الدول العربية, التقارير

في ذكرى ثورتهم.. آلام لبنان تعمق جراح اللاجئين السوريين (تقرير)

- تدخل الثورة السورية، الإثنين، عامها العاشر، مثقلة بالكثير من الأزمات السياسية والعسكرية، فضلا عن أزمات الملايين من اللاجئين والنازحين، لا سيما من هم في لبنان

15.03.2021 - محدث : 15.03.2021
في ذكرى ثورتهم.. آلام لبنان تعمق جراح اللاجئين السوريين (تقرير) ( Mohammed Elshamy - Anadolu Agency )

Lebanon

بيروت/ريا شرتوني/الأناضول

- يشكو لبنان تداعيات اقتصادية واجتماعية لاستضافة اللاجئين، خاصة في ظل معاناته حاليا أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975: 1990)
- لا يترك الرئيس اللبناني، ميشال عون، مناسبة إلا ويذكّر بأنّ بلاده لم تعد قادرة على تحمّل المزيد من التداعيات السلبيّة "للنزوح"

تدخل الثورة السورية، الإثنين، عامها العاشر، مثقلة بالكثير من الأزمات السياسية والعسكرية، فضلا عن أزمات الملايين من اللاجئين والنازحين، لا سيما من هم في لبنان.

وبشهادات منظمات دولية ومراقبين، فإن أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان تعد الأسوأ بين دول الجوار، نظرا للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعانيها هذا البلد العربي.

إذ يشكو لبنان تداعيات اقتصادية واجتماعية لاستضافة اللاجئين، خاصة في ظل معاناته حاليا أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975: 1990)، بجانب تداعيات جائحة كورونا، وانفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت، في 4 أغسطس/ آب الماضي.

ويعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري مسجل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما تقدر الحكومة عددهم بـ 1.5 مليون، على خلفية الحرب في بلادهم منذ عام 2011.

الأناضول جالت، في مخيّم "قبّ إلياس" البقاعي وسط لبنان، وكشفت على أحوال اللاجئين الذين يعانون من ظروف اقتصاديّة مترديّة، منتظرين بارقة أمل أو حلّ سياسي يعيدهم إلى بلادهم، دون السماح لميليشيات بشار الأسد بالتعرّض إليهم.

** تبدد أمل العودة

معتصم الجبوري (44 عامًا)، وقف أمام خيمته حائرًا فأخذ نفسًا عميقًا، وقال: "بعد 10 سنوات من الثورة السوريّة، تمّ تشريدنا ووضعنا سيء بشكلٍ لا يتخيّله العقل".

الجبوري، الذي هُجّر من حلب (شمال) مع عائلته في ظروف إنسانيّة قاسية، وسط القصف العشوائي لنظام الأسد، أكّد للأناضول: "نحن في أزمة صعبة هُنا، لا نستطيع تأمين المأكل ولا المشرب".

"نعيش من قلّة الموت"، بهذه العبارة اختصر محسن العلي (50 عامًا) أحواله.

وروى العلي للأناضول: "بعد 10 سنوات من اللجوء أو الاغتراب وضعنا سيء.. ونحن لم نأتِ إلى لبنان للسياحة وإنّما هربًا من الوضع السوري والإجرام.. لكنّ الأمل موجود بالعودة".

ودخلت "الأناضول" إلى خيمة يحيا الشاويش (47 عامًا) والذي لجأ من الرقة، نافيًا استطاعته العودة إلى سوريا.

وأوضح الشاويش :"لا نستطيع العودة إلى سوريا، فالمنطقة التي نسكن فيها غير آمنة ووضعنا هُنا مأساوي..".

أمّا عبدالله الحريري (60 عامًا)، فاشتكى للأناضول سوء الأحوال، وقال:" 10سنوات من المعاناة، في سوريا ولبنان ".

وبحزنٍ عميقٍ، أكّد: "العودة مستحيلة إلى سوريا لأنّ الوضع الاقتصادي هناك أسوأ من لبنان، ناهيك عن غياب الأمن والأمان".

ولا يترك الرئيس اللبناني، ميشال عون، مناسبة إلا ويذكّر بأنّ بلاده لم تعد قادرة على تحمّل المزيد من التداعيات السلبيّة "للنزوح".

وفي أكتوبر/تشرين الأوّل 2020، قال عون :"تكبّد لبنان خسائر تجاوزت الـ 40 مليار دولار أمريكي (جراء استضافة اللاجئين) وفق أرقام صندوق النقد الدولي".

بدوره، لفت اللاجئ منير القيس (43 عامًا) الذي هرب من قصف النظام إلى مخيّم "قب إلياس" إلى "أنّ الوضع الذي حلّ بهم سيء للغاية".

وقال القيس للأناضول: "وضعنا لا نحسد عليه، وإذا قرّرنا العودة إلى بلدنا سيكون وضعنا أسوأ على ما هو عليه اليوم".

وبنبرة حادّة، قاطعت أم سالم (60 عامًا)، الحديث: "عيشة ما في بسوريا"، مشدّدةً على أنّ "لا أحد يتطلّع بهم بعد تهجيرهم من حلب".

هذا الواقع المرير الذي يُخيّم على اللاجئين، أكّده جمال الدرعاوي (55 عامًا) للأناضول: "مصروفنا لا يكفينا ليوم واحد".

وإن كان ينوي العودة إلى سوريا، بعد تهجيره من قبل النظام، أجاب:" أفكّر بالعودة إذا تبدّلت الأمور وكان هناك بالفعل عودة آمنة وتطمينات بالإضافة إلى مساعدات أمميّة".

وبكلمات مقتضبة، قال أبو أدهم (77 عامًا) من الرقة: "لسنا على ما يُرام".

وعن إمكانيّة عودته بعد 10 أعوام إلى سوريا، ردّ: "خربانة في سوريا ولبنان".

وانطلقت شرارة الثورة السورية بشكل سلمي في الـ 15 من مارس/آذار 2011، من مدينة درعا (جنوب)، عقب تحرّكات هي الأولى من نوعها في الشارع والتي تُطالب بالحريّة وإسقاط نظام بشار الأسد، الذي يحكم البلاد منذ 50 عامًا.

وتوسّعت رقعة الاحتجاجات بعد ذلك لتعمّ المحافظات السوريّة كافّة، ومع خروج آلاف الناشطين إلى الشارع، عمل النظام على حرف مسار سلميّة الثورة، إذ قابلها بالقمع المُتعمَّد والاعتقالات التعسّفيّة، ولم يتردّد في قصف المدنيين العزّل بالبراميل المتفجرّة وقتلهم بالرصاص الحيّ.

وإزاء ارتفاع حدّة العنف، ضدّ الأبرياء من جانب النظام، نزحت عائلات كثيرة مع أطفالها إلى مناطق مجاورة بحثًا عن مكان آمن، ثم هُجّرت إلى دول قريبة كـَ"لبنان".

وفي صيف 2020، ضيّقت الولايات المتحدة الأمريكيّة الخناق على النظام السوري اقتصاديًّا بفرضها عقوبات تحمل اسم "قانون قيصر"، بعد الجرائم التي ارتكبها بحقّ المعتقلين الأبرياء والتي بدأ تأثيراتها ينعكس على العملة السوريّة بشكلٍ واضحٍ.

وخلال الأشهر المُقبلة، تنتظر الساحة السوريّة أحداثًا حافلةً في السياسة، لعلّ أبرزها هو الانتخابات الرئاسيّة المقرّر إجراؤها الشهر المقبل في أبريل/نيسان، والتي يُصمّم رئيس النظام السوري على خوضها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın