خريطة عثمانية للعالم تتم عامها الخمسمائة

ورسم بيري ريّس هذه الخريطة عام 1513، وقدمها للسلطان "يافوز سليم" أثناء وجوده في مصر. ورُسمت الخريطة على جلد الغزال، باستخدام 9 ألوان، وهي مكونة في الواقع من عدة خرائط لأجزاء مختلفة من العالم.

وتظهر في الأجزاء التي بقيت حتى عصرنا الحالي، السواحل الغربية لأفريقيا والجزر القريبة منها، والمحيط الأطلسي وأجزاء من أميركا الجنوبية والوسطى، وسواحل فلوريدا وجزر الأنتيل.

وفيما يتعلق بالنقاشات التي تثار، حول من اكتشف أميركا أولا، ومن رسم خريطتها الأولى، يعتقد البروفيسور "محمد أق"، كاتب المقالة، أن بيري ريّس رسم خريطته بالاستفادة من خريطة "كريستوفر كولومبس"، وذلك عبر استقاء المعلومات من أحد البحارة، الذين رافقوا كولومبس في إحدى رحلاته، ومن ثم وقع أسيرا في يد القائد العثماني كمال ريّس.

وقام بيري ريّس برسم خريطة ثانية للعالم، أكثر دقة، عام 1528، تُظهر أميركا الشمالية، وتعتبر أقدم خريطة مرسومة لأميركا الشمالية، بشكل علمي، بقيت حتى عصرنا الحالي.

وتُحفظ خريطتا بيري ريّس، في قصر طوب قابى، بإسطنبول، وبدأت إدارة متحف القصر في عرضها للجمهور لفترة قصيرة، بداية من الثالث والعشرين من الشهر الماضي، بمناسبة الذكرى الخمسمائة لرسم الخريطة.

 يشار أن بيري ريّس يعتقد بولادته بين 1465-1470، وخدم بجانب القائد العثماني الشهير "بارباروس خير الدين باشا"، وتولى قيادة البحرية العثمانية في مصر في 1547، وحارب قرب  سواحل اليمن وعدن ضد البرتغاليين، إلا أنه أعدم في 1544، بتهمة التقصير في تأدية المهام، بعد تركه للأسطول العثماني في الخليج العربي بمفرده في مواجهة التهديد البرتغالي.