واشنطن: ترامب لم يتعهد بإرسال قوات أمريكية إلى غزة
خلافا لإعلان ترامب عزمه العمل على تهجير فلسطينيي غزة زعمت متحدثة البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي تحدث عن قبول دول المنطقة استضافة مؤقتة لفلسطينيي القطاع حتى التمكن من إعماره..

Istanbul
إسطنبول / الأناضول
نفت متحدثة البيت الأبيض كارولاين ليفيت، الأربعاء، أن يكون الرئيس دونالد ترامب قد تعهد بإرسال قوات أمريكية إلى قطاع غزة خلال تصريحاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء.
وفي ردّها على سؤال لأحد الصحفيين بشأن ما إذا كان ترامب قد استبعد إرسال قوات أمريكية إلى غزة أم لا، قالت ليفيت خلال المؤتمر الصحفي اليومي: "ما أقوله هو أن الرئيس لم يلتزم بذلك (إرسال قوات لغزة) حتى الآن. لم يقدم هذا الالتزام".
وأضافت أن الرئيس "لم يتعهد بإرسال قوات إلى غزة، كما صرّح بأن الولايات المتحدة لن تتحمل تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة".
وأردفت قائلة: "إدارته (ترامب) ستعمل مع شركائنا في المنطقة لإعادة بناء هذه المنطقة (قطاع غزة)".
واعتبرت أن مسألة إعمار غزة "فكرة غير تقليدية" لترامب، زاعمة أن هدف الأخير هو "تحقيق سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط لصالح جميع شعوب المنطقة".
وتابعت: "لقد أصبح واضحا للرئيس أن على الولايات المتحدة أن تكون جزءا من جهود إعادة الإعمار لضمان الاستقرار في المنطقة للجميع".
واستدركت: "لكن هذا لا يعني إرسال قوات إلى غزة، ولا يعني أن دافعي الضرائب الأمريكيين سيمولون هذه الجهود، بل يعني أن ترامب، الذي يُعدّ أفضل صانع صفقات على وجه الأرض (على حد وصفها)، سيتوصل إلى اتفاق مع شركائنا في المنطقة بهذا الخصوص".
وبشأن الشركاء الأجانب الذين يقول ترامب إنهم يدعمون مخططاته إزاء غزة، قالت ليفيت: "الرئيس أوضح أنه طرح هذه الفكرة منذ فترة طويلة، وكان يفكر بها مليا. وقال في تصريحاته الليلة الماضية إن هذا ليس قرارا أو إعلانا اتخذه باستخفاف".
وأضافت: "الرئيس تحدث بالفعل مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كأول مكالمة له مع زعيم أجنبي. كما أنه سيجتمع الأسبوع المقبل مع ملك الأردن الملك عبد الله الثاني. وتحدث مع ملك البحرين ومع ولي العهد السعودي".
وفي تناقض مع تصريحات ترامب، الثلاثاء، التي تحدثت عن تهجير دائم لكامل سكان غزة بالخارج وسيطرة بلاده على القطاع الفلسطيني، قالت ليفيت: "كان الرئيس واضحا وصريحا جدا في أنه يتوقع من شركائنا في المنطقة، وخاصة مصر والأردن، أن يقبلوا مؤقتا استضافة اللاجئين الفلسطينيين، حتى نتمكن من إعادة بناء وطنهم".
وعرضت المتحدثة صورا للدمار الهائل في غزة كدليل على ما اعتبرته أن القطاع بات "منطقة غير صالحة للسكن البشري".
وتساءلت مستنكرة: "هل تعتقدون حقا أن العائلات يمكنها العيش في منطقة تبدو هكذا، بلا ماء جارٍ أو كهرباء؟".
وأضافت: "المبعوث الخاص للرئيس إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، زار غزة مؤخرا، وعاد ومعه صور توضح الوضع المأساوي هناك".
وتابعت: "عرض ويتكوف هذه الصور على الرئيس، واتخذ الرئيس هذا القرار بدافع إنساني يشمل جميع شعوب المنطقة"، وفق زعمها.
ومساء الثلاثاء، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير كامل سكانه من الفلسطينيين إلى دول أخرى.
ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني.
ولاقت خطط ترامب إشادة وامتنانا واسعين على المستوى السياسي بإسرائيل، بما يشمل مختلف التوجهات.
فيما صدرت في المقابل ردود فعل واسعة رافضة له بشدة من قبل الرئاسة والفصائل الفلسطينية، ودول ومنظمات إقليمية ودولية.
واعتبر الخبير السياسي الفلسطيني بلال الشوبكي في حديث مع الأناضول، أن من الممكن لمخطط ترامب إزاء غزة أن "يحمل نية حقيقية للتنفيذ"، لكنه لم يستبعد أن يكون الرئيس الأمريكي يوظف هذا الملف كورقة ضغط لتخفيض سقف الطموح الفلسطيني، سواء على صعيد مفاوضات غزة أو مطالب تأسيس دولة فلسطينية.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.