منذ ربع قرن.. "الإغاثة التركية" تقدم مساعدات إنسانية في 130 دولة
- عملت الإغاثة التركية (İHH) في مجالات المساعدات الإنسانية والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والدبلوماسية الإنسانية - تأسست من قبل متطوعين شاركوا في نقل المساعدات الإنسانية إبان حرب البوسنة (1992).

Istanbul
إسطنبول/ قاآن بوزدوغان/ الأناضول
- عملت الإغاثة التركية (İHH) في مجالات المساعدات الإنسانية والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والدبلوماسية الإنسانية
- تأسست من قبل متطوعين شاركوا في نقل المساعدات الإنسانية إبان حرب البوسنة (1992).
- الأنشطة التي بدأها المتطوعون في البوسنة امتدت لاحقًا بعد تأسيس الهيئة إلى أكثر من 130 دولة.
- عمل الهيئة الجدير بالثقة والصادق والشفاف زاد أيضًا من عدد المتطوعين والمانحين.
- الهيئة ساهمت بشكل فعال في توفير المساعدات الإنسانية للمتضررين خلال الحرب الأهلية في سوريا.
على مدار 25 عاما مضت، قدمت هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية (İHH)، خدمات إنسانية في أكثر من 130 دولة، وأولت اهتمامًا خاصًا بالمناطق التي تشهد موجات مجاعات وجفاف وكوارث طبيعية وأزمات.
رئيس الهيئة التركية، بولنت يلدرم، تحدث في حوار مع الأناضول عن رحلة المؤسسة الإغاثية منذ تأسيسها والخدمات التي قدمتها للمعوزين والفقراء حول العالم.
وقال يلدرم إن المراحل الأولى لتأسيس الهيئة بدأت بالظهور عام 1992 مع اندلاع حرب البوسنة، وذلك بفضل مجموعة من المتطوعين الذي بادروا بنقل المساعدات الإنسانية إلى البوسنة.
ولفت إلى أن الأنشطة التي بدأها المتطوعون في البوسنة، سرعان ما امتدت من خلال هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية إلى أكثر من 130 دولة.
وأشار أنها تحولت إلى مؤسسة مرخصة رسميا في إسطنبول عام 1995، وبدأت العمل في إطار دبلوماسية إنسانية، لتقدم يد العون للمحتاجين، وتحقق في انتهاكات حقوق الإنسان في العديد من البلدان.
يلدرم أكد أن الهيئة تحرص بشكل أساسي على دعم المحتاجين والمتضررين في المناطق التي تعاني من المجاعات والجفاف والكوارث الطبيعية والأزمات.
وقال إنها تعمل في مجالات "المساعدات الإنسانية" و"التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان" و"الدبلوماسية الإنسانية"، وأنشطتها غير محدودة بقارّة وبلد معيّن.
** أوائل المتطوعين
هيئة الإغاثة التركية، بحسب رئيسها، كانت أول منظمة تذهب إلى جمهورية هايتي بعد زلزال عام 2010، حيث وزعت المساعدات في أحد المساجد عندما لم تتمكن من إيجاد مكان آخر لتوزيعها.
ولفت إلى أنها أشرفت على رعاية الأطفال الأيتام الذين جرى التخلي عنهم عقب زلزال هايتي، وأن "الهيئة عاقدة العزم على رعاية أولئك الأيتام وتعليمهم حتى وصولهم إلى المرحلة الجامعية وجعلهم يتشبثون بالحياة".
وسارعت بالذهاب ومد العون لشعب اليابان بعد فاجعة تسونامي عام 2011، عبر متطوعيها الذين كانوا آخر من خرجوا من هناك بعد حصول حادثة التسرب الإشعاعي، كما قال يلدرم.
واعتبر أن "الوعي الإسلامي الجيد الموجود لدى المتطوعين يضيف الإخلاص على العمل في الأوقات العصيبة"، لافتًا إلى أن الهيئة "تمد يد العون لجميع المحتاجين، دون تفريق على أساس الدين واللغة والعرق".
واستدرك بالقول: "لكننا (هيئة الإغاثة التركية) مسلمون في نهاية المطاف ولا نخفي هذه الهوية".
وقال أيضا إن "المجتمع الذي ينسى تاريخه لا يمكنه بناء مستقبله"، مشيرًا أن متطوعي الهيئة يعملون في المنطقة منذ نحو 30 عاما، "وبذلوا وما زالوا يبذلون جهودًا مهمة في البلقان وتركيا والشرق الأوسط وأفريقيا وكازاخستان وقرغيزيا".
** الدبلوماسية الإنسانية
وأكد أن تركيا تشغل موقعًا جغرافيًا مميزًا في منتصف العالم الإسلامي، الذي تعمل العديد من القوى في العالم على دفعه نحو الحرب والفوضى.
ونوه يلدرم إلى أن الهيئة تمكنت من المساهمة في العديد من خلال الوساطات بمناطق الحروب، في إطار ما يعرف باسم "الدبلوماسية الإنسانية".
واستشهد بأمثلة من قبيل التوسط بين الفلبين ومورو، وبين الأطراف المتصارعة في الصومال وأفغانستان وسوريا وإيران.
وأشار يلدرم أن "عمل الهيئة الجدير بالثقة والصادق والشفاف زاد أيضًا من عدد المتطوعين والمانحين"، مشيرًا أنها "تستمد قوتها أولاً من الله ثم من الناس".
** كرم الأتراك وإغاثة السوريين
وعن التبرعات، كشف عن أنهم تلقوا خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام أموالا أكثر من الفترة نفسها من العام الماضي، مشيرًا أن الشعب التركي "شعب عطوف ويتسم بالكرم".
ولفت يلدرم إلى أن الهيئة ساهمت بشكل فعال في توفير المساعدات الإنسانية للمتضررين خلال الحرب الداخلية في سوريا، مشيرًا أن قرابة 500 متطوع من الهيئة يعملون في هناك من خلال 14 مركزا ومكتبا.
وقدمت مساعدات بقيمة 404 ملايين و929 الفا و 879 دولارا للاجئين السوريين، كما وفرت العديد من الاحتياجات الإنسانية مثل الملابس والطعام ومواد التدفئة والأدوية والخيام وغيرها للمتضررين بسبب الحرب، وفق يلدرم.
واختتم أن الهيئة تعمل على حماية ورعاية مئات الآلاف من الأيتام في بلدان مختلفة، ومساعدتهم حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم، فهم يعملون دائمًا لدعم الأيتام وتلبية جميع احتياجاتهم.