تركيا

"العدالة والتنمية" التركي: خطة السلام المزعومة تتجاهل مطالب الشعب الفلسطيني

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة أنقرة، الأربعاء، قال خلاله إن خطة السلام المزعومة تعد الفلسطينيين بآلية لتشكيل إدارة تحت الاحتلال وبتوجيه من إسرائيل.

29.01.2020 - محدث : 29.01.2020
"العدالة والتنمية" التركي: خطة السلام المزعومة تتجاهل مطالب الشعب الفلسطيني

Ankara

أنقرة/ الأناضول

أكّد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي عمر جليك، أن خطة السلام المزعومة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هي خطة احتلال تتجاهل كافة المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة أنقرة، الأربعاء، قال خلاله إن خطة السلام المزعومة تعد الفلسطينيين بآلية لتشكيل إدارة تحت الاحتلال وبتوجيه من إسرائيل.

وشدد على أن أنقرة ستواصل السعي من أجل إقامة دولة فلسطين على الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وأشار جيلك إلى أن "صفقة القرن" المزعومة هي خطة احتلال تتجاهل كافة المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني.

ولفت إلى موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الواضح والمعارض، إذ قال "إن القدس ليست للبيع"، وأن الخطة تهدف لإضفاء الشرعية للاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطيني.

وأوضح أن الخطة "لا تعد الفلسطينيين بدولة إنما تعدهم بآلية لتشكيل إدارة تحت الاحتلال وبتوجيه من إسرائيل". 

وأشار إلى أنها المرة الأولى التي يقوم فيها الرئيس الأمريكي باتخاذ قرار بهذه الأهمية دون مناقشته مع الجانب الفلسطيني، ودون تلقي آراء دول المنطقة مثل تركيا، وأن ترامب أعلن عنها بحضور نتنياهو فقط.

كما لفت إلى التوقيت الذي تم الإعلان فيه عن الخطة، "إذ جاء في وقت فشل فيه نتنياهو في تشكيل الحكومة بمفرده، وفشل في تأسيس الحكومة في الانتخابات المتجددة، ويشغل منصب رئاسة الحكومة بشكل مؤقت لغاية الانتخابات المقبلة.

وأشار جليك، إلى أن الولايات المتحدة شجعت لفترة طويلة بناء المستوطنات غير القانونية (في الأراضي الفلسطينية)، وإلتزمت الصمت إزاء العدوان الإسرائيلي وعدوانية حكومة بنيامين نتنياهو تحت ذريعة أمن إسرائيل، وتبنت نهجا أضر بالآمال المتعلقة بتأسيس سلام دائم.

وأضاف أن الاعتراف (الأمريكي) بسيادة إسرائيل على المستوطنات، غير شرعي ويخالف القانون الدولي. 

وأردف: "خطة السلام الأمريكية التي أعلن عنها أمس، ولدت ميتة، وليس من الوارد إطلاقا أن تخدم السلام، تابعوا الصحافة الأمريكية وتصريحات أعضاء الكونغرس، يقولون: في السابق أيضا قُدمت وعود لسنوات طويلة.. لقد تعرضت سياسة الحياد الأمريكية لأضرار بالغة.. سيتم رفض هذه الخطة، ورغم معرفة ذلك، الإعلان عنها سيؤدي إلى صرعات جديدة في الشرق الأوسط.. وبعضهم وصفها بالمضحكة".

وأكد أن تركيا ستبقى على نهجها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس، والمتمثل بضرورة بناء دولة فلسطينية تتناسب مع قرارات مجلس الأمن الدولي ومعايير الأمم المتحدة.

وشدد جليك، على أن ظهور هيكل يرضي الجانب الفلسطيني مهم للسلام والاستقرار، مضيفا: "ولبدء مفاوضات سلام، يجب أول إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وسياسة ضم الأراضي".

ونوه أن أي خطة لا يقبلها الجانب الفلسطيني هي بمثابة تأييد لعدوانية الجانب الإسرائيلي فقط.

وأضاف أن تركيا لن تؤيد أي خطة لا يقبلها الفلسطينيون، ولن تعتبر أي خطة مشروعة إن لم يعتبرها الفلسطينيون مشروعة.

وانتقد جليك، وجود سفراء الإمارات وسلطانة عمان والبحرين أثناء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو عن الخطة.

وأضاف "إنهم أعطوا إشارات تفيد بقبولهم الخطة وإضفائهم الشرعية عليه، والمخجل بالنسبة للعالم الإسلامي، هو محاولات أحدهم إضفاء الشرعية على خطة سيتم رفضها فورا".

وعلق على بيانات الخارجية المصرية والإماراتية ودول أخرى بشأن الخطة والتي أعلنت فيها عن تقديرها للجهود الأمريكية، قائلا "في هذه الخطة لا يوجد جهود أو طرفين أو فلسطينيين".

وأضاف جليك أن "تأييد خطة تستبعد الفلسطينيين وتؤسس آلية لإدارة الإحتلال تخضع لإسرائيل تحت اسم دولة فلسطينية يعني تأييد استعباد الفلسطينيين، هذا مدعاة للخجل".

ودعا لضرورة حماية حق العودة للاجئيين الفلسطينيين، وعدم قبول بأي شكل من الأشكال تأسيس دولة عنصرية.

والثلاثاء، أعلن ترامب في مؤتمر صحفي بواشنطن "صفقة القرن" المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو.

وتتضمن الخطة التي رفضتها السلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.

وفي سياق آخر، ردا على قرار القضاء البلجيكي حظر محاكمة 36 شخصا ممن لهم صلة بمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، أشار عمر جليك إلى أن محاولة بروكسل تبرئة منظمة إرهابية، يُظهر ضعف القضاء البلجيكي في مواجهة الإرهاب.

وشدد على أن بلاده ستواصل الكفاح ضد قرار القضاء البلجيكي لعدم توافقه مع القيم الإنسانية والقانونية. 

وقال جيلك بأن منظمة بي كا كا الإرهابية تعد من أبرز المنظمات المتورطة بتجارة المخدرات في أوروبا، وقتلت الكثير من الأشخاص من مدنيين وعسكريين، وقد صُنفت من قبل الاتحاد الأوروبي الذي يضم بلجيكا ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية.

وأردف بأن قرار بروكسل - بالرغم من تصنيف منظمة بي كا كا ضمن لائحة الإرهاب من قِبل دول عديدة مثل الولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا - يظهر مدى ضعف القضاء البلجيكي أمام الإرهاب.

ولفت إلى أن القرار لا يتوافق إطلاقا مع القيم الإنسانية والقانونية، وأن أنقرة ستكافح حتى النهاية ضد نتائجه السياسية، من خلال التأكيد على معارضتها له في كل فرصة.

وأكد على أن هذا القرار يعد وصمة عار على جبين القضاء البلجيكي، إذ لا يسعى لتبرئة المنظمة الإرهابية فقط، إنما يفتقر للعناصر القانونية أيضا. 

وأمس الثلاثاء، صادقت المحكمة العليا البلجيكية على قرار غرفة الاتهام البلجيكية، القاضي بعدم إمكانية محاكمة 36 شخصًا ومؤسسة بينهم قيادات لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية.

وفي مارس 2019، قرر القضاء البلجيكي، عدم إمكانية محاكمة أكثر من 30 شخصًا ومؤسسة في إطار قوانين مكافحة الإرهاب، بينهم قيادات منظمة "بي كا كا" الإرهابية في أوروبا.

وجاء في القرار أنه "لا يمكن محاكمة 36 شخصًا ومؤسسة، بينهم قيادات "بي كا كا" في أوروبا، في إطار قوانين مكافحة الإرهاب، وأن "بي كا كا" هي طرف اشتباك غير دولي، وبالتالي فإن المحاكم البلجيكية ليس لديها صلاحية النظر في القضية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.