تركيا

أردوغان: لا يمكن أن يصبح المسلم إرهابيًا ولا الإرهابي مسلمًا

في كلمة له خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في مقر البرلمان بالعاصمة أنقرة

28.10.2020 - محدث : 29.10.2020
أردوغان: لا يمكن أن يصبح المسلم إرهابيًا ولا الإرهابي مسلمًا

Ankara

أنقرة / الأناضول

الرئيس التركي:
ـ العالم يمر بمرحلة انتشر فيها العداء للإسلام والمسلمين والإساءة للرسول كالسرطان الخبيث وخاصة بين السياسيين الأوروبيين
ـ لا تستحق فرنسا وأوروبا بشكل عام السياسات الاستفزازية والقبيحة التي ينتهجها ماكرون
ـ من يناصبون الإسلام وتركيا العداء سيغرقون في مستنقع الحقد والكراهية الذي دخلوه باسم الحرية
ـ تركيا تضم 435 كنيسة وكنيسا يهوديا في أمانة الدولة
ـ الإرهابي مجرم لا يتردد في قتل الأبرياء لبلوغ هدفه ويستخدم جميع الوسائل في هذا السبيل
ـ تبرير التطاول على سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم بذريعة الحرية يعد خداعا بكل معنى الكلمة

شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، على أنه لا يمكن أن يكون المسلم إرهابيا ولا الإرهابي مسلما.

وأوضح أردوغان في كلمة له خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب "العدالة والتنمية"، في مقر البرلمان بالعاصمة أنقرة، أنه شرف لهم الوقوف بصدق ضد الإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وأشار إلى أن العالم يمر بمرحلة انتشر فيها العداء للإسلام والمسلمين والإساءة للرسول كالسرطان الخبيث وخاصة بين السياسيين الأوروبيين.

وأضاف: "لا يمكن أن يكون المسلم إرهابيا ولا الإرهابي مسلما".

وحول تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضد الإسلام، قال أردوغان: "لا تستحق فرنسا وأوروبا بشكل عام السياسات الشريرة والاستفزازية والقبيحة التي ينتهجها ماكرون ومن ينتمون إلى نفس عقليته".

وأكد أن من يناصبون الإسلام وتركيا العداء سيغرقون في مستنقع الحقد والكراهية الذي دخلوه باسم الحرية، معتبرا أن هذه إشارات عودة أوروبا إلى العصر الهمجي.

ودعا أردوغان الأوروبيين العاقلين إلى أخذ زمام المبادرة ضد هذا التوجه الخطير، من أجل مستقبل مشرق لهم ولأبنائهم، وطالب من يسعون للتغطية على فشلهم في سياساتهم الداخلية عبر استغلال العداوة للمسلمين والأتراك، إلى سحب أيديهم القذرة من القيم المقدسة (للمسلمين).

وخاطب الغرب قائلا: "ألستم من قتل مئات الآلاف في رواندا؟ ألستم من قتل الملايين في الجزائر؟ ألستم من دخل إلى كل بلد إفريقي بذريعة وجود الماس والفوسفات والذهب وقتلتموهم؟ أنتم قتلة".

وأضاف: "دعونا نرد على أولئك الذين يحاولون تشجيع قلوبهم المظلمة عبر الدفاع عن الإساءة للرسول، بتكرار ما قاله سكان المدينة (المنورة) قبل 1442 عاما".

وقرأ أردوغان بعدها بعض الأبيات من أنشودة "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع".

وخاطب ماكرون قائلا: "بعد زيارتك إلى لبنان عقب حادثة تفجير مرفأ (بيروت)، لم تجد ضالتك هناك وتم طردك، وسيتم طردك كلما تعرفوا على نواياك الحقيقية".

وفيما يخص الرسم الكاريكاتوري المسيء لأردوغان في مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، أوضح الرئيس التركي أنه سمع عن رسم كاريكاتوري يستهدفه شخصيا، منشور على مجلة نشرت كاريكاتورا قبيحا وغير أخلاقي عن الرسول.

وأردف: "لم أنظر إلى مثل هذه المنشورات غير الأخلاقية ولو من باب الاطلاع لأني أعتبرها بلا قيمة، فلست بحاجة إلى قول شيء عن هؤلاء عديمي الأخلاق الذين أساؤوا إلى حبيبنا الرسول".

وأوضح: "حزني وغضبي ليس بسبب الهجوم القبيح على شخصي، وإنما مصدره الوقاحة بحق الرسول الذي نعتبره أغلى من أرواحنا".

ولفت إلى أن تبرير التطاول على سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم، بذريعة الحرية، يعد خداعا بكل معنى الكلمة.

وقال أردوغان إن الرسول كان يتحلى بفكر يحترم الشخص لأنه إنسان، ومن ثم ينظر إلى صفاته الأخرى بما في ذلك الدين.

كما شدد على أن تركيا تضم 435 كنيسة وكنيسا يهوديا بأمانة الدولة، مبينا أنهم لم ولن يتدخلوا في معتقد أو عبادة أو مقدسات أحد.

وأكد أن الأتراك "أمة تحترم دينها ومقدسات الأديان الأخرى".

ولفت إلى أن مفهوم التسامح في تركيا هو شعور صادق نابع من جذور الإيمان وأعماق القلب، وليس نفاقا من النوع الذي يخفي فاشية تحت أقنعة، كما في أوروبا.

وتابع: "لا يمكن للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تبرير حادثة اقتحام نحو 150 شرطيا لمسجد مولانا في برلين".

وأشار إلى وجود ملايين المسلمين يعيشون في ألمانيا، وأنه "يجب إظهار الاحترام لحرية المعتقد والتعليم والحياة لهم، ولكن ليس هناك شيء من هذا القبيل".

وبيّن أنهم في تركيا لا يناصبون العداء لأحد بسبب معتقده أو جذوره أو لونه أو مذهبه، بشرط احترام قيم الدولة واستقلالها ومستقبلها.

وذكر أردوغان أن أكبر خدعة لمن يهاجمون الإسلام والمسلمين هو ربط هذه المفاهيم بالإرهاب، مبينا أن أولئك يسعون لشرعنة الإساءة للرسول تحت ستار حرية التعبير والفكر. 

وأكد أن هناك حزبا في هولندا يسمي نفسه بالحرية (يتزعمه اليميني المتطرف خيرت فيلدرز)، لكن ليس للحرية أي علاقة به.

كما أشار إلى أن الإرهابي مجرم لا يتردد في قتل الأبرياء للوصول إلى هدفه، ويستخدم جميع الوسائل في هذا السبيل، ويداه ملطختان بالدماء وقلبه أسود.

وشدد أردوغان على ضرورة وصف الإرهابي بممارساته وأهدافه بعيدا عن جميع الصفات أيّا كان الدين الذي ينتمي إليه.

وأوضح أن كل جهة ترى الإرهابي بخلاف هذه الصورة ولا تتخذ موقفها وفقا لذلك، فإنها ستكون في نفس وضع فرنسا حاليا.

من جهة أخرى، قال أردوغان إن هناك أمثلة لا حصر لها في التاريخ العثماني، تجسد إرادة جميع السلاطين في العيش المشترك مع المجتمعات المسيحية واليهودية، بدءا من عثمان بك وحتى محمد الفاتح.

وأكد أن أعظم بهتان بحق الدين الإسلامي هو إظهار المسلمين على أنهم لا يتسامحون أبدا مع غيرهم، ويستهدفون أبناء الديانات الأخرى عبر الوسائل الإرهابية.

وأوضح أن هذا بهتان عظيم لدرجة أنه يخفي حقيقة أن الذين يمارسون الأعمال الإرهابية مستخدمين اسم الإسلام، يسفكون دماء المسلمين ولا يلحقون الضرر بغيرهم.

وتابع: "المضطهد مسلم، والمقتول مسلم، والذي يتحمل كل العبء مسلم أيضا. في المقابل، هناك الغرب وأوروبا اللذان يحدثان ضجة هذا الأمر ويستغلونه لمصلحتهم ويسيئون للإسلام والمسلمين عبر الإرهاب".

وزاد أردوغان: "يهاجموننا لأننا نتحدث عن هذا الانحراف، ونقوله في وجوههم، ولكن مهما فعلوا فلن نتخلى عن صون الحق والحقيقة في جميع المحافل الممكنة".

وبيّن أن تركيا تخوض كفاحًا تاريخيًا في مرحلة حساسة تشهد إعادة تشكل موازين القوى العالمية سياسيًا واقتصاديًا. 

وقال إن حكومته عازمة على ضمان نجاح هذا الكفاح بالقوة التي تستمدها من وحدة وتعاضد الشعب وعظمة الدولة التركية.

وأوضح أن الخطوات التي تتخذها حكومته تعارضها جهات تاريخها حافل بالجرائم ضد الإنسانية مثل الاستعمار والمذابح.

وأردف الرئيس التركي: "هذا إنما يدل على صحة الطريق الذي نمضي فيه".

ولفت إلى أن الأزمات التي توالت في الآونة الأخيرة كشفت الوجه الحقيقي للذين حكموا العالم بمصطلحات من قبيل الديمقراطية والحرية والتعددية وسيادة القانون، على مدى القرنين الماضيين.

وأكّد أن العقلية الفاشية والعنصرية المتغطرسة وراء هذا القناع المصقول تعتبر الجميع عدوًا لها، وباتت تحاصر الديمقراطية الأوروبية مثل السرطان. 

وشدّد على أن القيم الأوروبية تُنتهك من جانب ما يسمى بالمبادئ الفرنسية التي يتم إملاؤها على العالم بأسره.

وأشار أردوغان إلى أن العداء للإسلام والأتراك على الخصوص تصاعد في جميع أنحاء أوروبا بحيث أصبح مظهرا من مظاهر عقدة لا يشعر أحد بالحاجة لإخفائها.

وقال إن تركيا تلتزم بمسؤولياتها النابعة عن حضارتها وتاريخها العريق على الرغم من هذه العقلية القبيحة والفظة، وهي تخوض في هذا الصدد كفاحًا يشمل منطقة شاسعة ممتدة من القوقاز وحتى شمال إفريقيا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın