مخيم شعفاط المقدسي.. حصار إسرائيلي ودخان قنابل ومياه عادمة (تقرير)
تختلط سحب الغاز المسيل للدموع مع رائحة المياه العادمة في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين بالقدس الشرقية فتجعل الحياة لا تطاق.

Quds
القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
- سكان المخيم بالقدس الشرقية يتظاهرون ضد حصاره المتواصل منذ السبت- الشرطة الإسرائيلية تنفذ اقتحامات للمخيم يتخللها إطلاق قنابل الغاز والصوت
- اتصالات فلسطينية دولية مكثفة لرفع الحصار عن المخيم الوحيد بمدينة القدس
تختلط سحب الغاز المسيل للدموع مع رائحة المياه العادمة في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين بالقدس الشرقية فتجعل الحياة لا تطاق.
ويزيد من بؤس عشرات آلاف الفلسطينيين في المخيم حصار إسرائيلي مشدد دخل يومه الرابع بعد أن فرض مساء السبت الماضي.
والأربعاء، تظاهر المئات من سكان مخيم شعفاط بالقدس الشرقية ضد استمرار الحصار الإسرائيلي عليهم.
** حصار ومواجهات
وشعفاط المخيم الوحيد للاجئين في القدس الشرقية ويعتبر واحدا من التجمعات الأكثر اكتظاظا بالسكان في المدينة.
وكانت السلطات الإسرائيلية فرضت حصارا على المخيم وأحياء رأس خميس ورأس شحادة وضاحية السلام وعناتا بعد مقتل مجندة وإصابة عنصري أمن بإطلاق نار استهدف حاجزا عسكريا على مدخل المخيم.
وتقول الشرطة الإسرائيلية إن مطلق النار ما زال في المخيم وإنها تقوم بعمليات بحث واسعة عنه.
ولكن السكان يقولون إن حصار المنطقة التي يقطنها نحو 130 ألف فلسطيني، ومنعهم من الدخول أو الخروج منها هو بمثابة عقاب جماعي.
وتغلق قوات الشرطة والجيش الإسرائيلية مداخل ومخارج مخيم شعفاط والأحياء الفلسطينية المجاورة ما بات يلقي بظلال صعبة على السكان.
وقال شهود عيان للأناضول، إن الشرطة الإسرائيلية كثيرا ما تقوم باقتحامات للمخيم والأحياء القريبة يتخللها إطلاق لقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
وأضاف الشهود، أن القوات الإسرائيلية تقوم بعمليات اعتقال في المخيم والأحياء المجاورة.
ويرد الفلسطينيون على الاقتحامات برشق القوات الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات الحارقة (مولوتوف).
وأشار الشهود، إلى أن الشرطة الإسرائيلية تستخدم أيضا المياه العادمة داخل الأزقة الضيقة للمخيم المكتظ بعشرات آلاف السكان.
** مرضى في خطر
ويضطر السكان الراغبون في الخروج من شعفاط والأحياء المجاورة له إلى الانتظار ساعات طويلة أمام الحواجز الإسرائيلية التي تسير ببطء شديد.
ومن بين المنتظرين مرضى يحتاجون إلى العلاج العاجل الذي لا يتوفر في المخيم مثل المصابين بأمراض الكلى والقلب.
ويقول السكان إن السلطات الإسرائيلية حولت المخيم والأحياء القريبة إلى سجن كبير.
وفي التظاهرة التي نظمها سكان المخيم، الأربعاء، هتفوا بالـ"حرية" وحملوا لافتات دعت إلى رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على المخيم والأحياء المجاورة.
وانتشرت القوات الإسرائيلية بكثافة في محيط الوقفة وتخلل ذلك توتر مع السكان الفلسطينيين.
** تضامن محلي
ويصل فلسطينيون من أنحاء مختلفة من مدينة القدس إلى مدخل المخيم لإعلان تضامنهم مع السكان المحاصرين.
والأربعاء، وصل إلى مدخل المخيم الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، الذي أدى صلاة الظهر مع عدد من الفلسطينيين.
وفي اليوم السابق، وصل إلى المخيم النائب العربي بالكنيست أحمد الطيبي، وأعلن تضامنه مع السكان ورفضه للحصار الإسرائيلي.
** اتصالات مكثفة
في السياق، أعلنت وزارة شؤون القدس الفلسطينية أنها "أجرت اتصالات مكثفة مع دبلوماسيين دوليين ومؤسسات أممية وأعضاء كنيست عرب لفضح جريمة العقاب الجماعي التي تقترفها سلطات الاحتلال ضد عشرات آلاف الفلسطينيين في مخيم شعفاط ومحيطه منذ مساء السبت الماضي".
وطالبت الوزارة، في بيان، بإنهاء الحصار فوراً عن مخيم شعفاط.
من جانبه، قال وزير شؤون القدس الفلسطيني فادي الهدمي، في بيان، إنه "في ظل صمت المجتمع الدولي، يشعر عشرات آلاف من المدنيين بأن هذا العالم قد خذلهم وتركهم، كمدنيين عزل، في مواجهة قوة عسكرية عدوانية تضرب بعرض الحائط مبادئ حقوق الإنسان الدولية".
وأشار الهدمي، إلى أن وزارته أكدت خلال اتصالاتها الدبلوماسية أن "خطورة الوضع تتطلب من المجتمع الدولي التدخل العاجل بالضغط على سلطات الاحتلال لوقف العقاب الجماعي".
وأضاف: "جريمة الحرب التي تقترفها سلطات الاحتلال طالت جميع مناحي الحياة في الأحياء الفلسطينية بما فيها العملية التعليمية والتجارية والصحية ومنع مئات المرضى، بمن فيهم مرضى الكلى والقلب، من الوصول إلى المراكز الطبية لتلقي العلاج".
وكان الفلسطينيون في مدينة القدس الشرقية أعلنوا، الأربعاء، وقف العملية التعليمية فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها تضامنا مع السكان في مخيم شعفاط والأحياء الملاصقة له.