السياسة, دولي, الدول العربية

خبيرة تونسية: فرنسا تعيش أزمة هوية وعاجزة عن تحمل التعددية

اعتبرت الكاتبة التونسية الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، سمية الغنوشي، أن "فرنسا تعيش أزمة هوية عميقة ناتجة عن الوجود الإسلامي بين ظهرانيها".

07.10.2020 - محدث : 08.10.2020
خبيرة تونسية: فرنسا تعيش أزمة هوية وعاجزة عن تحمل التعددية

Istanbul

إسطنبول/ الأناضول

الكاتبة التونسية الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، سمية الغنوشي:
- فرنسا عاجزة عن تحمل واقع التعددية الدينية، وأن الإسلام بات مكونا ثابتا من نسيجها 
- ما يزيد فرنسا توترا هو تراجع نفوذها في مستعمراتها السابقة
- إمعان فرنسا بإهانة شعوب مستعمراتها السابقة المسلمة أثار عليها أمواجا من السخط
- خطاب ماكرون حول الإسلام فيه استدعاء خفيّ ومعلن للإرث الاستعماري القائم على نزعة استعلائية
- ما يجدر بماكرون إدراكه هو أن فرنسا لا تملك الحقيقة المطلقة وأنها ما عادت سيدة البرار والبحار

اعتبرت الكاتبة التونسية الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، سمية الغنوشي، أن "فرنسا تعيش أزمة هوية عميقة ناتجة عن الوجود الإسلامي بين ظهرانيها".

وقالت الغنوشي، وهي ابنة زعيم حركة "النهضة" التونسية راشد الغنوشي، إن "فرنسا عاجزة عن تحمل واقع التعددية الدينية، وأن الإسلام بات مكونا ثابتا من نسيجها المجتمعي، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".

وأضافت في مقال نشره موقع "عربي21" الثلاثاء، أن "فرنسا لا تطيق حقيقة أن مستعمراتها السابقة التي كانت تتحكم فيها بقوة الاحتلال والجيوش، قد انتقلت إليها (فرنسا) وباتت جزءًا منها".

وتابعت: "الجزائر والمغرب وتونس ومالي وتشاد والنيجر لم تعد مجرد مستعمرات نائية هناك في ما وراء البحار، بعيدةً عن المتروبول الاستعماري، بل صارت على تخوم باريس ومرسيليا وليون وغرنوبل وغيرها من المدن الفرنسية".

وذكرت الغنوشي، أن "الولايات المتحدة وأغلب البلدان الأوربية تعايشت مع حجاب المرأة المسلمة واعتبرت ارتداءه خيارا فرديا حرا".

ورأت أنه "في فرنسا اللائكية (العلمانية)، فالأمر مختلف تماما. مجرد تغطية فتاة مسلمة خصلات شعرها يغدو تهديدا وجوديا لقيم الجمهورية وموضوعَ جدل عام محموم يخوض فيه الجميع ولا يكاد يتوقف".

وقالت: "تزعم فرنسا اللائكية أنها تأسست على قيم المساواة المطلقة ونفي أي لون من ألوان التمييز على أساس الدين أو العرق أو الطبقة الاجتماعية، لكن الأجيال الجديدة من المسلمين عرّت زيف ذلك".

واعتبرت الغنوشي، أن "ما يزيد فرنسا توتّرا اليوم هو ذهاب ريحها وتراجع نفوذها في مستعمراتها السابقة، بفعل سياساتها التدخلية المشطة".

وأكملت: "إمعان فرنسا في إهانة شعوب مستعمراتها السابقة المسلمة أثار عليها أمواجا من السخط والنقمة، نرى بعضا منها اليوم في مالي، بالتوازي مع صعود تركيا الإسلامية، التي باتت منافسا مقلقا في مواقع كثيرة كانت تعدها حقا طبيعيا لها".

وحول خطاب الرئيس إيمانويل ماكرون، الأخير، الذي هاجم فيه الإسلام، اعتبرت الخبيرة أن فيه "استدعاء خفيّ ومعلن للإرث الاستعماري القائم على نزعة استعلائية ثقافية، أقرب إلى العنصرية الثقافية، إزاء الاسلام والمسلمين".

وأضافت: "وضع ماكرون نفسه موضع طبيب جراح يعاين ويشخص حال إسلامٍ مريض ومأزوم، هو القادر دون غيره على تحديد علاجه وتقديم الدواء الشافي والكافي لمرضه العضال".

وزادت: "منهج ماكرون هو نفس المنهج الذي استند إليه سلفه نابليون بونبارت عند حملته على مصر سنة 1798، حين خاطب المصريين باسم الشيخ بونبرته وبشرهم بأنه جاء لتحريرهم من تخلف وهيمنة المماليك، الذين خانوا الإسلام الصحيح".

وأكدت أن مشكلة فرنسا أنها ما عادت تواجه إسلاما طرقيا تقليديا، بل تلتفت لترى إسلاما إصلاحيًا حداثيا، لم يعد بإمكانها محاربته وتطويعه وإخضاعه باسم قيم الحداثة والمهمة التنويرية.

وخاطبت الغنوشي، الرئيس الفرنسي قائلة: "ما يجدر بماكرون إدراكه هو أن فرنسا لا تملك الحقيقة المطلقة وأنها ما عادت سيدة البرار والبحار".

وكان ماكرون قال في خطاب، الجمعة: "الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم"، وعلى باريس التصدي لما وصفها بـ"الانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية".

جاء ذلك بالتزامن مع استعداد ماكرون لطرح مشروع قانون ضد "الانفصال الشعوري"، بهدف "مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.