رئاسة الدروز ترحب بدخول قوات الأمن للسويداء والهجري ينكص عن الاتفاق
الرئاسة الروحية للطائفة بسوريا دعت عبر بيان إلى فتح حوار مع الحكومة لعلاج تداعيات الأحداث بالسويداء

Istanbul
إسطنبول / الأناضول
رحبت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز بسوريا، صباح الثلاثاء، بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى محافظة السويداء جنوبي البلاد لتأمينها وبسط الأمن فيها، ودعت كافة الفصائل بالمحافظة إلى التعاون مع القوات الحكومية وتسليم سلاحها لها.
جاء ذلك في بيان أقر بقبوله بداية حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل الثلاثة (القادة الدينيين) لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، قبل أن ينكص عنه لاحقا عبر تسجيل مصور، حرض فيه ضد القوات الحكومية التي بدأت دخول مدينة السويداء، مركز المحافظة، لبسط الأمن، عقب اندلاع مواجهات دامية منذ الأحد بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى بدوية.
وقالت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في بيانها: "نرحب بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى السويداء لبسط السيطرة على المراكز الأمنية والعسكرية وتأمين المحافظة".
وأضافت: "ندعو كافة الفصائل المسلحة في محافظة السويداء للتعاون مع القوات الحكومية وعدم مقاومة دخولها، وتسليم سلاحها لها".
ودعت الرئاسة الروحية للطائفة إلى "فتح حوار مع الحكومة لعلاج تداعيات الأحداث بالسويداء".
كما دعت إلى "تفعيل مؤسسات الدولة في السويداء بالتعاون مع أبناء المحافظة من الكوادر والطاقات بمختلف المجالات".
ويبلغ عدد الدروز بسوريا نحو 800 ألف نسمة من إجمالي السكان (22 مليونا) وفق تقديرات غير رسمية، ويتمركزون في محافظات السويداء وريف دمشق والقنيطرة (جنوب)، وإدلب (شمال).
وتمثل "الرئاسة الروحية" المرجعية الدينية العليا للطائفة بسوريا، لكن هناك 3 مشايخ عقل (زعماء دينيين) للدروز بمواقف قد تختلف أحيانا، وهم حكمت الهجري، وحمود الحناوي، ويوسف الجربوع.
وفي تسجيل مصور لاحق، أقر الهجري بقبوله بيان الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، لكنه ادعى أن هذا البيان فرض عليه بعد مفاوضات عديدة مع الحكومة السورية وبضغوط من دول خارجية (لم يحددها).
وأعلن الهجري التراجع عن القبول بالبيان، محرضا أبناء الطائفة الدرزية على التصدي للقوات الحكومية التي قدمت لفرض الأمن بالسويداء، بزعم أنها "نكثت الاتفاق وواصلت القصف العشوائي للمدنيين".
ويُعرف الهجري بمواقفة المحرضة ضد الحكومة السورية التي تدير البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد، وعادة ما يستدعي التدخل الخارجي بزعم حماية أبناء طائفته، رغم إبداء العديد من قادة الطائفة عبر بيانات وتصريحات سابقة رفضهم أي تدخل خارجي في البلاد، وتأكيد الحكومة السورية حرصها على ضمان حقوق جميع الطوائف في البلاد.
وأمس الاثنين، قال الهجري في بيان، إنهم لن يسمحوا بدخول قوات الجيش والأمن إلى السويداء، مطالبا بـ"حماية دولية".
من جانبه، رحب قائد الأمن الداخلي بالسويداء العميد أحمد الدالاتي، بدعوة طائفة الموحدين الدروز الفصائل بالمحافظة للتعاون مع قوات الحكومة وتسليم سلاحها، وفق ما نقلت "سانا" عن بيان لوزارة الداخلية.
ودعا الدالاتي سائر المرجعيات الدينية والفعاليات الاجتماعية إلى اتخاذ موقف وطني موحد يدعم إجراءات القوات الحكومية في بسط سلطة الدولة وتحقيق الأمن بالسويداء.
وناشد "قادة الفصائل والمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون تسليم أسلحتهم ووقف أي أعمال تعيق دخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى السويداء".
وبعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، بدأت قوات الأمن العام التابعة للحكومة الجديدة بدخول المحافظات، لكن رتلا تابعا لها آثر عدم دخول السويداء آنذاك وعاد إلى دمشق حقنا للدماء بسبب رفض حكمت الهجري دخوله.
وفي ظل ذلك، تولت عناصر من أبناء المحافظة مهمة تأمينها، لكنها لم تتمكن من ذلك ما دفع قوات الجيش ووزارة الداخلية إلى التدخل لإنهاء الانفلات.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.