تركيا

أول امرأة أميرال بتركيا.. غوكشن فرات: العسكرية أسلوب حياة (مقابلة)

**الأميرال غوكشن فرات: - يشرفني ويسعدني للغاية أن أحصل على رتبة أول امرأة أميرال تركية في العهد الجمهوري

Utku Şimşek, Hişam Sabanlıoğlu  | 08.03.2025 - محدث : 08.03.2025
أول امرأة أميرال بتركيا.. غوكشن فرات: العسكرية أسلوب حياة (مقابلة)

Ankara

أنقرة/ أوتقو شيمشك/ الأناضول

**الأميرال غوكشن فرات:
- يشرفني ويسعدني للغاية أن أحصل على رتبة أول امرأة أميرال تركية في العهد الجمهوري
- لا يمنحنا موقعنا خيار أن نكون دولة بحرية أو لا، بل يفرض علينا ذلك كضرورة
- إذا أراد شبابنا أن يكونوا جزءًا من هذه القوة، فعليهم أن يعتبروا العسكرية والبحرية أسلوب حياة وليس مجرد مهنة

"أسلوب حياة وليس مجرد مهنة" هكذا تنظر الأميرال غوكشن فرات، أول امرأة تتولى رتبة أميرال في القوات المسلحة التركية، إلى عملها في السلك العسكري الذي تدرجت فيه حتى نالت هذه الرتبة، التي تفخر بنيلها.

وفي حديث للأناضول، أعربت فرات، عن فخرها الشديد بتحقيق هذا الإنجاز، قائلة: "يشرفني ويسعدني للغاية أن أحصل على رتبة أول امرأة أميرال تركية في العهد الجمهوري".

وكانت فرات أول امرأة عقيد تتم ترقيتها إلى رتبة أعلى في القوات المسلحة التركية، إذ جرى تعيينها برتبة أميرال في عام 2023 بموجب قرارات صادرة عن المجلس العسكري الأعلى في الجمهورية التركية.

وتخرجت فرات من الأكاديمية البحرية عام 1998، وعملت بين عامي 1998 و2017 في وحدات مختلفة تابعة لقيادة القوات البحرية، حيث تولت مسؤوليات عدة، من بينها ضابط أسلحة تحت الماء وضابط حرب الغواصات الدفاعية على متن الفرقاطة "تي جي كي ياوز" (TCG Yavuz).

وفي الفترة ما بين 2003 و2005، خدمت على متن السفينة التدريبية "اي جي كي التدريبية 2" ( TCG Eğitim Bot-2)، التي يتم فيها إعداد طلاب الأكاديمية البحرية للمهام البحرية، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى قيادة سفينة حربية في تركيا.

كما أدت فرات مهامًا في رئاسة الأركان العامة، ووزارة الدفاع، وقيادة القوات البحرية، بالإضافة إلى تمثيل تركيا في مهام حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العديد من الدول.

وفي حديثها للأناضول، أشارت فرات إلى أنها عملت لمدة ثمانية أشهر كضابطة تخطيط بحري ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل"، قبل أن تتولى مهامًا في الناتو، إذ عملت بين عامي 2021 و2022 كضابطة عمليات في مركز التدريب الحربي المشترك في النرويج، ثم رئيسة لدائرة العمليات في القيادة البحرية المشتركة لحلف الناتو في بريطانيا.

وأضافت: "بعد ترقيتي إلى رتبة أميرال بموجب قرارات المجلس العسكري الأعلى لعام 2023، بدأت مهامي في قيادة القوات البحرية كرئيسة لتخطيط الدفاع وإدارة المشاريع".

- دور رئيسي في تخطيط العمليات الدفاعية وإدارة المشاريع

وأكدت فرات على مدى شمولية مهام رئاسة تخطيط العمليات الدفاعية وإدارة المشاريع في قيادة القوات البحرية التركية، مشيرةً إلى أن هذه المسؤولية تتطلب تخطيطًا استراتيجيًا دقيقًا لضمان مستقبل البحرية التركية.

وقالت: "إحدى أهم وظائفنا هي وضع خطة هيكلية تحدد مستقبل قواتنا البحرية. ويتطلب تنفيذ هذه الخطة إطلاق مشاريع التحديث اللازمة، والتخطيط لها، وتوفير الموارد المالية المطلوبة، أي إعداد الميزانية. إنها عملية واسعة النطاق تتطلب التنسيق مع باقي الإدارات داخل القيادة".

كما أوضحت أن رئاسة تخطيط العمليات الدفاعية وإدارة المشاريع تتولى أيضًا تنسيق العلاقات الخارجية مع القوات البحرية للدول الأخرى، فضلًا عن إدارة الأنشطة الاستراتيجية الوطنية والدولية، ورصد ومتابعة جميع الأنشطة البحرية في البحار المحيطة بتركيا والمجالات ذات الاهتمام والتأثير الاستراتيجي.

- يجب أن نكون قوة بحرية قوية وفعالة

وأكدت فرات أن تركيا، بحكم موقعها الجغرافي، لا تملك خيارًا سوى أن تكون قوة بحرية عظمى.

وأردفت: "تركيا محاطة بالبحار من ثلاث جهات، وهي الدولة التي تمتلك أطول ساحل على البحر الأسود وشرق البحر المتوسط. هذه البحار كانت دائمًا، ولا تزال، ساحة للصراعات العالمية والمنافسة الجيوسياسية. لدينا 462 ألف كيلومتر مربع من الوطن الأزرق، وهو ما يعادل 60 بالمئة من إجمالي مساحة تركيا. كما أننا نقع على خطوط نقل الطاقة والممرات البحرية الحيوية. لذلك، لا يمنحنا موقعنا خيار أن نكون دولة بحرية أو لا، بل يفرض علينا ذلك كضرورة. لهذا السبب، يجب أن نكون قوة بحرية قوية وفعالة".

كما أشارت إلى أن التفوق في المجال البحري لا يعتمد فقط على المعدات والمنصات العسكرية المتطورة، بل على العنصر البشري المؤهل.

وأضافت: "القوة البحرية لا تتحقق فقط عبر السفن والتكنولوجيا، بل عبر الأشخاص القادرين على استخدامها بكفاءة. ولذلك، فإن أي خطوة يتخذها شبابنا لتطوير أنفسهم ستكون ذات قيمة هائلة لهم ولمؤسساتهم ولبلدنا".

وأشارت فرات إلى أن العالم اليوم يتجه نحو الأنظمة المستقلة والذكاء الاصطناعي، مما سيقلل الحاجة إلى القوى البشرية لكنه سيرفع متطلبات الكفاءة والتأهيل للأفراد المطلوبين.

واستطردت: "في العمليات البحرية، تُستخدم تقنيات متشابهة في مختلف الدول، لكن ما هو العنصر الذي من شأنه أن يحدث الفارق؟ الفارق سيكون في قدرة الأفراد على استخدام هذه الأنظمة بذكاء وابتكار تكتيكات أكثر كفاءة وفاعلية. الإنسان هو العامل الحاسم في تحقيق التفوق البحري".

- نصائح للشباب المهتمين بالمجال البحري

كما وجّهت فرات مجموعة من النصائح القيمة للشباب الذين يرغبون في الانخراط في المجال البحري، قائلةً: "يجب أن يقرأوا كثيرًا. هناك العديد من المصادر المفيدة المتاحة على الإنترنت. إذا عرفتم كيفية استخدام الإنترنت بشكل صحيح واستغلاله بشكل مفيد، فسيصبح بمثابة مكتبة هائلة بين أيديكم".

وأضافت: "على الشباب أن يتعلموا تاريخنا البحري، بل تاريخنا ككل، وأن يتابعوا التطورات العالمية من الناحية التشغيلية والاستراتيجية لزيادة وعيهم وإدراكهم".

كما أكدت على أن الإلمام بالتفاصيل التقنية للأجهزة والأنظمة المستخدمة في البحرية سيمكن الشباب من تحقيق أقصى استفادة تكتيكية منها.

وتابعت: "إذا أراد شبابنا أن يكونوا جزءًا من هذه القوة، وأن يكونوا مدافعين عن وطننا الأزرق، فعليهم أن يعتبروا العسكرية والبحرية أسلوب حياة وليس مجرد مهنة، لأن العسكرية والبحرية ليستا مجرد وظائف، بل هما نمط حياة".

وفي ختام حديثها، أشارت الأميرال غوكشن فرات، إلى أهمية تعلم اللغات الأجنبية، موضحةً أن الشباب يجب أن يتحدثوا بطلاقة لغتين على الأقل، مما سيفتح لهم فرصًا أوسع ويجعلهم أكثر كفاءة في المجال البحري والعسكري.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.