنف الحنان

عُثر عليهما داخل مغارة في سيواس (وسط) وتلقّيا رعاية خاصة بحديقة للحياة الطبيعية بمرسين (جنوب) تمهيدًا لدمجهما في بيئة ملائمة وسط اهتمام بيطري ومتابعة ملؤها المحبة..

Mustafa Ünal Uysal, Hişam Sabanlıoğlu  | 18.05.2025 - محدث : 19.05.2025
مرسين التركية.. دبّان صغيران من الكهف إلى كنف الحنان

Mersin

مرسين/ مصطفى أونال أويصال/ الأناضول

بعد أن وُجدا داخل كهف بإحدى قرى ولاية سيواس التركية (وسط)، بدأ دبّان صغيران رحلة جديدة، من العزلة إلى الرعاية، داخل حديقة طرسوس للحياة الطبيعية بولاية مرسين (جنوب)، وسط اهتمام بيطري خاص ومتابعة تهدف إلى تأهيلهما لحياة آمنة في بيئة شبه برية.

الدبّان، اللذان أُطلق عليهما لاحقًا اسم "فريد" و"بارني"، عُثر عليهما من قِبل أحد المواطنين في مغارة بقرية "بك قوناغي" التابعة لقضاء "هاويك" في سيواس، وتم تسليمهما إلى فرق المديرية العامة لحماية الطبيعة والمتنزهات الوطنية.

عقب التقييم الأولي، وُجهت الأنظار إلى "حديقة طرسوس للحياة الطبيعية" في ولاية مرسين كمكان مناسب لاستقبالهما، حيث نُقلا تحت إشراف بيطري، وأُودعا في وحدة الحجر الصحي، ليحصلا على تغذية ورعاية دقيقة.

الطبيبة البيطرية شيداء أسين أكمن، مديرة حديقة طرسوس للحياة الطبيعية، أوضحت أن المواطن الذي عثر على الدبّين اعتنى بهما في منزله لبضعة أيام، ثم أعادهما إلى الكهف على أمل عودة الأم، غير أن أنثى الدب رفضت الصغيرين، وهو ما استدعى تدخّلًا سريعًا.

وقالت أكمن: "صغر سنهما آلمنا كثيرًا، ورفض الأم زاد من الموقف اهتمامًا، فآثرنا استقبالهما وعكفنا على رعايتهما بكل محبة. كانا صغيرين جدًا عند وصولهما، والآن صارا أكثر نشاطًا. نحن سعداء بوجودهما".

وأشارت إلى أن الحديقة وفّرت لهما بيئة مناسبة للنمو، بما يشمل عبوات رضاعة مليئة بحليب الماعز، وتدريجيًا يُضاف لهما الفواكه كغذاء تكميلي، مضيفة: "نُخرجهما إلى المساحات الخضراء من حين لآخر ليألفا الطبيعة".

وحول تسميتهما بـ"فريد" و"بارني"، أوضحت أكمن أن اسميهما مستوحيان من شخصيات مسلسل الرسوم المتحركة "عائلة فلينستون"، قائلة: "كونهما من مغارة وذكرين جعلنا هذا نربط القصة بأجواء العصر الحجري".

كما نوهت إلى أن الدبّين لا يزالان في مرحلة التأهيل ولم يُعرضا على الزوار بعد، بانتظار الانتهاء من تجهيز موئل طبيعي خاص بهما داخل الحديقة يتيح لهما التفاعل مع البيئة دون ضغط بشري مباشر.

من جانبه، قال البيولوجي يلماز أولماز من طاقم الحديقة، إن فريق العمل يحرص على توفير أقصى درجات الرعاية والاهتمام اليومي للدبّين، موضحًا أن "الحنان الأبوي والأمومي" جزء لا يتجزأ من أسلوب التعامل معهما.

أضاف أولماز: "كل من يعمل هنا يحب الحيوانات حقًا، وهذا ما يُحدث الفرق في الرعاية، فالصغيران يتلقيان العناية كما لو كانا فردين من الأسرة، في بيئة آمنة ومخصصة تمامًا لراحتهما ونموّهما الصحي".

وتعتزم إدارة الحديقة افتتاح موئل دائم مخصص لـ"فريد" و"بارني" قريبًا، ما يتيح للزوار التعرف عليهما عن قرب، ضمن تجربة توعوية تدمج بين حماية الحياة البرية والتثقيف البيئي، في إطار مسؤولية شاملة لرعاية الحيوانات اليتيمة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.