اختتام ملتقى علماء البلقان في ولاية أدرنة التركية
تم خلال الملتقى تبادل الأفكار حول العديد من القضايا بدءا من الخدمات الدينية إلى الأنشطة الاجتماعية والثقافية

Edirne
أدرنة (تركيا)/ الأناضول
اختتم في ولاية أدرنة غربي تركيا، الأحد، ملتقى علماء البلقان الذي نُظّم برعاية من ولاية المدينة، في مركز البلقان للمؤتمرات بجامعة تراقيا.
وبشراكة "وقف معمار سنان" بأدرنة، ومنصة التعاون لمدن البلقان، نظم وقف علماء الإسلام، الملتقى تحت عنوان "قبتنا السماوية"، بحضور عدد من المفتين والعلماء من شمال مقدونيا وكوسوفو وألبانيا وصربيا والبوسنة والهرسك ومنطقة السنجق وتراقيا الغربية وبلغاريا ورومانيا وسلوفينيا والجبل الأسود وشبه جزيرة القرم.
وفي ختام الملتقى، تلا رئيس وقف علماء الإسلام، البروفيسور نصر الله حاجي مفتي أوغلو، البيان الختامي.
وقال حاجي مفتي أوغلو، إنه تم التأكيد بقوة في الملتقى على أخوة الأناضول والبلقان اللتان تعتبران عنصران مكملان لجغرافية القلب.
وأشار إلى أنه تم خلال الملتقى تبادل الأفكار حول العديد من القضايا بدءاً من الخدمات الدينية إلى الأنشطة الاجتماعية والثقافية.
وأضاف: "عالمنا يشهد أزمة إنسانية، فقد داست القوى العالمية على القيم الإنسانية الأساسية التي تم اكتسابها عبر تجارب مؤلمة على مدار قرون، مستغلة تشتت الدول الإسلامية للاستمرار في نظام الاستعمار، ما أدى إلى تهميش مبادئ الأخلاق العالمية وقواعد القانون الدولي ومؤسساته بلا مبالاة. وقد تضرر العالم الإسلامي بشكل كبير من هذه التطورات اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ولا يزال يعاني من آثارها".
وأردف: "في ظل هذه التطورات، من الضروري أن يقوم العلماء الذين يعتبرون ورثة الأنبياء بنقل تعاليم الأنبياء وتوعية المجتمع وإطلاق مبادرات ملموسة تهدف إلى التأثير على مواقف وسلوكيات صنّاع القرار الوطنيين والدوليين لتحقيق العدالة والإنصاف".
- لا يمكن قبول الصمت على الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة الإسرائيليين في غزة
وأشار حاجي مفتي أوغلو، إلى أن "الهيمنة العالمية" تأسست بواسطة العالم الغربي.
وأكد أن هذه الهيمنة لا تمتلك عقلية تضمن العيش المشترك والمكاسب المشتركة.
وتابع حاجي مفتي أوغلو: "في العالم الذي تتخيله هذه الهيمنة، يتم خلق الخصوم ويتم وضع الذات في موقع الفائز المطلق على حساب خسارة الآخرين. والعالم الإسلامي والإنسانية جمعاء تعاني اليوم من هذا الواقع".
ودعا "ممثلي المؤسسات والمنظمات الدينية وعلماء الدين الإسلامي وقادة الرأي للقيام بدراسات ليوضحوا للعالم أن الحضارة الإسلامية، التي تقوم على مبادئ الرحمة والمحبة، هي البديل".
واستطرد: "من غير المقبول ألا يتفاعل العالم الإسلامي بالشكل المناسب مع الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل الصهيونية في غزة أمام أنظار العالم، وما تشكله من تهديد وخطورة على المنطقة، بدعم من القوى الإمبريالية، ولا تتخذ الخطوات اللازمة لوقف هذا القمع".
وأضاف: "وبينما تمارس القوى العالمية ضغوطا مستمرة على العالم الإسلامي باستخدام حقوق الإنسان كذريعة وتبرير للتدخلات الدولية، فمن غير الممكن قبول صمتها ونفاقها بشأن مقتل الأطفال والنساء والشيوخ".
وشدد حاجي مفتي أوغلو، على ضرورة أن يأخذ المجتمع الدولي على الفور زمام المبادرة بكل موارده بشأن هذه القضية.
- يجب على المسلمين أن يكونوا يقظين
وأكد حاجي مفتي أوغلو، على ضرورة أن تظهر المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الرسمية في العالم الإسلامي الحساسية المطلوبة لحماية حقوق المسلمين في الدول التي يعيشون فيها كأقلية، والحيلولة دون تعرضهم للانتهاكات.
وشدد على أنه يجب على المسلمين أن يكونوا في حالة تأهب ضد المشاريع الإمبريالية والاستشراقية التي تنفذها القوى المهيمنة من خلال الهياكل العرقية والجماعات الدينية من أجل تحقيق طموحاتها في العالم الإسلامي.
وأردف: "يقبل علماء الإسلام وقادة الرأي حقيقة الطائفة والهياكل الصوفية التي تنشأ من تفسيرات النصوص الدينية التي تعتمد على أسلوب معين، لكنهم يتخذون الإجراءات اللازمة تجاه المواقف المتعلقة بالتعصب المجتمعي والطائفي".
وأفاد حاجي مفتي أوغلو، أن "التعليم من خلال القيم المستوردة واللغة الاستعمارية ينتج أناساً مغتربين عن مجتمعهم، وأن على العلماء وقادة الرأي الإسلامي أن يركزوا على الدراسات التي من شأنها ضمان الحفاظ على القيم الإسلامية من أجل تعليم ديني سليم في البلدان الإسلامية".
كما شدد على وجوب التركيز على أنشطة التوعية في الأسرة والمدرسة والمجتمع.
وتابع حاجي مفتي أوغلو: "ينبغي للعلماء المسلمين وقادة الرأي أن يركزوا على الأنشطة التي من شأنها زيادة القوة التمثيلية للمسلمين، والرد على المواقف المناهضة للدين والمعادية للإسلام في البلدان التي يعيشون فيها، وشرح الإسلام للبشرية جمعاء بلغة مناسبة".
وأردف: "كما يجب على علماء الدين الإسلامي وقادة الرأي أن يجتمعوا على فترات منتظمة بطريقة مخططة ومبرمجة ويناقشوا مشاكلهم، ويركزوا على التحركات المدنية التي من شأنها أن تنتج حلولاً مجدية".
وأكد حاجي مفتي أوغلو، على أن وقف علماء الإسلام، عازم على الاجتماع مع جميع علماء الإسلام في العالم، مثل الاجتماع الذي جرى مع علماء البلقان وشبه جزيرة القرم في أدرنة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.