سوناطراك الجزائرية.. 10 رؤساء في عقد يشي بعدم الاستقرار (تقرير)
الشركة تعود ملكيتها للدولة ويعين رأس هرمها التنفيدي رئيس الدولة

Algeria
الجزائر/ حسان جبريل/ الأناضول
شهدت سوناطراك الجزائرية للمحروقات العملاقة (حكومية)، تداول 10 رؤساء تنفيذيين على قيادتها خلال عقد من الزمن، وسط تساؤلات عن حالة عدم الاستقرار تشوب أكبر شركة في البلاد.
تأسست شركة سوناطراك عام 1963، وتعود ملكيتها بشكل كلي للدولة الجزائرية، وتختص في البحث وإنتاج ونقل وتحويل وتسويق المحروقات (نفط وغاز).
وتحصي سوناطراك الشركة الأم، أكثر من 40 ألف موظف، ويصل العدد إلى أكثر من 130 ألفا باحتساب جميع فروعها التي يفوق عددها 120.
وحققت الشركة إيرادات إجمالية من مبيعات النفط والغاز بلغت 33 مليار دولار في العام 2019، نزولا من 38 مليار دولار في 2018، وفق بيانات رسمية.
** مدير لثلاثة أشهر
في 06 فبراير/ شباط الماضي، نُصّب توفيق حكار، رئيسا تنفيذيا جديدا للشركة خلفا لكمال الدين شيخي، الذي أنهيت مهامه من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ليكون الرئيس العاشر للشركة في السنوات العشر الأخيرة.
ويخضع تعيين وإنهاء مهام رئيس سوناطراك لصلاحيات رئيس الجمهورية الجزائرية.
وخلال مراسم تنصيب حكار، قلل وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، من وقع كثرة التغييرات على رأس اكبر شركة في البلاد.
واعتبر عرقاب في رد على سؤال بخصوص تداول 10 رؤساء تنفيذيين على الشركة في عشر سنوات، أن المهم هو تولي أحد كوادر سوناطراك مهام الرئيس التنفيذي لها، وسيعمل في إطار فريق كامل.
وفي 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، عين كمال الدين شيخي، رئيسا تنفيذيا لشركة سوناطراك خلفا لرشيد حشيشي، الذي أنهيت مهامه.
وشغل "شيخي" منصب الرئيس التنفيذي لسوناطراك لما يقارب 3 أشهر فقط، وهي المدة الأقصر في تاريخ الشركة.
وقبل ذلك، عين رشيد حشيشي، رئيسا تنفيذيا للشركة نهاية أبريل/ نيسان 2019، واستمر في منصبه حتى 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ومر على منصب الرئيس التنفيذي للشركة، عبد المؤمن ولد قدور، في الفترة بين مارس/ آذار 2017 وأبريل/ نيسان 2019 (عامين وشهر)، الذي عوض أمين معزوزي.
وفي الفترة ما بين 2015 حتى 2017 شغل "معزوزي" منصب الرئيس التنفيذي وتحديدا بين مايو/ أيار 2015 ومارس/ آذار 2017، وخلف سعيد سحنون في المنصب.
بدوره تقلد "سحنون" منصب رئيس سوناطراك بين يوليو/ تموز 2014 ومايو/ أيار 2015، خلفا لـ عبد المجيد زرقين، وهذا الأخير شغل منصب رئيس الشركة بين نوفمبر 2011 ويوليو 2014، خلفا لنور الدين شرواطي.
وترأس "شرواطي" الشركة في الفترة بين مايو 2010 ونوفمبر 2011، خلفا لـ عبد الحفيظ فغولي، الذي عين في منصب الرئيس في الفترة بين يناير ومايو 2010، خلفا لمحمد مزيان (2003 - 2010).
** إشارة سلبية
في السياق، يقولالرئيس التنفيذي الأسبق لشركة سوناطراك، نزيم زويوش (1995-1997)، إنه لم يفهم إلى حد الآن، السر وراء كثرة التغييرات على الشركة الأكبر في البلاد.
ويوضح زويوش في حديث للأناضول، أن كثرة هذه التغييرات على رأس شركة سوناطراك، هي إشارة سلبية للشركاء الأجانب الراغبين في العمل والاستثمار في الجزائر.
ويشرح زويوش أن الأجانب يرغبون دوما في العمل وفق ظروف جيدة مع الأشخاص الذين اعتادوا التواصل معهم، لكن هذه التغييرات الكثيرة هي إشارة سيئة.
"عهدة (ولاية) رئيس تنفيذي لشركة بحجم سوناطراك، يجب أن لا تقل على 3 سنوات، وتغييره في غضون 5 سنوات سيكون أمرا عاديا"، بحسب المتحدث.
** عدم استقرار سياسي
ويعتبر "زويوش" أن عدم الاستقرار السياسي في البلاد يقود دوما نحو تغييرات متكررة على رأس الشركة.. "هناك اعتبارات ما زالت سائدة تحدد تعيين الرئيس التنفيذي لسوناطراك منها الجهوية".
ويضيف: "ما زال من يريد تعيين رئيس للشركة من غرب البلاد والبعض يريده من شرقها.. هذا أمر غير معقول.. سوناطراك وجب أن يكون تسييرها من طرف كفاءات من أبناء الشركة، بمنطق الرجل المناسب في المكان المناسب".
وينتقد زويوش طريقة تعيين الرئيس التنفيذي للشركة من طرف رئيس الجمهورية؛ "سوناطراك شركة ذات أسهم تعود ملكيتها للدولة، لكن لديها مجلس إدارة وجمعية عامة، من المفترض أن هذا المجلس والجمعية العامة هما من يعينان الرئيس التنفيذي والفريق العامل معه".
ويختم حديثه بالتأكيد على أن سوناطراك باعتبارها عماد الاقتصاد للبلاد، يجب أن تسير بمنطق اقتصادي خالص، في إشارة لضرورة إبعادها عن الصراعات والحسابات السياسية.